تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومرة أخرى لا يكون الرد إلابنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً:"أنت جبان"!!

فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل .. وبنفس القوة يأتي الرد: أنت جبان!

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم , الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد وقبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس

تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة .. وصاح في الوادي ...

" إني أحترمك "

كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار

" إني أحترمك " ..

عجب الشاب من تغير لهجة المجيب ..

ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:

" كم أنت رائع "

فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية: كم أنت رائع!

ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية، علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة ....

أي بني .. نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء صدى ..

لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..

ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك

إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..

وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..

وإذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..

وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..

إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..

وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً

لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء

أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة

وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة

إنه صدى الحياة

.. ستجد ما قدمت وستحصد مازرعت

إذا خرجت الكلمة من القلب دخلت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لن تتجاوز الآذان

وصدق هذا القول لما يحمله من واقع طبيعي ...

فإن أجمل الكلمات تلك التي تقطر من الأعماق كلمات رقيقة ولطيفة وقد خرجت من القلب ...

تغدو جسراً يجمع بين قلوب البشر، فيسهل التواصل ....

أما إن كان مجرد كلام ينطق به اللسان فلن يجاوز أذان المستمعين

فيغدو هباء منثوراً، لعدم قدرته على زرع العبرة والذكرى في قلوبهم

الكلمة التي لا تخرج من الفؤاد تتحول الى لغة غير مفهومة ...

وإلى كلمات غير مفيدة، وهذا أشبه بقول الشاعر:

الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة، فهو تقطيع واوزان فقط.

قال إبليس: عجبت لبني آدم يحبون الله ويعصونه، ويبغضونني ويطيعونني

عجباً لحالنا .. ندعي حبنا له ونحن نعصيه ..

عجباً لحالنا .. ندعي حبنا له ونحن نعصيه .. !!

عجباً لحالنا .. ندعي حبنا له ونحن نعصيه .. !!

ندعي حب الله بألسنتنا ولا نطبقه عمليا.

ونقول أننا نكره الشيطان، ونحن مطيعين له، ومطأطئين رؤسنا لجنده

الإجابة: لأن قلوبنا تعلقت بالدنيا ومن تعلق بالدنيا نسي الآخرة واتبع الشيطان.

مقتطفات من الشبكة مع بعض التصرف والتعديل.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[25 - 02 - 2010, 11:04 م]ـ

أخونا الصغير صالح بن محمد

أستاذنا المؤسس الشيخ التويجري

أستاذنا الفاضل السراج

أختنا الفضلى الأستاذة زهرة متفائلة

شكر الله لكم مروركم وتعليقاتكم التي أفدت منها

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[25 - 02 - 2010, 11:55 م]ـ

تحياتي على هذه الجواهر الثمينة ,ولكني أودّ تفسيرًا لإحداها إذا أمكن وهي:

لسان العاقل وراء قلبه،

وقلب الأحمق وراء لسانه

هل هذا يعني أنّ العاقل يتكلم بدافع العاطفة؟

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 12:20 ص]ـ

حكم جميلة أستاذنا وشيخنا الدكتور سليمان خاطر ... كلها أعجبتني.

بارك الله فيكم ..

واسمحوا لي بوضع بعضاً من جميل القول:

أعوان العقل خمسون

قال أبو عبد الله رحمه الله، أما العقل أوله، ثم الفهم، ثم البصر، ثم المعرفة، ثم اليقين، ثم الفقه، ثم الوقف، ثم الحلم، ثم الإلهام، ثم الإخلاص، ثم التواضع، ثم السخاوة، ثم الصواب، ثم النصيحة، ثم الحسبة، ثم النية، ثم الشفقة، ثم المداراة، ثم الورع، ثم الشكر، ثم الرضا، ثم الصبر، ثم الخوف، ثم التقوى، ثم الجهد، ثم الاستقامة، ثم الزهد، ثم الفراسة، ثم الألفة، ثم الإنابة، ثم الشوق، ثم التضرع، ثم الحب، ثم الحفظ، ثم الصدق، ثم الهدى، ثم الذهن، ثم الفراغة، ثم الأمن، ثم التوكل، ثم الثقة، ثم القناعة، ثم التفويض، ثم العافية، ثم الراحة، ثم الخشوع، ثم التفكر، ثم العبرة، ثم الاستخارة، ثم السلامة، ثم المنزلة، ثم العزلة، ثم التهيؤ.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 02 - 2010, 03:05 م]ـ

تحياتي على هذه الجواهر الثمينة ,ولكني أودّ تفسيرًا لإحداها إذا أمكن وهي:

لسان العاقل وراء قلبه،

وقلب الأحمق وراء لسانه

هل هذا يعني أنّ العاقل يتكلم بدافع العاطفة؟

أهلا بك، أخي الكريم.

لا يعني ذلك مطلقا. وإنما المقصود أن العاقل يفكر بقلبه مليا قبل أن يتكلم، فيكون لسانه وراء قلبه معبرا عنه. أما الأحمق فبالعكس يتكلم قبل أن يفكر بقلبه ثم يفكر فيما نطق به لسانه؛ فيندم حيث لا ينفع الندم، فيكون قلبه وراء لسانه. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير