وما خاضت الجيوش العربية على ضعف إعدادها الديني والدنيوي هذه الحرب المسرحية إلا امتصاصا لغضبة الشعوب الإسلامية التي كانت فيها بقية حياة آنذاك، وتوطئة من جهة أخرى ليهود ليتمكنوا من احتلال بقية الأرض الفلسطينية، فكانت المعاهدات السرية تعقد مع بن جوريون والجيوش تخوض المعارك!.
وتعهد كبار المسئولين العرب بعدم مهاجمة غزة والخليل وألا يعتدي الجيش العربي على اليهود، وأن يلتزم بقرار التقسيم الصادر في نوفمبر 47. والعرب أهل وفاء بالعهد فلا ينقضون ما أبرموه من العهود أبدا، بل ربما أعطوا المعاهد أكثر مما اتفق عليه!.
وتمخضت الحرب عن فقد 68 % من أرض فلسطين بعد نزع سلاح أهل فلسطين، نحو: 13000 مقاتل، وهم الأبطال الحقيقيون في تلك الآونة مع بعض الكتائب الإسلامية التي أنشأها الشيخ حسن البنا رحمه الله في مصر والتي شاركت في الحرب وأبلت بلاء حسنا، لا زال اليهود يذكرونه ويخشونه إلى اليوم وذلك من أسباب الحصار المحكم على غزة الآن، فضلا عن أعداد من المجاهدين من سوريا والأردن.
فنزع سلاح الفلسطينيين بحجة أن الدول العربية ستتولى هذا الملف بنفسها فلديها من الجيوش النظامية المدربة ما يفي بالغرض، وقد كان!.
فقبل منتصف يونيو 1948 كان بيد اليهود 3 مليون دونم من أرض فلسطين، نحو 12 %، وبيد العرب 22 مليون دونم، نحو 88 %، فتمخضت الحرب عن استيلاء اليهود على 17 مليون دونم فقفز نصيبهم من الأرض، بفضل الجيوش العربية الباسلة من: 12 % إلى: 80 %، وتراجع نصيب العرب إلى نحو: 5 مليون دونم أو: 20 %، ولا عزاء للمغفلين!.
ودائما ما يكون تولي المؤسسات العربية الرسمية للقضايا المصيرية نذير شؤم!، فينتهي الأمر غالبا بفساد أعظم مما كان عليه الأمر ابتداء، فليتهم تركوا أهل فلسطين يدافعون عنها بأنفسهم!.
&&&&&
ومن ذاكرة التاريخ الأندلسي:
وفود جماعات من المجاهدين من الأتراك والمغاربة للقتال في صف المقاومة الموريسكية بعد سقوط غرناطة.
ومن ذاكرة التاريخ المعاصر:
وفود رجال أفاضل من الأناضول كالقائد محمد فخر الدين أورخان، رحمه الله، الذي تطوع مع فرقة من المجاهدين لإيصال كمية من المتفجرات لأهل حيفا المحاصرين فأطلق عليه الإنجليز النار فأردوه قتيلا برسم الشهادة، نحسبه كذلك ولا نزكيه على ربه، في أوائل مارس 1948 م.
بتصرف من مواضع من: "الطريق إلى بيت المقدس" للشيخ الدكتور جمال عبد الهادي حفظه الله وسدده.
والتاريخ يعيد نفسه، فتلك، كما تقدم، من السنن الكونية التي لا تتبدل، فهي مئنة من كمال تدبير الرب، جل وعلا، لشئون خلقه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[07 - 03 - 2010, 03:40 م]ـ
السلام عليكم
كثيرا ما أراجع أحوال ملوك الطوائف لقراءة تاريخنا المعاصر
وهذا الموضوع فيه ربط حكيم للأحداث وقراءة جيدة للتاريخ.
يا سيدي الفاضل يجب أن يكون لك مدونة فخسارة أن تغوص مثل هذه الدرر مع بقية الموضوعات.
سيكون لك مدونة ولو اضطررت لإدارتها بنفسي.
دمت موفقا معطاء
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 03 - 2010, 03:54 م]ـ
عطاء مثرٍ وأفكار ومراجع ذات أهمية كبيرة
ربط الماضي بالحاضر ربط منطقي بين التاريخ والحاضر
بارك الله فيك أخي المهاجر وليتك تنشئ مدونة كما قال الأستاذ أبو يزن لتجمع كل ما تقدمه من روائع
وفقك الله للخير وسدد خطاك
ـ[أبا حسن]ــــــــ[07 - 03 - 2010, 07:10 م]ـ
أذكر أن لي موضوعا عن ابن الأحمر وسقوط قرطبة
كتبته لأحد الأعضاء
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[08 - 03 - 2010, 07:00 ص]ـ
من شجون قصة الأندلس، تاريخا وواقعا:
http://islamicandalus.blogspot.com/