و من المعلوم لكل "باحث عن الهدى" أن: الرجال تعرف بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال .. هذا قول طالما رددناه، وطالما استعملناه في وجوه من يخالفنا الرأي ... فهلا طبقناه في واقع حياتنا نحن؟!
و هنا لنسأل عن "مالك" وعن "فلان" ..
بمَ يفضل أحدهما الآخر؟
بالتقوى والايمان. أولاً. عن أبي نضرة: حدثني – أو قال حدثنا – من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى في وسط أيام التشريق، وهو على بعير، فقال: يا أيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد، ألا وأن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم , قال: ليبلغ الشاهد الغائب" رواه أحمد وصححه الألباني.
ثمّ بالعلم: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
والتقوى ليس لها في صحة القول أو خطئه!
فالتقوى ليست دلالة العصمة بأي حال. فلقد أخطأ الصحابة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وحكم النبي بنفسه بخطا أحدهم، ولم يجعل ايمانه أو تقواه مبرراً له!
بل و خطّأ الصحابة والتابعون والصالحون من بعدهم بعضهم بعضاً.
وهذا هو ما ذكرناه سابقاً من ضرورة الفصل بين القول و نية أو دين صاحبه.
ثمّ العلم!
و فيه يُعرف الحق من التخريص.
ويُعرف الهدى من الهوى.
ولكن كيف يكون العلم كذلك؟
لا بكم تحفظ من نصوص في عقلك، أو كتب في بيتك.
بل كيف تستخدم عقلك ومعلوماتك في استنباط الحق والوصول إليه.
وبالتالي فانك تفاضل بين قولين بطرق استدلال كل منهما على قوته وحجيته، فهنا يبرز العلم والعقل .. ومن عاد إلى محاججات ومناظرات العلماء، سيجد على ذلك أمثلة كثيرة ..
وبالتالي فكل قول غير قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هو "قول" و "رأي" يحتمل الصواب والخطأ.
ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 11:35 م]ـ
أيها الإخوة الكرام
إن هذا القول: (أن الرجال تعرف بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال .. ) ليس مبررا لترك الأدب مع العلماء ومن يضاهي إمام دار الهجرة في فضله وعلمه، لقد إتخذ بعض التلاميذ الصغار من مثل هذا القول عذرا في التطاول على أئمة المذاهب وقالوا
هم رجال ونحن رجال وأي رجال أنتم يا صغارنا؟؟ أو رأيتم ما جنت علينا الدعوة إلى اللامذهبية؟؟؟؟ كل ّ يدّعي السلفية فاختلط الأمر ولم نعلم من السلف ومن الخلف؟؟
إن كلام الأستاذ جمال في محله ونؤكد عليه ...