تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرياضة في الإسلام]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 12 - 2005, 12:51 م]ـ

للمراسلة يمكن إرسال رسائلك على العنوان البريدي التالي: [email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

[الرياضة في الإسلام]

إعداد: نائل سيد أحمد _ القدس

أشاد الدين الإسلامي بالتربية الرياضية عموماً لما تصبو إليه من سلامة جسم الرياضي وعقله معاً تحقيقاًَ للحكمة القائلة " العقل السليم في الجسم السليم " ولما تهفو إليه من إجادته فنون الكر والفر للحاجة إليها عند مقابلة أعدائه والمعتدين عليه وعلى وطنه ومواطنيه ولما تطبعه في نفسه من أدب وحسن خلق فيأبى تحقير منافسه بل يشجعه ويقدره قدره.

فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركانه بطل قريش إلى الإسلام فقال: " إن صرعتني إتبعتك فصرعه رسول الله حتى كادت تنقطع أنفاسه ثم صرعه مرة أخرى فمشى إلى قومه يقول: " والله ما رأيت أسحر من محمد قط ولا أقوى منه إستفيدوا منه يا عرب فهو عزكم ونصركم وفخركم".

وكان صلى الله عليه وسلم ينظر إلى لعب الأحباش بالحراب في مسجده وتنظر من خلاله عائشة وفي أحيان كثيراً كان يسابقها رضي الله عنه عنها فيسبقها فتغضب فيتعمد أن تسبقه فترضى وعن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمر الأنصاري يرميان فمل أحدهما فجلس فقال له الأخر: أكسلت؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل شيء ليس من ذكر الله تعالى فهو لهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الهدفين لينظر أيهما أصيب وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته وتعلمه السباحة.

لكن أفضل موضوعات التربية التدريب على الرمي الذي طلبه الله تعالى في كتابه من نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: فقال في سورة الأنفال 60 (وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).

وبين الرسول القوة فقال: " ألا أن القوة هي الرمي، ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة هي الرمي " وروى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم مر على قوم " يتبارون في رمي السهام " فقال: إرمو يا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً إرمو وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الطرفين عن الرمي فقال: مالكم لا ترمون قالوا: كيف نرمي وأنت معهم قال: إرموا وأنا معكم جميعاً".

فيؤخذ من هذا الحديث الشريف في دنيا الرياضة أنه لا يصح إلا تشجيع الطرفين معاً الغالب لغلبه والمغلوب عله أن بنهض في القريب ولما كان الإسلام ديناً نظامياً علمياً بأن فيه تعليم الرمي يعادل تعلم القرآن أجراً ومثوبة إذ العقيدة تحتاج إلى قوة تحميها كما أن القوة في حاجة إلى عقيدة تدفعها.

الدين والرياضة

أحسن ما يقال في مشروعية الرياضة وأثرها ما جاء في مزاد المعاد من أنها تخلص الجسم من رواسب وفضلات بشكل طبيعي وتعود البدن الخفة والنشاط وتجعله قابلاً للغذاء وتصلب المفاصل وتقوي الأوتار والرباطات وتؤمن جميع الأمراض المادية وأكثر الأمراض المزاجية إذا أستعمل القدر المعتدل منها بدقة وكان يأتي التدبير صواباً.

والإسلام يحث على القوة في الجسم والعقل والروح والخلق وفي كل شيء فقد صح في الحديث الذي رواه مسلم " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" والتكاليف الإسلامية يشتمل كثير منها على رياضات للأعضاء إلى جانب إفادتها لرياضة الروح وإستقامة السلوك فالصلاة بما فيها من طهارة البدن وتليين معظم أجزاء الجسم وكذلك الحج بمناسكه المتعددة وصلة الرحم وعيادة المرضى والمشي إلى المساجد ...... وكان العرب قيل الإسلام يمارسون كثير من الرياضات العصرية وعند مجيء الإسلام أقر ما كان مفيد منها وها هي بعض الأمثلة:

العدو والجري قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم _ كما رواه الطبراني " من مشي بين الفرضين _ علامتين لتحديد المسافة _ كان له بكل خطوة حسنة " وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم _ سابق السيدة عائشة رضي الله عنها فسبقته ثم سبقها.

ركوب الخيل والفروسية وهي عدة الجهاد قال تعالى: (وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) الأنفال 60 وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وسابق على الجمال وقال إركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل " رواه مسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير