الكتابةُ الجيِّدة
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بعضُ الكتَّاب: «الكتابةُ الجيِّدَة هي التي تكون بعدَ قراءةٍ أجود».
وإنني أجد حين أكتب مقالةً لم أحصل قبلها على زادٍ ثقافي كافٍ: بعضَ اضطرابٍ في أفكارها، وضعف ترابطٍ بين أجزائها، وحشوا قد يُثقِل على قارئها أو يصرِفه عنها.
ولو أنني شغلتُ نفسي بدراسة ما أريدُ الكتابة عنه لاستطعتُ أن أوجز الكلامَ، وأمنع الواردات المشتبهات، وأريح القارئ من الإسهاب الممل.
ولقد صدق أحد معلميَّ في الجامعة إذ يقول: «اقرأ كل ما يتعلق بموضوع بحثك قبلَ أن تشرَعَ فيه».
ثمَّ إنني في أحيانٍ أخرى أنصرف عن قراءة ما يتصل بموضوع كتابتي؛ طلبا للاقتصار على ما في الصدرِ من خواطر وهروباً من حشد الأقوال التي سأقف عليها ساعة البحث.
وهذا أيضاً داخل في دائرة الضعف الثقافي؛ فلو كانت القراءة جيدة لأحسنت حصر ما أريد من القول دون تزيُّدٍ في النقل.
ويقول الناقد الدكتور: حسن الهويمل –في أحد محاضراته في الجامعة-: «أجدني بعد الفراغ مما أكتب قد سلكت مسالك من القول أبعد فيها عن (المنهجية) في البحث؛ لأنني حين أطرق قضيَّة يستدعي الذهنُ قضايا أخرى فأسلك سبيل الاستطراد.
ثم قال مخاطباً طلابَه –من بني هذا الجيل! -: أما الواحدُ منكم فيستطيع أن يجمع في ذهنه ما يريد ويصوغه كتابةً مرتبةَ الأفكار؛ لأنَّ زاده قليل». انتهى وهذا ما فهمتُه مما قال.
ومهما يكن من أمر فإنَّ الكتابةَ الجيِّدة هي التي تكون بعدَ قراءة أجود.
ناصر الكاتب
ـ[أبو سارة]ــــــــ[12 - 11 - 2005, 12:17 ص]ـ
شكرا لك أخي ناصر
قالوا في منثور الحكم: من خدم المحابر خدمته المنابر.
وأنا أقرأ كلماتك الجميلة، لاح لي ذكر الشاعر الجاهلي زهير ابن أبي سلمى وأترابه، إذ تفوح من أشعارهم روائح التجربة والحكمة والفوائد،وإذا كانت اليد رسول الفؤاد فاللسان أقرب منها.
في ظني أن القراءة وحدها لاتكفي إن لم يكن هناك إعمال فكر وتدبر ناتج من عقل ناضج،وكما لايخفى فالقراء من الكثرة بمكان "لكنهم في النائبات قليل"،وكما يقال: من كتب كتابا فقد عرض عقله على الناس.
ذكر بعض المؤرخين أن ابن تيمية رحمه الله أثناء عودته من الحج مر بمدينة حماة،فطلب منه أهلها أن يكتب لهم ملخص عن العقيدة، فجلس بعد صلاة العصر يملي عليهم عقيدة أهل السنة والكتبة يكتبون،وأطلِق على هذه النبذة "العقيدة الحموية" ومازال جهابذة العلماء إلى هذا العصر يشرحون تلك النبذة ويعدون العدة لشرحها والرجل كتبها وهو "عابر سبيل"!
سبحان من قسم العلم بين عباده كما قسم بينهم الأرزاق.
شكرا لك أخي ناصر مرة أخرى،ولك مني أزكى التحايا.
ـ[لخالد]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيك
نريد رأيا في القراءة الجيدة أيضا
ـ[الفقير إلى الله]ــــــــ[17 - 11 - 2005, 04:36 م]ـ
جزاك الله خير يا أخ ناصر
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومهما يكن من أمر فإنَّ الكتابةَ الجيِّدة هي التي تكون بعدَ قراءة أجود.
ناصر الكاتب
نعم أخي العزيز فالقراءة الجيّدة هي الأساس الراسخ الذي ينطلق منه المثقّف إن رام مخاطبة الجماهير متحدثا أو كاتبا أو محاورا ...... مع عدم إغفال القدرات الشخصيّة والمواهب الذاتيّة.
لك أزكى التحيات.
ـ[الصادق]ــــــــ[24 - 11 - 2005, 11:30 م]ـ
قال بعضُ الكتَّاب: «الكتابةُ الجيِّدَة هي التي تكون بعدَ قراءةٍ أجود».
ومهما يكن من أمر فإنَّ الكتابةَ الجيِّدة هي التي تكون بعدَ قراءة أجود.
ناصر الكاتب
هل يمكن أخي الكريم إن تضعنا أمام عناصر القراءة الجيدة ومن تم الأجود؟