تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجامعة الاسلامية فكرةً ونشأةً

ـ[سليم]ــــــــ[17 - 12 - 2005, 08:38 م]ـ

السلام عليكم

أول من فكر في إنشاء الجامعة الاسلامية هو السلطان العثماني عبد الحميد, بعد أن رأى المسلمين قد تألبوا عليه وأبرزوا له ظهر المجن وخاصة العرب منهم ,وبعد ان أيقن من تغلغل الكفار بين صفوف المسلمين وخاصة الانكليز ,فيقول السلطان في مذكراته:"الأنجليز قد أفسدوا عقول المصريين، لأن البعض أصبح يقدم القومية على الدين. ويظن أنه يمكن مزج حضارة مصر بالحضارة الأوروبية، وإنجلترا تهدف من نشر الفكر القومي في البلاد الاسلامية الى هز عرشي ... وأن الفكر القومي قد تقدم تقدماً ملموساً في مصر. والمثقفون المصريون أصبحوا من حيث لا يشعرون ألعوبة في يد الانجليز إنهم بذلك يهزون اقتدار الدولة الاسلامية ويهزون معها اعتبار الخلافة",وقد بين السلطان رحمه الله بعض الاشخاص الذين تمكن منهم الانكليز وسخروهم: أمثال جمال الدين الأفغاني، ومصطفى كامل من مصر، وأبي الهدى الصيادي من سوريا، وعبدالرشيد إبراهيم من سيبريا، والحركة السنوسية في ليبيا وغيرها.

فيقول عن جمال الدين وعلاقته مع الانكليز:"وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنكليزية مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الاتراك. واقتراحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين".وقد حاول السلطان جلبه الى جانبه وإحضراه الى استانبول:"كنت أعرف جمال الدين الأفغاني عن قرب. كان في مصر، وكان رجلاً خطيراً. اقترح عليّ ذات مرة -وهو يدّعي المهدية- أن يشير جميع مسلمي آسيا الوسطى. وكنت أعرف أنه غير قادر على هذا. وكان رجل الانكليز، ومن المحتمل جداً أن يكون الانكليز قد أعدوا هذا الرجل لاختباري فرفضت فوراً، فاتحد مع بلنت. استدعيته الى استانبول عن طريق أبي الهدى الصيادي الحلبي، الذي كان يلقي الاحترام في كل البلاد العربية".

وهكذا بحنكة وذكاء السلطان عبد الحميد روّض كثيرًا من معارضيه, وسعى حثيثًأ في جمع ولم شمل المسلمين ,وقد شعر غصه من موقف ايران إزاء الخلافة فيقول:"عدم وجود تفاهم مع ايران أمر جدير بالتأسف عليه وإذا أردنا أن نفوّت الفرصة على الانجليز وعلى الروس فإنا نرى فائدة تقارب إسلامي في هذا الأمر".

وقد تكلم في مذكراته عن ضرورة العمل على تدعيم أواصر الأخوة الاسلامية بين كل مسلمي العالم في الصين والهند وأواسط أفريقيا وغيرها، وحتى ايران ورغم إختلاف وجهات النظر, وقد سعى بكل ما أوتي من عزم وسلطان لتحقيق ما كان يصبو اليه وحتى أنه قام بمحاولة اتخاذ اللغة العربية لأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية، لغة للدولة أو مايسمى بالتعبير المعاصر "تعريب" الدولة العثمانية وذلك لكسب ثقة العرب وعلماء الاسلام, وأحب اللغة العربية كثيرًا فيصفها قائلاً:"اللغة العربية لغة جميلة. ليتنا كنا اتخذناها لغة رسمية للدولة من قبل. لقد اقترحت على (خير الدين باشا -التونسي- عندما كان صدراً أعظم أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية، لكن سعيد باشا كبير أمناء القصر أعترض على اقتراحي هذا. وقال: (إذا عرّبنا الدولة فلن يبقى -للعنصر التركي- شيء بعد ذلك". ,وفتح مراكز اسلامية في كافة انحاء الدولة العثمانية وتعليم اللغة العربية وربطها في الاسلام وعدم الفصل بينهما. وقد أدرك خطر التوغل الغربي في بلاده وسعيهم الى القضاء على كل ما يمِت للإسلام بصلة, فيقول عن الانكليز ونصرانيتهم:"الإسلام والميسيحية نظرتان مختلفتان ولايمكن الجمع بينهما في حضارة واحدة",وكان على وعي شديد بما يدور غلى الساحة السياسية العالمية وبالتحديد ما يدور بخلد الانكليز:"يجب أن تصبح الجزيرة العربية تحت الحماية الانكليزية، ويجب على انكلترا أن تسيطر على مدن المسلمين المقدسة ... إن إنجلترا تعمل لهدفين: إضعاف تأثير الاسلام وتقوية نفوذها وبالتالي .. لذلك أراد الانجليز أن يكون الخديوي في مصر خليفة للمسلمين ولكن ليس هناك مسلم صادق واحد يقبل أن يكون الخديوي أميراً للمؤمنين لأنه بدأ دراسته في جنيف وأكملها في فيينا وتطبع بطابع الكفار".وكان يدرك صعوبة وثقل هذا الامر وأن الدولة العثمانية تضم أجناساً وشعوبًا مختلفة ومتنوعة:"أن الدولة العثمانية تضم أجناساً متعددة من أتراك وعرب وألبان وبلغار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير