["يهود الدونمة"]
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 11 - 2005, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم
إن عداء اليهود للاسلام والمسلمين بدأ بعد أن تيقنوا أن ختام النبوة قد خسروه الى الابد وأن الوحي فارقهم وذريتهم وتنزل على سيدنا محمد علية الصلاة والسلام الذي هو من نسل اسماعيل بن إبراهيم ,وشرعوا في التصدي له ولدعوته وأصحابه عقائديًا وسياسيًا وإجتماعيًا, واشتد هذا العداء العنيف بعد أن أجلاهم النبي عن المدينةالمنورة وعمر بن الخطاب عن سائر الجزيرة العربية ,وتمزقهم ونشردهم شر ممزق في بقاع الارض, واخذهم على انفسهم عهودًا ان يحاربوا الاسلام والمسلمين اينما كانوا وبشتى السبل والطرق, فقد تظاهر بعضهم بالاسلام وبث السموم في جسم الامة الاسلامية عبر تاريخها الطويل وعبثوا في افكار بعضهم فأنشؤا فرقًا باطنية ومذاهبًا فاسدة قديماً وحديثًا, فما السبأية والقرامطةوالحشاشين والرافضة إلا من تمخضهم قديمًا, والقاديانية والبهائية ووشهود يهوا والشيوعية إلا من بنات افكارهم حديثًا, وما زالوا يعملون في زمننا هذا على تمزيق الجسد الاسلامي وإهمال خنجر الغدر والحقد في صميم الامة الاسلامية.
ودور اليهود في القضاء على دولة الاسلام لم يعدخافيًا على أحد وأن احد الافراد الذين سلموا الخليفة وثيقة العزل كان حاخاما في الدولة العثمانية.
قدوم اليهود دولة الخلافة:
لقد أهدى تتار بلاد القرم للسلطان سليمان القانوني في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية كانوا قد سبوها في إحدى غزواتهم فتزوجها السلطان سليمان القانوني وأنجبت له بنتاً فما إن كبرت تلك البنت حتى سعت أمها اليهودية من اللقيط الكرواتي رستم باشا ثم إمعاناً منها في الغدر تمكنت من قتل الصدر الأعظم ابراهيم باشا ونصبت صهرها اللقيط بدلاً عنه ثم قامت بتدير مؤامرة اخرى استطاعت بها أن تتخلص من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى ونصبت ابنها سليم الثاني ولياً للعهد.
في ذلك الزمن كان اليهود قد تعرضوا للاضطهاد في الأندلس وروسيا وتشرد الكثير منهم هرباً من محاكم التفتيش فتقدمت تلك اليهودية من السلطان وسعت لديه بالحصول على إذن لهم بالهجرة الى البلاد، وبالفعل فقد استقر قسم منهم في إزمير ومنطقة أدرنة، ومدينة بورصه والمناطق الشمالية والغربية من الاناضول، وبعد استقرارهم في الدولة العثمانية، طبقت الحكومة عليهم أحكام الشريعة الاسلامية حيث تمتعوا في ظلها بقدر كبير من الاستقلال الذاتي، وفي الواقع أن يهود إسبانيا لم يجدوا المأوى فقط في تركيا العثمانية بل وجدوا الرفاهية والحرية التامة بحيث أصبح لهم التسلسل الهرمي في الدولة، إذ تغلغلوا في المراكز الحساسة منها مثل دون جوزيف ناسي، وغيرهم وتمتع يهود إسبانيا بشيء كبير من الاستقلال وأصبح رئيس الحاخاميين مخول له السلطة في الشؤون الدينية والحقوق المدنية بحيث أن مراسم وقرارات هذا الحاخام كانت تصدق من قبل الحكومة الى درجة تحولت الى قانون يخص اليهود.
وتجدر الاشارة في هذا المجال، أن علي باشا وزير الخارجية (أصبح فيما بعد الصدر الأعظم، قد شارك في بعثته الدبلوماسية عدد من اليهود في عام 1865م المرسلة الى الاقطار الأوروبية المسيحية).
إن اليهود تمتعوا بكافة الامتيازات والحصانات بموجب قوانين رعايا الدولة ووجدوا السلم والأمان وحرية الوجود
الكامل في الدولة العثمانية.
يهود الدونمة:
أطلق لفظ الدونمة منذ القرن السابع عشر على اليهود الذين يعيشون في المدن الاسلامية وخاصة في ولاية سلانيك, والدونمة لها معنى لغوي وعرفي, فاما معناها لغويًا: فهي مشتقة من الكلمة التركية (دونمك) التي تعني الرجوع أو العودة أو الارتداد, واما المعنى العرفي فإنه يعني اليهود المسلمين الذين لهم كيانهم الخاص, وأطلق العثمانيون اسم الدونمة على اليهود لغرض بيان وتوضيح العودة من اليهودية الى الاسلام ثم أصبح علماً على فئة من يهود الاندلس الذين لجؤوا الى الدولة العثمانية وتظاهروا باعتناق العقيدة الاسلامية.
كما واصبح هناك معنً دينيًا لهذة الطائفة كمذهب ديني جديد، دعا إليه الحاخام ساباتاي زيفي الذي أدعى بأنه المسيح المنتظر في القرن السابع عشر، حيث انتشرت في تلك الايام شائعة تقول أن المسيح سيظهر في عام 1648م كي يقود اليهود في صورة المسيح وأنه سوف يحكم العالم في فلسطين، ويجعل القدس عاصمة الدولة اليهودية المزعومة وكانت فكرة المسيح المنتظر ذائعة عندئذ في المجتمع اليهودي، وكانت الأوساط اليهودية القديمة تؤمن بقرب ظهور هذا المسيح. ولذلك صادفت دعوة شبتاي تأييداً كبيراً بين يهود فلسطين ومصر وشرق أوروبا، بل أيدها كثير من اليهود وأصحاب الأموال لأغراض سياسية ومالية.
وذاع أمر شبتاي في أوروبا وبولندا وألمانيا وهولندا وإنكلترا وإيطاليا وشمال أفريقيا وغيرها.
وفي أزمير أخذ يلتقي بالوفود اليهودية التي جاءت من أدرنة وصوفيا واليونان وألمانيا، حيث قلدته هذه الوفود تاج "ملك الملوك" ثم قام شبتاي بتقسيم العالم الى ثمانية وثلاثين جزءاً، وعين لكل منها ملكاً، اعتقاداً منه بأنه سيحكم العالم كله من فلسطين، حيث كان يقول في هذا المجال: (أنا سليل سليمان بن داود حاكم البشر وأعتبر القدس قصراً لي).
يتبع ....
¥