تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مواقف طريفة مع العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..]

ـ[معالي]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 12:48 ص]ـ

:::

عُرف الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بالجد والزهد، والقسوة على نفسه في سبيل مبادئه وإيمانه وقناعاته، وربما ظن البعض أن حياته كلها تسير على هذا المنوال، ولكن الأيام أثبتت أنه - رحمه الله - كان حاضر البديهة، لطيف المعشر، سريع الإجابة، وله مواقف طريفة منها:

أن الملك كان قادماً لزيارته في منزله في عنيزة، وعندما حان وقت الصلاة ذهب الشيخ إلى المسجد، وبعد الصلاة توجه إلى بيته ليستعد لاستقبال الملك، ولكنه فوجئ بأن الطرق قد أغلقها الجنود، وعندما اقترب من منزله اعترضه أحدهم وحاول منعه، لأن المنطقة مغلقة تمهيداً لوصول الزائر الكبير، فقال الشيخ: إن الملك آتٍ لزيارتي .. !! فصوّب إليه الجندي نظرة استغراب، وكأن لسان حاله يقول: إن شكل هذا الشخص بملابسه المتواضعة ولحيته البيضاء لا يرقى إلى المستوى الذي يجعل الملك يأتي لزيارته، ولم يعلم أن المظهر لا يعكس المخبر، وأن الشيخ وعاء ملئ علماً، وشخصية كلها تواضع وزهد وتقشف، ولولا قدره الكبير، وعلمه الغزير لما قدم الملك لزيارته، وأخيرًا جاء من يعرف الشيخ وتم إفساح الطريق له.

ومن المواقف الطريفة للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنه كان في مكة، وكان يستقل سيارة أجرة، فسأله سائق السيارة عن اسمه، فقال: محمد بن عثيمين، فقال السائق، وقد ضرب بكفه على صدره: معك الشيخ ابن باز .. !! فقال الشيخ: ابن باز كفيف، ولا يمكن أن يقود السيارة، فقال السائق: وابن عثيمين في عنيزة، وإذا أتى مكة لا يركب سيارات أجرة، ولكن السائق اكتشف عند وصول الشيخ إلى وجهته أنه فعلاً ابن عثيمين.

ومن المواقف الطريفة التي مرت بالشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- أن أحد كبار السن من سكان البادية، أدركته صلاة العشاء وهو قريب من مسجد الشيخ، فدخل ليصلي، وهو لا يعرف الشيخ، وأثناء القراءة أخطأ الشيخ في التلاوة، فرد عليه عدد كبير من طلابه، وبعد الصلاة، قال لهم الشيخ: إن التصحيح لا يكون بصورة جماعية، فقال البدوي: المفروض في (الشيبان) الذين لا يجيدون القراءة مثلك ومثلي أن يعودوا إلى الصفوف الخلفية، ويتركوا الصلاة للشباب المتعلم .. !!

وقابله أحدهم في المستشفى، فسأله: ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ؟. قال الشيخ: أحلل السكر، فقال الرجل: كلنا نعرف أن السكر حلال، ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا!!

وسأله أحدهم: ما يفعل الشخص بعد أن ينتهي من الدعاء؟ فرد الشيخ: ينزل يديه ... !!

وسأله آخر: إذا كان الشخص يستمع إلى شريط مسجل ووردت آية فيها سجدة، هل يسجد؟ فقال الشيخ: نعم، إذا سجد المسجل .. !!.

وكان الشيخ يلقي درساً في باب النكاح عن عيوب النساء، فسأله أحدهم: لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان، هل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح؟؟، فقال: الشيخ هذه امرأة جيدة، إنها لا يمكن أن تعضك .. !!

ومن المعروف أن التوجيه الرباني يقول {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} ويقول سبحانه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

كان الشيخ في يوم من الأيام ذاهباً إلى المسجد بمبخر فيه جمر، فاعترضه شاب في يده سيجارة، وكان هذا الشاب لا يحب المتدينين، ولا يحب مجالسهم، فقال: ياشيخ يمكن أولع .. ؟ .. فقال الشيخ: تفضل يا ولدي ... لم تمض فترة حتى كان الشيخ من أحب الناس إلى ذلك الشاب، ومن أكثرهم ملازمة لدروسه، ولو نهره أو طرده لتمادى في غيه، ولزاد بعده عن أهل الإيمان ومجالسهم، ولكن مثل هذا التصرف لا يقوم به إلا الذين صبروا، والذين لهم حظ عظيم في فعل الخير، والتأثير في الآخرين ..

إن مجتمعنا بحاجة إلى هذه الروح التي تقسو على نفسها، وتتسامح مع الآخرين، وتعامل الناس بالتي هي أحسن، وتبتعد عن الغلو والتزمت والتشدد، إن الإسلام دين الوسطية، ودين اليسر، وكله خير للفرد والمجتمع، وبخاصة في زمننا هذا الذي طغت فيه المادة، وغلب عليه الاتجاه الفردي، وغابت فيه القيم الرفيعة، والمشاعر النبيلة تجاه الآخرين، إلا من رحم ربك وقليل ماهم.

نسأل الله أن يتغمد الشيخ - وجميع موتى المسلمين- برحمته الواسعة، وأن ينفع بما تركه من علم ومن ذكر طيب لمن يريد أن يقتدي بالنجوم التي سارت وتسير على هذه الأرض ..

المصدر:

http://www.al-jazirah.com/277787/ar4d.htm

ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 12 - 2005, 04:08 ص]ـ

الأخت الفاضلة معالي

جزاك الله عنا كل خير.

رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة،كان مثالا يحتذى به في العلم والأخلاق والمواقف،نذر حياته في سبيل العلم وتعليم الناس ويالها من تجارة رابحة،ترك الدنيا وأدبر عن زخرفها فلحقته الدنيا بحب الناس، فالكل يحبه ويجله ويترحم عليه.

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغدق عليه مدرارا من شآبيب رحمته وعفوه،وأن ينزله في عليين مع الأنبياء والصالحين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير