تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صِدَامٌ بين الأماني العِذَاب

ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 02:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تتحرَّقُ النفسُ –أحيانا- عند طريقِ غاياتها؛ فتقفُ عند مبدئه تارة، ثم تركُض إلى أحدِ جنباته تارة أخرى، ثم تعودُ –وهي تهذي به- إلى مَبدئه ممنيّةً ذاتَها قَطْعَه.

وذلك التخبُّط عندِ ((الخطوةِ الأولى)) داءٌ شائعٌ بين عشَّاقِ العلم والثقافة.

فالفتى اليافع حين يحضرُ مجلسَ علمٍ تأصيلي، طُوِيتْ فيه الرُّكب، وعَلَتْ فيه السَّكينَة، وتحرَّكت فيه الأقلامُ على الدفاتر .. تثورُ نفسُه بُعَيد هذا المجلس شوقا إلى حفظ المتون، ومتابعة الدروس، واستذكار الشروح.

وتتحرّقُ على ما فاتها من مراقٍ للعلم النافع .. علم الكتاب والسنة.

وقد يَعْرِضُ لها اضطرابٌ في المشتهى وتقلّبٌ في الرأي ساعةَ الفكْرِ في الأجدى من الأساليب للوصولِ السريع إلى (العلم)؛ فهل يحفظ ((العمدة)) أم ((الزَّاد)) وهل يجلسُ إلى ذلك الشيخ أم ذاك، أو هل يبدأ بعلوم الآلة أم بفقه الدين، وهل يجمع بين فنِّ وآخر، أم يجمع نفسَه على واحدٍ منهما.

وليس غريباً حصولُ مثل ذلك؛ فقلّة التجربة، وثورةُ الحماس داعيتان إلى هذا التردد.

ومكرُ الشيطان قائدٌ إلى مزيد من التخبط.

إلا أنَّ أموراً استجدت في هذا العصر فَلقَتْ بحرَ الأماني المتلاطم إلى قنواتٍ صغيرة، اختلفَت منابِعُها، وتباعدَت مصابُّها.

فذلك الذي يشتهي العلمَ المؤصَّل في ساعة، يتحرّق على ((الفكر، والتحليل السياسي)) ساعةً أخرى، فيخرج عن سمت المتعلِّم إلى فخامة ((المفكّر))، فيشغل نفسَه بتصيد الكتابات الفكرية المشحونة بالنظريات؛ كي يفرع عليها ما يريد شرحَه من الأفكار ..

والشهوتان متناقضتان، فالأولى طريق إلى العلم –إن صحت النية، وسلمت الطريقة-، والثانية سبيل إلى (التعالم) والتشدُّق.

والمشتَهيات في باب الثقافة أنواع، وما ذكرتُه واحدٌ منها.

والنّفسُ الطالبةُ للمجد إما أن تسلُكَ سبيل الجد فتصل إلى المبتغى، أو هي كالخرقة الخَلِقَة تمزّقها مُدى الأماني، أو تحرقها نارُ المَنون.

ـ[باحث لغوي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 03:01 ص]ـ

موضوع متميز ....... بتميز كاتبه ..

لي عودة ....

بإذن الله.

ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 07:16 ص]ـ

والنّفسُ الطالبةُ للمجد

إما أن تسلُكَ سبيل الجد فتصل إلى المبتغى،

أو هي كالخرقة الخَلِقَة تمزّقها مُدى الأماني، أو تحرقها نارُ المَنون.

لله مانفث قلمك هنا أخي الكريم ..

جعلنا الله وإياك ممن يسلك سبيل المجد فيصل إلى المبتغى ..

جزيت خيرًا

فيض تحية

ـ[أ. عبد الله الحمدان]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 12:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تتحرَّقُ النفسُ –أحيانا- عند طريقِ غاياتها؛ فتقفُ عند مبدئه تارة، ثم تركُض إلى أحدِ جنباته تارة أخرى، ثم تعودُ –وهي تهذي به- إلى مَبدئه ممنيّةً ذاتَها قَطْعَه.

وذلك التخبُّط عندِ ((الخطوةِ الأولى)) داءٌ شائعٌ بين عشَّاقِ العلم والثقافة.

فالفتى اليافع حين يحضرُ مجلسَ علمٍ تأصيلي، طُوِيتْ فيه الرُّكب، وعَلَتْ فيه السَّكينَة، وتحرَّكت فيه الأقلامُ على الدفاتر .. تثورُ نفسُه بُعَيد هذا المجلس شوقا إلى حفظ المتون، ومتابعة الدروس، واستذكار الشروح.

وتتحرّقُ على ما فاتها من مراقٍ للعلم النافع .. علم الكتاب والسنة.

وقد يَعْرِضُ لها اضطرابٌ في المشتهى وتقلّبٌ في الرأي ساعةَ الفكْرِ في الأجدى من الأساليب للوصولِ السريع إلى (العلم)؛ فهل يحفظ ((العمدة)) أم ((الزَّاد)) وهل يجلسُ إلى ذلك الشيخ أم ذاك، أو هل يبدأ بعلوم الآلة أم بفقه الدين، وهل يجمع بين فنِّ وآخر، أم يجمع نفسَه على واحدٍ منهما.

وليس غريباً حصولُ مثل ذلك؛ فقلّة التجربة، وثورةُ الحماس داعيتان إلى هذا التردد.

ومكرُ الشيطان قائدٌ إلى مزيد من التخبط.

إلا أنَّ أموراً استجدت في هذا العصر فَلقَتْ بحرَ الأماني المتلاطم إلى قنواتٍ صغيرة، اختلفَت منابِعُها، وتباعدَت مصابُّها.

فذلك الذي يشتهي العلمَ المؤصَّل في ساعة، يتحرّق على ((الفكر، والتحليل السياسي)) ساعةً أخرى، فيخرج عن سمت المتعلِّم إلى فخامة ((المفكّر))، فيشغل نفسَه بتصيد الكتابات الفكرية المشحونة بالنظريات؛ كي يفرع عليها ما يريد شرحَه من الأفكار ..

والشهوتان متناقضتان، فالأولى طريق إلى العلم –إن صحت النية، وسلمت الطريقة-، والثانية سبيل إلى (التعالم) والتشدُّق.

والمشتَهيات في باب الثقافة أنواع، وما ذكرتُه واحدٌ منها.

والنّفسُ الطالبةُ للمجد إما أن تسلُكَ سبيل الجد فتصل إلى المبتغى، أو هي كالخرقة الخَلِقَة تمزّقها مُدى الأماني، أو تحرقها نارُ المَنون.

شكرا على موضوعك الرائع و قولك البارع،

و الله يا أخي الكريم ذكرتني بمقولة (خالف تعرف) و هي قاعدة و جدت كثيرا من الناس من يطبقها لأهداف سقيمة ترجع إلى عمليات نفسية أثرت في قائلها أو مطبقها و مع الأسف نجد من يطبقها في علية القوم بيننا و هذا ما شاهدته في بعض أساتذة جامعتنا و خاصة في جامعة الملك سعود و بدون ذكر أسماء أو التلميحات و لنا معهم صولات و جولات و في آخر المطاف يرمزون لنا بالرمز (هـ) تقديرا لجهود بذلت تحت طائلة الجد في العمل و الشهود على ذلك كثر و مع ذلك يعدهم المجتمع (قدوة) حمانا الله و إياكم من تلك الوجوه و لا يمكن أن يستوي الأعمى و البصير و فقنا الله و إياكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير