وهي نماء للمال لا نقصان له قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) فالصدقة أعظم الشكر.
وفي الحديث القدسي الصحيح يقول الله تعالى: "يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك".
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة".
وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم
أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".
وقال صلى الله عليه وسلم: "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى
ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة؛ فإذا شرجة قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في
حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة
فقال له: يا عبد الله لِمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق
حديقة فلان ـ لاسمك ـ فماذا تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلتَ هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه،
وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه" وفي رواية: "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل".
وثبت فى الصحيح عن عدي بن حاتم رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فتعوذ منها
وأشاح بوجهه ثلاث مرات، ثم قال (أتقوا النار ولو بشق تمره فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)
وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله (كل أمري في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس)
وللإنسان من ماله ما قدمه فعن إبي ذر رضي الله عنه قال إنتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة فقلت: فداك أبي وأمي من هم؟ قال: هم
الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم)
ورأى الأحنف بن قيس رضي الله عنه في يد رجل درهماً فقال: لمن هذا؟ قال لي قال: ليس هو لك حتى
تخرجه في أجر أو إكتساب شكر وتمثل بقول الشاعر:
أنت للمال إذا أمسكته **** وإذا أنفقته فالمال لك
ونفقه الإنسان لنفسه وهو بظلها يوم القيامة، وقد دعاه داعي الله فليجب (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في
سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً
غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
والعمل باقي والمال ذاهب، ومن أنفق فلنفسه ومن أمسك فعليها، وصلى الله وسلم على خير خلقه وآله وصحبه.
عبدالعزيز الطريفي
الرياض
الجمعة: 5/ 8 / 1426