تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليم]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 01:13 ص]ـ

السلام عليكم

وقام شبتاي بشطب اسم السلطان محمد الرابع من الخطب التي كانت تلقى في كنيس اليهود وجعل أسمه محل اسم السلطان، وسمى نفسه (سلطان السلاطين) و (سليمان بن داود) مما لفت انتباه الحكومة العثمانية.

وأصبح شبتاي مصدر قلق لكثير من حاخامين اليهود ورفعوا ضده شكوى الى السلطان، أكدوا فيها أن شبتاي ينوي القيام بحركة تمردية في سبيل تأسيس دولة يهودية في فلسطين.

ونتيجة لإشتداد فتنة شبتاي زيفي، أصدر الوزير القوي أحمد كوبرولو أوامره بإلقاء القبض عليه، وأودعه الوزير في السجن، وظل فيه لمدة شهرين ثم نقل الى قلعة جزيرة غاليبولي على الدردنيل، وسمح لزوجته وكاتبه الخاص أن يتخذا لهما سكناً معه وأصبح له مجلس كمجلس الأمراء، لايدخل عليه إلا بإذن مسبق وينتظر الذين يريدون أن يتمتعوا برؤيته أياماً من أجل ذلك وأخذت زوجته تسلك سلوك الأميرات مع القادمين عليها والقادمات حيث كانت وفود يهودية من أنحاء العالم قادمين لزيارته.

حوكم شبتاي في سراي أدرنة، حيث شكل السلطان هيئة علمية إدارية برئاسة نائب الصدر الأعظم وعضوية كل من (شيخ الاسلام) يحيى أفندي منقري زادة وواحد من كبار العلماء وهو إمام القصر محمد أفندي وانلي، وقام بدور المترجم من الإسبانية الى التركية الطبيب مصطفى حياتي.

أكد قاضي المحكمة، أن المسألة تعد بالنسبة للدولة العثمانية، وعلى مسمع من السلطان الذي جلس في غرفة مجاورة (وبواسطة الترجمان قيل لسبتاي تدعي أنك المسيح فأرنا معجزتك سنجردك من ثيابك ونجعلك هدفاً لسهام المهرة من رجالنا فأن لم تغرز السهام في جسمك فسيقبل السلطان ادعاءك. فهم شبتاي ما قيل له فأنكر ما أسند إليه وقال إنهم تقولوا عليه)، فعرض عليه الإسلام فدخل فيه تحت اسم محمد عزيز أفندي وطلب من السلطات العثمانية أن تسمح له بدعوة اليهود الى الاسلام، فأذنت له وانتهزها فرصة فأنطلق بين اليهود يواصل دعوته الى الايمان به ويحثهم على ضرورة تجمعهم معلنين في ظاهرهم الاسلام مبطنين يهوديتهم المنحرفة.

وظل شبتاي وأنصاره يتبعون دينهم الموسوي سراً، ويمارسون العمل للصهيونية في الخفاء، ويظهرون الاخلاص للاسلام في العلن والصلاح والتقوى أمام الأتراك، وكان يقول لأتباعه إنه كالنبي موسى الذي اضطر أن يبقى مدة من الزمن في قصور الفراعنة وفي ظل هذه الظروف ألقي القبض على شبتاي مع مجموعة من أتباعه في كنيس (قوري جشمه) الكائنة في داخل المعبد بسبب أنه كان مرتدياً زياً يهودياً وهو محاط بالنساء يشربون الخمر وينشدون الأناشيد اليهودية، وقراءة المزامير مع عدد من اليهود فضلاً عن اتهامه بدعوته المسلمين الى ترك دينهم والإيمان به، ولولا تدخل شيخ الاسلام لقطع رأسه، حيث اعترض على إعدامه قائلاً: (لو أعدم هذا المحتال سيكون سبباً لحدوث خرافة في الإنسانية، حيث يدعي مريدوه بعروجه الى السماء كعيسى عليه السلام. فأكتفى بنفيه الى مدينة دولسجنو في ألبانيا وذلك في صيف عام 1673م، وتوفى بعد خمس سنوات من نفيه وظلت عقيدة الشاباتائية موجودة لدى فرق سالونيك، وتفنن أتباعه في ممارسة المكر والتعصب والتجرد من المبادئ، والأخلاق.

وقد نظم شبتاي زيفي عقيدة الدونمة في ثماني عشرة مادة وفي الحقيقة تعد المادة السادسة عشرة والسابعة عشرة أهم سمات الدونمة، إذ تشير المادة (16): (يجب أن تطبق عادات الأتراك بدقة لصرف أنظارهم عنكم ويجب ألا يظهر أحد من الأتباع تضايقه من صيام رمضان ومن الأضحية ولمن ينفذ كل شيء يجب تنفيذه أمام الملأ). أما المادة (17) فإنها تشير الى الآتي: (إن مناكحتهم (يعني المسلمين) ممنوعة قطعاً).

إن شبتاي يعد أول يهودي بشر بعودة بني اسرائيل الى فلسطين، وفي حقيقة الأمر، عدت حركة زيفي حركة سياسية ضد سلطة الدولة العثمانية أكبر من كونها حركة دينية.

لقد أسهمت هذه الطائفة في هدم القيم الاسلامية في المجتع العثماني وعملت على نشر الإلحاد والأفكار الغربية وانتشار الماسونية والدعوة لهتك حجاب المرأة المسلمة واختلاطها مع الرجال وخاصة في المدارس وكان الكثير من رجال الاتحاد والترقي يساهم في بعض نشاطاتها وأفراحها.

واستمروا في مخططاتهم الى أن تم لهم ما أرادوا فعزلوا الخليفة وقضوا على الدولة الاسلامية في عقر دارها.

والسلام عليكم, ونفعنا الله واياكم من عبر ودروس التاريخ.

ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 03:27 ص]ـ

أخي سليم, بارك الله فيك ونفع بعلمك وأفاد بمجهودك الذي استطعت بواسطته رفع الستار على مثل هذه الأحداث التأريخية التي لا تقل عبرتها وأهميتها من عبارة وأهمية أحداث زمننا الحاضر.

هذا من ناحية, أما من الناحية الأخرى فأود أن أعرف مصير جماعة شبتاي زيفي, وسأكتفي في صدد برفع هذا السؤال: هل مازالت هذه الشرذمة موجودة بين ظهرانينا؟

ـ[حسن الحمامي]ــــــــ[26 - 11 - 2005, 05:14 م]ـ

السلام عليكم

اشكرك على هذا المقال.

فقط احب ان اقول هل يعتبر العرب و المسلمون ان اليهود الحاليين هم ذو اصل؟

بالطبع لا و الف لا ......... , ولكن من يعتبر!!!!!!!!!!!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير