ويونانيين وزنوج وعناصر أخرى، ورغم هذا فوحدة الاسلام تجعلنا أفراد أسرة واحدة".
ويُعبر عبدالحميد الثاني عن ثقته في وحدة العالم الاسلامي بقوله: "يجب تقوية روابطنا ببقية المسلمين في كل مكان، يجب أن نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر، فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة. ووقتها لم يحن بعد لكنه سيأتي. سيأتي اليوم الذي يتحد فيه كل المؤمنين وينهضون فيه نهضة واحدة ويقومون قومة رجل واحد وفيه يحطمون رقبة الكفار".
كان يأمل من هذه الجامعة الاسلامية أن يحقق أهدافًا أهمها:
1 - مواجهة أعداء الاسلام المثقفين بالثقافة الغربية، والذين توغلوا في المراكز الادارية والسياسية الحساسة، في أجهزة الدول الاسلامية عموماً، وفي أجهزة الدولة العثمانية خصوصاً، عند حدهم، عندما يجدون أن هناك سداً إسلامياً ضخماً وقوياً يقف أمامهم.
2 - محاولة إيقاف الدول الاستعمارية الأوروبية وروسيا، عند حدها عندما تجد أن المسلمين، قد تكتلوا في صف واحد، وقد فطنوا الى أطماعهم الاستعمارية ووقفوا ضدها بالوحدة الاسلامية.
3 - إثبات أن المسلمين يمكن أن يكونوا قوة سياسية عالمية، يحسب له حسابها في مواجهة الغزو الثقافي والفكري والعقدي الروسي -الأوروبي النصراني.
4 - تأخذ الوحدة الاسلامية الجديدة دورها في التأثير على السياسة العالمية.
5 - تستعيد الدولة العثمانية بوصفها دولة الخلافة قوتها وبذلك يمكن إعادة تقويتها، وتجهيزها بالأجهزة العلمية الحديثة، في الميادين كافة وبذلك تستعيد هيبتها وتكون درساً تاريخياً. يقول: "إن العمل على تقوية الكيان السياسي والاجتماعي الاسلامي، أفضل من إلقائه أرضاً، وتكوين كيان غريب فكرياً واجتماعياً على نفس الأرض".
6 - إحياء منصب الخلافة، ليكون أداة قوية، وليس صورياً كما حدث لفترة. وبذلك لا يكون السلطان وحده فقط هو الذي يقف في مواجهة أطماع الغرب وعملائه في الداخل، وإنما هي وحدة شعورية بين شعوب المسلمين جميعاً. يكون هو الرمز والموجّه والموحّد والقدوة في حمل الدعوة الاسلامية.
وقد اشار الى هذا المؤرخ الانكليزي (ارنولد توينبي):"إن السلطان عبدالحميد، كان يهدف من سياسته الاسلامية، تجميع مسلمي العالم تحت راية واحدة، وهذا لايعني إلا هجمة مضادة، يقوم بها المسلمون ضد هجمة العالم الغربي التي استهدفت عالم المسلمين".
الا أنه أقترف بعض الاخطاء في سبيل انشاء هذه الجامعة الاسلامية اهمها:
1 - اعتماده على الصوفية في دعم مواقفه الاسلامية وتقريبهم اليه رغم انحرافاتهم العقائدية, التي أضعفت الأمة وساهمت في سقوط الخلافة الاسلامية العثمانية السنية.
2 - اعتماده على بعض الشخصيات العربية (المحروقة) اسلامياً في انشاء الجامعة الاسلامية وتعزيز موقفه
3 - عدم عزله للوزراء وأمناء القصر السلطاني، الذين كانوا يختلفون عنه في التفكير، وأنهم متأثرون بالغرب وبالافكار القوميةوالغربية.
ورغم ما صدر عنه من هفوات وأخطاء سيبقى رمزًا اسلاميًا ساطعًا ومن ألمع الشخصيات الاسلامية في القرن العشرين, وشاهداً على التاريخ.