فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى "الحلية (6/ 326). وقال القاضي عياض: (سئل الإمام مالك عن القدرية من هم؟ قال: من قال: ما خلق المعاصي وسئل كذلك عن القدرية؟ قال: هم الذين يقولون إن الإستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ترتيب المدارك (2/ 48) وأنظر شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 701). وأخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبد الجبار قال: (سمعت مالك بن أنس يقول: (رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا و إلا قتلوا – يعني القدرية) السنة لابن عاصم 1/ 87، 88) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 326). وقال ابن عبد البر: قال مالك: (ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) الإنتقاء ص 34، وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري قال: (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري؟ فقرأ (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) سورة البقرة الآية 221 والسنة لابن أبي عاصم _ 1/ 88) الحلية (6/ 326). وقال القاضي عياض: قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو إلى بدعته ولا الخارجي والرافضي ترتيب المدارك (2/ 47)، وقال القاضي عياض: (سئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم؟ قال: نعم إذا كان عارفاً بما هو عليه وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ترتيب المدارك (2/ 47).
(3) القدر عند الإمام الشافعي
أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: سئل الشافعي عن القدر فقال:
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
(مناقب الشافعي (1/ 412، 413) شرح أصول إعتقاد أهل السنة (2/ 702)
وأورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال: (إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل وإن عذاب القبر حق ومساءلة أهل القبور حق والبعث حق والحساب حق والجنة حق والنار حق وغير ذلك مما جاءت به السنن) مناقب الشافعي (1/ 415). وأخرج اللالكائي عن المزني قال: (قال الشافعي: تدري ما القدري؟ الذي يقول إن الله لم يخلق الشيء حتى عمل به) شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة (2/ 701)، وأورد البيهقي عن الشافعي حيث قال: القدرية الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم مجوس هذه الأمة) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في القدر (ة5/ 66) ح (4691) والحاكم في المستدرك (1/ 85) كلاهما من طريق أبي حازم عن ابن عمر قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه وأقره الذهبي ومناقب الشافعي (1/ 413). وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه يكره الصلاة خلف القدري مناقب الشافعي (1/ 413).
(4) القدر عند الإمام أحمد
أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه (ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله) مناقب الإمام أحمد ص 169 - 172 ط / دار الآفاق الجديدة. وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال: (سئل أبو عبد الله فقال: الخير والشر مقدر على العباد؟ فقيل له: الله خلق الخير والشر قال: نعم الله قدره) السنة للخلال (ق -85).
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله: (والقدر خيره وشره وقليلة وكثيرة وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبة ومكروهة وحسنه وسيئة وأوله وأخره من الله قضاء قضاة على العباد وقدر قدره ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوز قضاءه) السنة ص68، وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال: (سمعت أبا عبد الله يقول: فالله عز وجل قدر الطاعة والمعاصي وقدر الخير والشر ومن كتب سعيداُ فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي) السنة للخلال (ق 85). قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً؟ قال: (إذا جحد العلم إذا قال: إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر) السنة لعبد الله بن أحمد ص 119. قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري فقال: إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه) السنة ص (1/ 384).
المرجع:
إعتقاد الأئمة الأربعة
أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
تأليف
محمد بن عبد الرحمن الخميٌس
الأستاذ المساعد في قسم العقيدة والمذاهب
المعاصرة
كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تم بحمد الله
ـ[عبدالرحيم المسلم]ــــــــ[11 - 03 - 2006, 10:21 م]ـ
شكرا على المجهود
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 09:16 ص]ـ
شكرا على المجهود
مجهود طيب: نقل جهود العلماء.
¥