تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولربّما جنحت النفس جنوحا شديدا إلى سوء الظنّ، ويزداد هذا في حقّ من لا تحبّه ولا تميل إليه. بل ربّما سعت إلى التفتيش والبحث عن الأدلّة المرجّحة لسوء الظنّ في كلمة قيلت، أو فعلٍ صدر من بعض المسلمين. لكن على المسلم العاقل أن يجاهد النفس الأمّارة بالسوء ويصرفها عن هذا بالتماس الأعذار للأخ الذي رغبت بإساءة الظنّ فيه بسبب بغضها له، أو عدم انسجامها معه، أو نفرة طباعها من طباعه. وليعلم المسلم أنّه إن جاهد نفسه ورجّح حسن الظنّ فإن الأجر كبير وعظيم لما فيه من مخالفة للهوى وخضوع لأمر الله تعالى. وليتصوّر الأخ الذي انزلق في منحدر سوء الظنّ أنّ واحداً ممن يحبّهم ولهم عنده حظوة ومكانة، قال مثل تلك المقالة، أو فعل مثل ذلك الفعل الذي أساء به الظنّ عندما صدر ممّن لا يحبّه، كيف كان يدافع ويلتمس الأعذار، ويكافح وينافح لتبرئة من يحبّ. فليفعل هذا مع بقيّة إخوانه، ولا يجعل الدفاع عن أخيه المسلم في ظهر الغيب وحسن الظنّ به محصوراً في عدد قليل لا يعدوهم إلى غيرهم.

وقد يقول مسيء الظنّ مدافعاً عن نفسه: إنّه إنّما يحسن الظنّ بزيد وعبيد لثقةٍ بهم آتية من خبرة ومعرفة. ولو أنّنا تتبّعنا الأمور وسبرنا غورها لوجدنا أنّ نفور هذا المسلم من بعض إخوانه وإساءة ظنّه بهم إنّما كان نتيجة خلافات شخصيّة أو غير شخصيّة، أو أثراً لتنافر الطباع، أو لغيرة أو منافسة أو اختلاف في الرأي، أو نتيجة تراكم سوء الظنّ على مدى سنين، ممّا جعله يختزن صورة شوهاء لأخيه يفسّر على ضوئها سلوكه وأقواله، وهذا كلّه لا يجيز سوء الظنّ، ولا يعطي المسلم الحقّ في ذلك.

أيها الإخوة إنّ ضمور سوء الظنّ بالمسلمين الأخيار والتماس الأعذار لهم أمارة رجحان العقل وقوّة الدين.

وإنّ ممّا يؤدّي إلى الخلاف وإلى انتقاص الناس والنيل منهم أن يضع المسلم قضايا إداريّة أو تنظيميّة فيها مجال واسع للنظر والرأي، موضع قضايا وردت فيها نصوص قطعيّة الثبوت، قطعيّة الدلالة، فيسوّي بينهما، ويشنّ حربا شعواء على كلّ من لا يرى رأيه، حتى في هذه الأمور.

إنّ كثرة ذمّ الناس والنيل منهم والطعن الدائم في أقوالهم وأفعالهم وحملها على أسوأ محمل، وسرعة انتقاصهم وتصديق قالة السوء فيهم، أمارة مرض النفس وضيق الأفق، وضعف الخشية من الله، وقلّة الإحساس بمراقبة الله سبحانه للعبد، وهي في الوقت ذاته علامة طفولة التفكير، إذ إنّ الإنسان كلّما ارتقى فكره قدّر ظروف المسلمين الآخرين وأدرك مقاصد آرائهم، والتمس الأعذار لهم، وأحسن الظنّ بهم.

أمّا الذي يعذر نفسه ويشتدّ على غيره ويحمل عليه .. فهذا ينطبق عليه ما جاء في الأثر: " إنّ أحدكم يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه ". وفي هذا ذمّ لأصحاب هذا المنهج الرديء في التعامل مع المسلمين، حيث يعمد الإنسان إلى تبرئة نفسه أو تصغير عيوبها، بينما يُضخّم عيوب الآخرين ولا يقبل لهم عذرا، وكأنّه نسي أو تناسى ما دعا به النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن اشتغل بعيوب نفسه: " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ". رواه البزّار بإسناد حسن .. (انتهى)


خامسا:

(( ... دعوة المظلوم ... ))

اتقوا دعوة المظلوم:

اهدي هذا الموضوع إلى الظالمين ..

أهديه لمن لا يبالي بدعوة المظلوم ..

أهديه لكل من نذر نفسه للشيطان ..

أهديه لكل من يحاول إلحاق الأذى بالمسلمين ..

أهديه لمن لا يبالي بدعوة مظلوم .. تصيبك هذه الليلة (بسرطان الدم) .. !!

(( ... قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ... ))

قال عليه الصلاة والسلام "اتق دعوة المظلوم" .. فالظلم كلمة تحمل في طياتها العديد من المعاني الثقيلة على النفس الإنسانية كالقهر والحرمان وبالتالي تولد الحقد والكراهية التي تؤدي إلى رغبة شديدة في الانتقام ولكن البعض يكتفي باللجوء إلى الله في اخذ حقه ..

أمام ذلك الموضوع كان لـ (الرياض) وقفة مع الذين ظلموا غيرهم واصروا على أكل حقوقهم للتعرف عن قرب على بداياتهم والنتيجة التي وصلوا لها.

(( ... اتهام باطل ... ))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير