وفيها المساكن والخيام والأساور والثياب والذهب والنخل ... الخ " كجنة عدن " فهذا هو عرض أرض الجنة قال تعالى: (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض).
بقي أن أذكر بأن هناك غرفاً " كواكب " يُرى باطنها من ظاهرها وهي لمن أفشى السلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام فهذه ليست كغرف الجنة بل مختلفة ومحدودة لمن عمل عملاً معيناً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام). حادي الأرواح ص108
إذاً كل منزلة في الجنة تتكون من مجموعة غرف لا يعلم عددها إلا خالقها لذلك فأقرب الناس منزلة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في - أحاسنهم أخلاقاً - وهذا لا يعني أنهم في غرفة واحدة بل في منزلة فيها الغرف قريبة من غرفة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " الوسيلة " كقرب المجموعة الشمسية من الشمس فهناك القريب من الشمس وهناك البعيد هذا والله أعلم
س/ هل يمكن لأهل الجنة أن يتقابلوا أو يتزاوروا؟
ج/ نعم ولكن في مكان لا يملكه إلا الله وهي أسواق الرحمن ففيها يتزاورون ويتحادثون ويعود كل منهم لجنته " غرفته " فالتقاء المؤمنين لا يكون إلا في أسواق الجنة وليس في الغرف فلا يرتفع ذو المرتبة الأدنى إلى الأعلى أو العكس بل يجتمع من شاء مع من يريد في أسواق الجنة فلنتأمل هذا الحديث الشريف للترمذي عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقال سعيد أفيها سوق؟ قال نعم وذكر الحديث " واجتماع أهل الجنة يوم الجمعة وفيه فتأتي سوقاً قد حفت به الملائكة فيه مالم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا .. " واخرجه ابن ماجه مكملاً.
وفيه بعد قوله: قال: نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيرون الله ويبرز لهم عرشه ويبدوا لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ... ويجلس أدناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور ما يرون بأن أصحاب الكرسي بأفضل منهم مجلساً ..
هذا يجعلنا نتسائل كيف سيتم الانتقال من الغرف إلى أماكن الزيارة؟
يأتي الجواب من الله تعالى قال تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين)، وقال جل شأنه: (على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين) إذاً فالسرر هي وسيلة الانتقال من الغرف إلى أماكن الزيارة، ومعنى متقابلين أي يقبل كل منهم باتجاه بعض فسرير هذا يسير إلى سرير هذا والعكس في نفس الوقت، قال تعالى (وأقبل بعضهم على بعض) ولم يقل (وأقبل بعضهم إلى بعض).
فإذا أراد مؤمن أن يزور مؤمناً أو عدد من المؤمنين فيحددون لذلك وقتاً ومكاناً فينطلق كل مؤمن من غرفته بسريره كل بإتجاه الأخر إلى ذلك المكان المحدد وعندئذ يجتمعون، قال تعالى: (ونزعنا مافي صدورهم من غلٍ إخواناً على سررٍ متقابلين)، إذا فالتقابل هو على السرر، أي فكل منهم يقبل بإتجاه الأخر لذلك قال تعالى: (وأقبل بعضهم على بعض) ولم يقل (وأقبل بعضهم إلى بعض)، لذلك فكل منهم يقبل بإتجاه الأخر وهذا هو التقابل وقد بين ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الأخوان بعضهم إلى بعض قال فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا). حادي الأرواح ص189.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب) نفس المرجع.
س/ هل كل غرفة أنهارها منفصلة عن الأخرى؟
¥