تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ج/ نعم كل غرفة أنهارها منفصلة عن الأخرى وتنبع من فردوس كل غرفة، فكلما ارتفعت درجة الغرفة زادت الفردوس جمالاً وبهائاً وأفضلها الفردوس الأعلى (فردوس الغرفة الواقعة في أعلى درجة) أي التي تقع في الغرفة والدرجة التي فئة الفردوس فيها الأعلى ولأن الأنهار تنبع من الفردوس فإن ذلك يؤثر في باقي الجنات (النعيم، عدن ... )، لذلك أمرنا الرسول صلىالله عليه وآله وسلم إذا سألنا الله أن نسأله الفردوس لأنه الجوهر المؤثر في الجنة (الغرفة)، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة).

س/ هل في الجنة ليل ونهار؟

ج/ نعم فيها ليل ونهار قال الله تعالى (ولهم فيها رزقهم بكرة وعشياً) وهذا يستلزم أن يكون لها شمس (مصدر ضوء) وأن يكون شكلها كروي أو بيضاوي ليتميز الليل عن النهار والله أعلم.

س/ هل معنى ذلك أن في الجنة شمس؟

والله أعلم: نعم فيها شمس لأن في الجنة ظلال والشمس دليل الظلال قال تعالى: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) فلوجود الشمس ففي الجنة ظلال، قال تعالى: (هم وأزواجهم ظلال على الأرائك متكئون)، وقال تعالى (وظل ممدود)، وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن شئتم فأقرؤا: وظل ممدود وماء مسكوب)، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... الخ الحديث) فهذا الظل بعد الحشر أي يوم العرض والحساب وهو في الدار الأخرة وتوجد فيه شمس تدنوا من الرؤوس سيتعرض لها ولحرها الجميع عدا السبعة الذين استثناهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فربما تكون هذه الشمس من شموس الجنة أو أن في الجنة شموساً أخرى وهي غير مؤذية - حرارتها معتدلة (لأن كل شيء في الجنة ستتغير خصائصه وقوانينه) - قال تعالى: (لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا) أي لا يرون فيها حرارة عالية أو برد قارس فالجو معتدل ولطيف بصفة دائمة، فقد قال تعالى (لا يرون فيها شمساً) ولم يقل (لا يرون فيها الشمس) فمعنى شمساً كقولنا يوم مشمس أي شديد الحرارة وكذلك الزمهرير فهو شدة البرودة والزمهرير لا يرى بل نشعر به وكذلك اليوم المشمس لا نراه بل نشعر به.

س/ هل معنى ذلك أن الغرف كالكواكب في علوها ونورها وعددها .... ؟ وهل تجري هذه الغرف؟ أي هل هذه الجنات تجري في أفلاك محددة؟

ج/ والله أعلم: نعم بل هي أعظم وأجمل خلقاً فللحياة فيها خصائص وقوانين جديدة فلا موت فيها ولا نوم وترابتها المسك وحصباؤها اللؤلؤ ... الخ، ولكثرة عدد غرفها فإنه سيبقى في الجنة غرف كثيرة لا يدخلها أحد فينشئ الله لها خلقاً آخر ويدخلهم إياها.

ولكن هل تجري هذه الجنة كما تجري الأرض والكواكب في أفلاك؟ فهذا يحتاج إلى بحث وتأمل فقد قال عز وجل (جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) فالجريان قد يكون لجنات عدن وبالتالي الأنهار تجري معها والله أعلم.

وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه " ألا من مشمر للجنة بأن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز ... " إذاً فالجنة نور يتلألأ ووصفها بأنها ريحانة تهتز والاهتزاز هو الحركة أو ما يدل على الحركة لقول الله عز وجل (فلما رآها تهتز كأنها جان) موسى رأى العصا تهتز وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق ... الخ) فكلمة الغابر بمعنى الذاهب الأتي أي أنه يتحرك بدليل الذهاب والإياب وفي رواية أخرى بدل الغابر - الغارب - والغارب هو المتدلي للغروب وبما أنه يغرب فهو يطلع بدليل الغروب أي أنه يتحرك وهذا يدل أن كل غرفة تدور حول محورها فينتج الليل والنهار وتدور حول الشمس (مصدر الضوء) الموجودة في نطاقها وبالتالي لها فصول (صيف - شتاء ... الخ) ولأن في الدنيا لكل فصل فواكه مختلفة فالجنة غير ذلك فالفواكة غير منقطعة في أي وقت من الأوقات قال تعالى: (وفاكهة كثيرة لا مقطعوعة ولا ممنوعة) فالأصل هو الانقطاع ولكن في الجنة ليس فيها إنقطاع بل دوام، قال تعالى: (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير