تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كانوا يعلمون) وقوله تعالى (يدعون فيها بكل فاكهة امنين) وهذا يدل علىأمنهم من انقطاعها ومضرتها وسواء كان الوقت في الجنة صيفاً أو شتاءً فإن الجو سيكون معتدلاً بصفة دائمة بخلاف الدنيا قال تعالى (لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا) أي لا يرون فيها حرارة عالية ولا برودة شديدة. والله تعالى أعلم بالصواب.

س/ وهل معنى ذلك أن في الجنة زرع (زراعة)؟

نعم في الجنة زرع (زراعة) فالمؤمن يستطيع أن يزرع ما يشاء علىالرغم من وجود كل ما تشتهي نفسه وذلك يضاف إلى متع الجنة التي لا تحصى فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث يوماً وعنده رجل من أهل البادية أن (رجل من أهل الجنة استأذن ربه عزوجل في الزرع وقال له أولست فيما اشتهيت؟ فقال بلى ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عزوجل: دون يابن أدم فإنه لا يشبعك شيء، فقال الأعرابي: يا رسول الله لا نجد هذا إلا قرشياً أو أنصارياً فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البخاري في كتاب التوحيد

إذاً أمرنا الله أن نتفكر في السموات والأرض وأنه لم يخلق السماوات والأرض باطلاً أو لهواً قال تعالى: (وماخلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من النار) فعندما نتفكر في السموات والأرض نجد عظمة ملك الله وقدرته وكما قال تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) فعلى المؤمن أن يتفكر في كيفية خلق السماوات والأرض هل كل هذا باطلاً أو لهواً أو فيه عيب أو نقص الجواب: كلا قال تعالى: (ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير) وكذلك الجنة فإنها أعظم وأوسع .. والله على كل شيء قدير.

أخيراً: أريد أن أذكر أن على المؤمن أن يسأل الله الفردوس فكلما كان فردوسه من الدرجة العالية أثر ذلك في باقي جناته لان منها تنبع الأنهار ولا أحد يعلم ما أعده الله لعباده في الفردوس فلروعة ما فيها لا يريد أن يتحول عنها " خالدين فيها لايبغون عنها حولاً".

وهناك تفصيل لقول الله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان)

سأضع نقاطاً رئيسية وسأوضحها إن شاء الله لاحقاً، فالجنتان الأوليان هما ضمن نطاق (جنة النعيم) لأن فيها عينان تجريان لتسقي أشجار الجنة وهما ذواتا أفنان (التي فيها الأشجار الكثيرة الزاهرة المثمرة اليانعة، والظلال الوافر)، وفيهما من كل فاكهة زوجان أي أن فيها من كل جميع أنواع الفواكه زوجان، كل صنف له لذة ولون ليس للنوع الأخر.

وكذلك قوله تعالى: (وجنى الجنتين دان) أي قريب التناول على القائم والقاعد والمضطجع، وهذا ينطبق على (جنات النعيم) مكان الفواكه والظلال ... الخ، وقوله تعالى: (متكئين على فرش ... ) والفرش وهي التي توضع على الأرض بين الأشجار وتحت الظلال، وعندهم الحور قال تعالى: " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون " أي كل مؤمن مع زوجاته وليس المؤمنين جميعاً في غرفة واحدة بل كل فرد في غرفته مشغول مع أزواجه في التفكه والراحة.

أما الجنتان الأخريان فهما مدهامتان (سوداوان من شدة الخضرة) وفيهما عينان نضاختان (فوارتان) وهذا يشبه النافورة وهذا لا يكون إلا في (جنة عدن) حيث المساكن والخيام والسكن ولأنها جنة عدن قال فيهما فاكهة ونخل ورمان ولم يقل من كل فاكهة لأن الفواكه هناك حسب الطلب " في جنة عدن "، وقد خص الله فيهما النخل والرمان لأن النخل والرمان يخرج منهما الملابس والحلي، والملابس والحلي مخصصة في جنة عدن ([5]).

وكذلك النخل لأن جنة عدن هي المكان الذي يغرس للمؤمن بكل تسبيحه نخلة ويبني له بيوتاً فيها ويغرس له كذلك رماناً، فغراس الجنة هي: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، ونحن نعلم أن النخل والرمان في الغالب تكون قريبة من السكن مثل ما في المدينة المنورة وغيرها ... والله تعالى أعلم.

كذلك قال عز وجل أن فيها (حور مقصورات في الخيام) والخيام والسكن قلنا في (جنة عدن) وليس غيرها. ففي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلاً في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الأخرون يطوف عليهم المؤمن ... ) فلكل مؤمن خيمة من لؤلؤة طولها ستون ميلاً في السماء فيها زوايا يطوف المؤمن على أهل له في كل زاوية لا يرى الأهل بعضهم بعضاً " فالزوجات لايرى بعضهن بعضاً لسعة الأماكن في الخيمة " والله على كل شيء قدير.

فهذه كلها لشخص واحد (من خاف مقام ربه) فما بالك بما أخفي للمؤمن عند ربه فلو تدبرنا القرآن الكريم والسنة النبوية لوجدنا ما يثلج صدورنا ويريح تفكيرنا ونسعد به في الدنيا والآخرة.

والله تعالى من وراء القصد،،،

[ COLOR=blue][SIZE=3][FONT=century gothic]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير