تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما باطن هذه الفلسفات وحقيقتها وأصولها فشرّ محض؛ لأن فكرة الطاقة الكونية هذه تقوم على فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية، فهي تعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون حسب تصور الطاوية (دين الصين القديم) ونستعرض فيما يلي ملخصها.

ما هي أسس العقيدة الطاوية؟

يعتقد الطاويون أن كل مافي الوجود هو "الطاو"، فهو أصل كل الأشياء، وإليه مرد كل الأشياء، وأن كل مافي الكون تمثيل للطاو في ثنائية "الين" و"اليانج" وكل مافي الكون يسعى للموازنة بين قوتي "الين" و"اليانج" حتى يتحقق التناغم مع "الطاو".

وفلسفة الطاقة عندهم ترمز إلى الدور الذي تلعبه القوى الثنائية المختلفة في الكون. فـ "الين" يمثل القمر والأنوثة والسكون والبرودة، و"اليانج " يمثل الشمس والذكورة والحركة والحرارة. ويمثل "الطاو" التوازن المثالي بين هاتين القوتين والتكامل بين النقيضين الذكر والأنثى، والموجب والسالب. وتسري هذه الثنائية في كل شيء فجلد الإنسان يغلب عليه "اليانج" وداخله "ين" وهكذا كل أعضاءه الداخلية خارجها يغلب عليه "اليانج" وداخلها "ين"، وكذلك الأغذية وسائر الموجودات يغلب عليها إما "الين" أو "اليانج".

وتتم تغييرات قوى "الين" و"اليانج" في الكون من خلال العناصر (الأطوار، القوى، مجالات الطاقة) الخمسة: الخشب والنار والأرض والمعدن والماء. فكل ما يحدث في الكون يمكن ربطه بالتوازن بين "الين" و"اليانج" أو بالعناصر الخمسة التي تعمل على شكل حلقة متكاملة كل عنصر يخلق عنصراً ويدمر آخر فيما بينها لإيجاد توازن "الين" و"اليانج".

ويزعمون أنه كلما حرص الإنسان على توازن "الين" و"اليانج" في تغذيته وفي سائر أمور حياته كان في صحة وسعادة وقوة وحيوية قد تصل به لأن يتحد بـ "الطاو" أو يتناغم معه.

ويختلف اسم "الطاو" ( Tao) حسب اللهجات أو الفنون أو اللغات فيدل عليه كذلك اسم "كي" ( Ki) المستخدم في تطبيقات "الريكي" واسم "تشي") ( Chi- Qi المستخدم في تطبيقات "تشي كونغ" وغيرها،وهو "الماكرو" ( Macro) عند مفكري الماكروبيوتيك،وهو"البرانا" Prana) ( عند الهندوس وممارسي التنفس العميق. وهو "مانا " ( Mana) عند معتقدي الهونا.

كما زعموا أن الصينيين القدماء قد اهتموا بهذه الطاقة الحيوية، واكتشفوا جهاز الطاقة في الإنسان واستخدموا فلسفة الطاقة في طبهم ورياضتهم وغذائهم فأثبتت نتائج تدعونا _ والحكمة ضالتنا! _ أن نسارع لتعلمها لنزيد إلى حسن ما عندنا حسن ماعند الآخرين!

كذلك زعموا أن "جهاز الطاقة " هذا موجود لدى كل إنسان ولكن في جسمه الأثيري، ومن خلال منافذ الطاقة في الجسم الأثيري يتم تدفق الطاقة الحيوية للجسم.

ماهي حقيقة الجسم الأثيري؟ وماهي الشكرات؟ وكيف يعمل جهاز الطاقة في جسمنا؟

هذه الفلسفات بأصولها الشرقية الدينية القديمة وتطبيقاتها الشرقية والغربية الحديثة تعتمد على إثبات ما يسمونه بالجسم الأثيري، وهو كما يزعمون أحد الأجسام وفق نظريتهم في الأجسام السبعة، وفيه تقع منافذ الاتصال بالطاقة الكونية وتسمى هذه المنافذ" الشكرات" ( Chakras) التي تكوّن مع "الناديات" مسارات الطاقة جهاز الطاقة في الجسم.

وهذه "الشكرات" هي بؤرة طاقة الحياة لدينا حيث تمثل ممراً لدخول وحركة طاقات أجسامنا البدنية والعاطفية والعقلية والروحية، ومن خلال الناديات - (مسارات الطاقة) الموزعة على سائر الجسم الأثيري مطابقة تقريباً للأعصاب في الجهاز العصبي في الجسم البدني- يتم تدفق الطاقة الكونية إلى سائر أعضاء الجسم.

ويتكون نظام الشكرات - بزعمهم- لدى كل إنسان من سبع شكرات رئيسة هي مراكز للطاقة مرتبة على طول قناة الكونداليني ( Kundalini) التي تمتد من قمة الرأس إلى نهاية العمود الفقري أو العصعص. وكل "شكرة "أشبة ماتكون بمكان التقاء قمع طاقة حلزوني دوار بالجسم الطبيعي (الجسد أو البدن)، ولهذه الطاقة خواص منها تنشيط المساحة المحيطة بها ووظائف أخرى محددة لصحة الأعضاء الرئيسة في الجسم والحالات النفسية العامة.

ولكل "شكرة"عند الهندوس قوة، طاقة (صنم) خاص بها ذكر أو أنثى، ولون خاص، ونوع من الأحجار الكريمة، ونوع من الروائح وغيرها يمكن من خلال معرفتها الوصول للسمو والنرفانا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير