تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهمسة في أذن من ساروا وراء بريق شعارات تطبيقات هذا الفكر عن حسن نية ونبيل قصد: هذه حقائق هذا الفكر وأصوله فابتعدوا بأنفسكم عنه، وتجنبوا استخدام ألفاظه ومصطلحاته، وقفوا عن محاولات طبع وافدات الشرق والغرب بطابع الدين (أسلمتها) عن طريق الاستدلال عليها بالنصوص الشرعية فإنما هي أمور اختلط فيها الحق بالباطل، وامتزج فيها بعض النفع الدنيوي المظنون بالضرر الديني الأخروي المتيقن، وأدلة الشرع الحكيم لا تدعو إلا إلى الخير المحض، كما أن الاستدلال بالآيات على معان جديدة ومصطلحات محدثة يحتاج ملكة فهم قوية، وعلم بالأصول والمقاصد، وقدرة على القياس وغير ذلك مما هو من شروط المفسر لكتاب الله قد لا تملكونها فيكون قولكم افتراء على الله، قال ابن تيمية:" إذا ذكر أحد معنى صحيحاً دل عليه الكتاب والسنة وذكر له لفظاً محدثاً وزعم أن هذا اللفظ معناه ذلك المعنى الصحيح فالأمر حينئذ لايعدو أن يكون: أن يقال إن ذلك المعنى مراد بهذا اللفظ، فهذا افتراء على الله. أو أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس لامن باب دلالة اللفظ، وهو الذي يسميه الصوفية إشارة وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل" والصحيح منه ماكان عن ملكة فهم وبراعة علم واجتهاد وتوفيق من الله للمراد. فاحذروا حتى لاتكونوا من حيث لا تقصدوا دعاة للشرك أو مسوغين له وقد وقع في هذا كثير من أهل الفلسفة والكلام من المسلمين في قرون مضت، نبّه الإمام ابن تيمية لخطئهم فقال: " كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد ... كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه ".

ووصية للجميع؛ عامة، ومتخصصين: لا تغوصوا في دراسة هذه الفلسفات ولو كان لهدف تبين حقيقة الباطل فيها، واستخدامه للرد على أهلها أو المتبنين لها من المسلمين، فليس هذا من منهج الإسلام، وقد هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي عندما رد على المبتدعة بعلم الكلام وقال له: "ليس السنة أن ترد عليهم ولا يناظرون، إنما السنة أن يخبروا بالآثار والسنن. فإن قبلوها وإلا هجروا في الله " وقال أيضا: "إذا رددت عليهم بعلم المعقول والجدل ألجأتهم إلى رد ما جئت به بالقياس والجدل فيكون سبباً لرد الحق".كما أن دراسة هذه الأفكار قد تلبس الحق على الدارس نفسه، ولهذا حذر السلف من مجالسة أهل الضلالات والأهواء:"لا تجالسوا أهل الأهواء،فإني أخشى أن يلبسوا عليكم دينكم أو يغمسوكم في ضلالتهم". وأحسب أن بيان هذه الأصول التي أوردتها هنا كافية لتيقظ من في قلبه إيمان للفرار إلى الله توبة، وإلى دينه اعتصاماً، وعن أهل الجحيم خشية التشبه بهم واعتقاد فاسد دياناتهم والحشر من ثم معهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"ولم أكن أظن أن من وقر الإيمان في قلبه، وخلص إليه حقيقة الإسلام، وأنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه - إذا نبه على هذه النكتة- إلا كانت حياة قلبه، وصحة إيمانه توجب استيقاظه بأسرع تنبيه، ولكن نعوذ بالله من رين القلوب وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه "

اللهم هل بلغت ... اللهم فاشهد.

وفي الختام:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومتابعة هدي رسول الله ?.

لنردد بقلب يملؤه التضرع والرجاء:

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ولنردد بقلب ملؤه الفرح بعظيم المنة:

رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ? رسولا ونبياً.

ومع كل صباح تذكر أن لديك وصفات صحيحة صادقة، وموعودات حقة أكيدة تحتاج منك إلى تتبع والتزام، والله سيرعاك، ويحفظك، ويملأ حياتك سعادة وحبوراً مع ما ينتظرك عنده .... إذاً تُكفى همك ويغفر ذنبك. هذا وبالله المستعان وعليه التكلان.

كاتبته:

فوز بنت عبد اللطيف كردي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير