«سأعالج العالم للتخلص من التدخين»
ذلك ما ذكره الكاتب لدى تطبيقه العملي والناجح لتلك النظرية.
وينطلق المؤلف في مقدمة كتابه من محاولة تفكيك الفخ الذي يقع فيه المدخنون والمتمثل فيما يلي: 1) المدخنون يستمتعون بالتدخين
2) التدخين اختيار المدخنين
3) التدخين يبعد الملل والتوتر
4) التدخين يساعد على التركيز والاسترخاء
5) التدخين عادة
6) التوقف عن التدخين يحتاج إلى قوة إرادة
7) المدخن يبقى مدخنا مدى الحياة.
8) اعتقاد البعض أن قولهم للمدخن بأن التدخين يدمر الصحة سيساعده في الإقلاع عن التدخين.
9) بدائل التدخين، كالمنتجات التي تحتوي على القليل من النيكوتين مثل اللصقة واللبان وغير ذلك.
التحرر من عبودية التدخين هو الهدف وليس الإقلاع عن التدخين.
ويستعرض الكاتب في المقدمة تجربته الشخصية مع الإدمان وفشل كافة محاولاته للتوقف مما دفعه للاستعانة بطبيب التنويم المغناطيسي. وهو يحذر من ذلك ومن تسليم إرادتنا لطبيب لا نعرف عنه شيئا.
ويسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى وضع تفكيرنا في إطار مفهوم الطريقة السهلة بعيدا عن أية معاناة يمكن أن نتعرض لها خلال اتباع الأساليب التقليدية.
واتباع الطريقة السهلة يدفعك إلى الشعور لدى توقفك عن التدخين بالتحرر وبحماس الإقبال على الحياة، كمن أخبروه فجآة بأنه قد شفي تماما من مرض عضال.
ويبين الكاتب بأن أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين باتباع الوسائل التقليدية تعود إلى ما يلي:
1) الإقلاع عن التدخين ليس هو المشكلة الحقيقية
2) التحذير من مضار التدخين على الصحة يزيد من حالة الخوف الكامنة لدى المدخن مما يدفعه إلى التدخين أكثر من ذي قبل.
3) جميع أسباب التوقف عن التدخين تجعل تلك المحاولات أكثر صعوبة وذلك، لأن فكرة الإقلاع عن التدخين تعني التخلي عنه وهذا المفهوم متمثل في التضحية، والتضحية ترتبط دوما بالتخلي عما هو أثير لدينا. وأيضا لأن المدخن يخلق في ذهنه حاجزا يجمد تفكيره ولأننا أيضا لا ندخن للأسباب التي يجب أن نتوقف لأجلها.
وتعتمد الطريقة السهلة على تجاهل جميع الطرق والأساليب والوسائل السابقة التي تدفعنا إلى التدخين، والتركيز على السيجارة بحد ذاتها وسؤال أنفسنا ما يلي:
1) ما الذي تقدمه لنا السيجارة؟
2) هل تشعرنا حقا بالمتعة؟
3) هل علينا أن نمضي حياتنا ونحن نقحم السيجارة في فمنا؟
وجمالية الحقيقة، هي أن السيجارة لا تقدم لنا شيئا على الإطلاق، ولا تمتلك أية مزايا تمنحها للمدخنين. وما يقوله المدخنون عن متعتهم الخاصة في التدخين، مجرد مبررات وهمية.
ومهمتنا الأولى هي في دحض تلك الأوهام، والوعي بحقيقة «أننا لا نملك شيئا في الأصل لنتخلى عنه الآن».
لمَ يواجه المدخنون صعوبة في التوقف عن التدخين؟
جميع المدخنين يرغبون بلا استثناء في التوقف عن تلك العادة. ومن لا يفكر في التوقف، هل يسمح لأولاده بالتدخين؟ وسيكون جوابه، «أبدا .. بالتأكيد لا».
والمحاولات الأولى للتدخين كانت دوما ترتبط بصورة الرجل أو المرأة في المجتمع، فهي من دلائل استقلال الشخصية والاعتداد بالنفس والتمرد على المجتمع والشخصية المعاصرة والناجحة على صعيد العمل والحياة الاجتماعية والمرتبطة بالقوة. وأكبر مثال على ذلك الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي نشاهدها منذ ابتكار التلفاز وحتى الآن.
والمدخن يمضي حياته وعضلات جسده وشرايينه تجاهد على الدوام لاكتساب حاجة الجسد من الأكسجين، إلى جانب تلوث رئتيه والمذاق والرائحة الكريهة للتدخين واصفرار الأسنان وغير ذلك. وما الذي يحصل عليه المدخن بالتأكيد لا شيء إنها عبودية كاملة لحياتنا.
وجميع المدخنين يرثون لحالهم في داخل أنفسهم، ويمضون حياتهم حاملين تلك الظلال الداكنة لإدمانهم التدخين في عقلهم الباطن.
ويفاجئنا الكاتب بمفهوم جديد مرتبط بالإعلام وغسل أدمغتنا منذ الطفولة بأن التدخين عادة يصعب التخلص منها. ولكن هل هذا صحيح؟ الجواب، أن التدخين ليس عادة بل هو إدمان النيكوتين وهذا هو سبب صعوبة الإقلاع عنه. غير أن الجميل في الأمر أن الجسد يتحرر من النيكوتين خلال ثلاثة أسابيع فقط. والذي يدعو إلى التساؤل، إذا لماذا يصعب التخلص من تلك العادة؟ ولماذا لا نستطيع إقناع المدخنين بالتوقف عن التدخين؟
الفخ الخفي
¥