تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنه الفخ الوحيد أو العادة الوحيدة التي لا تشدك إليها بأية مغريات كلذة الطعم أو الرائحة الجميلة أو التأثير الإيجابي على الجسد. إنه الفخ المرتبط بالوهم، الوهم الإعلامي الذي خلقته شركات التبغ قبل مئات السنوات وروجت له من خلال صورة اجتماعية زائفة لا ترتبط بمؤثرات التدخين على الإطلاق.

غير أن صعوبة التدخين التي تزيد كلما حاولنا التوقف لا تختلف أبدا عن بقية الألغاز التي يسهل حلها لدى كشف غموضها ومعرفة مفاتيحها.

واعتمادا على ذلك علينا أن نعرف السبب الحقيقي لاستمرارنا في التدخين والمتمثل في السببين التاليين:

1) إدمان الجسد للنيكوتين

2) الوهم الإعلامي وغسل أدمغتنا منذ الطفولة.

والنيكوتين أسرع مادة يمكن إدمانها، وسيجارة واحدة فقط كفيلة بإيقاعنا في الفخ مدى الحياة. وكل جرعة من النيكوتين تصل إلى الدماغ عبر الرئة بسرعة أكبر حتى من الهيروين الذي يحقن في العرق. ونظرا لسرعة انخفاض نسبة النيكوتين في الدم، بمعدل نصف الكمية خلال نصف ساعة من تدخين السيجارة، وإلى ربع الكمية بعد ساعة، فإن هذا يفسر التدخين المتواصل للمدخن.

والامتناع عن التدخين لا يعرض الجسد لأية آلام عضوية، بل عوارضه تكمن في الجانب النفسي مثل الشعور بالفراغ أو الخواء الداخلي وعدم الشعور بالأمان، وفقدان الثقة بالنفس والتوتر والانزعاج وغير ذلك.

ومعاودة التدخين تتمثل في محاولة ملء هذا الفراغ أو استعادة المشاعر المفقودة.

ويلخص الكاتب الأسباب التي تمنع المدخن من معرفة الأسباب الحقيقية لتدخينه في النقاط الثلاث التالية:

1) منذ الولادة ونحن عرضة للوهم الإعلامي

2) لأن عوارض التوقف عن التدخين لا تحمل ألما جسديا في حين يعيد التدخين حالة الاطمئنان والثقة بالنفس.

3) والسبب الحقيقي جهلنا بأن النيكوتين يؤثر في جسدنا بصورة عكسية، أي أننا عندما لا ندخن نشعر بالمعاناة ولأن التدخين في المراحل الأولى غير ملموس النتائج فإننا نعتقد بأننا لم نتأثر به.

وبالطبع فإن السيجارة وحدها التي تحظى بالأهمية كلها. وعلى المدخن أن يدرك بأن توقفه عن التدخين لا يفقده أبدا تلك المتعة التي يتوهم وجودها.

ويمكن للمدخن أن يقارن عادة التدخين بعادة الطعام لإدراك الفرق الشاسع بينهما والوعي بالحالة التي يخلقها فينا التدخين.

1) نحن نأكل لنعيش ونطيل حياتنا، في حين أن التدخين يقصر عمرنا فقط

2) للطعام مذاق لذيذ وممتع، بينما التدخين سام وضار.

3) تناول الطعام يمنحنا الشعور بالشبع، ولا يولد الجوع فينا مجددا مثل كل سيجارة ندخنها.

تفكيك الوهم الإعلامي والعقل الباطن:

العاملون في صناعة الإعلام يدركون تماما التأثير القوي للعقل الباطن، ومن خلال تصويرهم للمتعة والنشوة التي يكتسبها المدخن يحققون هدفهم. وتلك الشركات تمول وترعى العديد من الأفلام الحربية والاجتماعية التي تمثل إما بحث الجنود عن أعقاب السجائر ولهفتهم لأخذ نفس منها أو في شخصية البطل الواثق من نفسه والسيجارة أو السيجار يظهران دوما في المواقف الحرجة أو الرومانسية ولكأنها ترفد البطل بقوة خفية.

وعلينا كمدخنين أن نعمل على إعادة برمجة عقلنا الباطن وإعادة بناء قناعاتنا في هذا الشأن وطرح السؤالين التاليين على أنفسنا:

1) لماذا ندخن؟

2) هل نحتاج السيجارة حقا؟

والجواب بالتأكيد لا. أما لماذا ندخن، فلأننا وقعنا في الفخ ومن الصعب علينا التوقف الآن، لأننا على قناعة في داخلنا بأننا نقوم بحرمان أنفسنا من حاجة أساسية لنا.

ويستعرض الكاتب ويفند الحالات التي يظن المدخنون بأن السيجارة تساعدهم على تجاوزها، ويبدأ بحالة التوتر التي يسعى من خلالها المدخن لتهدئة أعصابه بتدخين سيجارة، في حين أن النيكوتين يزيد من تعب الجهاز العصبي. وكذلك بشأن الملل وفي حالة الحاجة إلى التركيز حيث يقوم النيكوتين يمنع وصول الكميات المعتادة من الأوكسجين إلى الدماغ مما يضعف القدرة على التركيز.

أما فيما يتعلق بشأن الاسترخاء، فإن أفضل أوقات المدخن هي التدخين بعد تناول وجبة طعام والاسترخاء. وموعد الوجبه في الواقع هو موعد توقفنا عن العمل، حينما نجلس ونسترخي بعد أن أشبعنا جوعنا وروينا عطشنا، غير أن المدخن لا يستطيع الاسترخاء لأن عليه إشباع المارد في داخله وتزويده بالنيكوتين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير