تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقلب مشابه حدث للصحفي الراحل نفسه، ولكنه كان من تدبير هيئة التليفونات هذه المرة حيث طلب أحد الأطباء المتخصصين من خلال دليل التليفونات، ولكنه علم من زوجته أن الطبيب الشهير مات منذ 7 سنوات، فكتب في مقال موجه للهيئة أنه لا بد من مراجعة أسماء المشتركين في الدليل حتى لا تتحول بدايات المكالمات من: "آلو .. فلان موجود؟ إلى: آلو .. فلان عايش؟! "

إن كان له مكان!

ولأن أطرف الأخطاء ما ارتبط بالمصائب؛ نذكر أن صحيفة أمريكية نشرت عام 1875 خبرًا خاطئا عن وفاة الأديب الفرنسي العملاق فيكتور هوجو، وبعد 10 سنوات مات هوجو فعلا فكتبت الصحيفة بالبنط العريض: نحن أول من سبق إلى إعلان وفاة هوجو.

أما الشاعر الإنجليزي "كيبلنج" فكان أكثر حزمًا مع الصحيفة التي نشرت خبر وفاته بالخطأ؛ إذ بعث إليها رسالة قال فيها: لقد نشرتم اليوم خبر وفاتي، وبما أن الصحف المحترمة لا تنشر الأخبار إلا بعد التحقق منها، فلا شك أن موتي صحيح .. لذلك فلتقوموا بشطب اسمي من سجلات المشتركين .. فجريدتكم لن تفيدني ما دمت قد انتقلت إلى العالم الآخر.

وحين مات شقيق العالم الشهير ألفريد نوبل، وظنت الصحف أن مخترع الديناميت هو الذي مات؛ كتبت تصفه بأسوأ الصفات، مثل: مات عدو الإنسانية، مات بعد أن زرع الدمار ... وبعد أن قرأ ألفريد نوبل هذه الصحف اتخذ قرارا لم يعلن إلا بعد وفاته، وهو استغلال ثروته في تقديم جوائز لمن يقدمون إسهامات مميزة للإنسانية، وهي جائزة نوبل الشهيرة.

أما أطرف ما يروى في أخطاء صفحات الوفيات أن أنطون الجميل رئيس تحرير الأهرام وصل إليه نعي في وقت متأخر قبيل الطبع فكتب عليه لعمال الجمع: "إن كان له مكان" (أي يضاف الخبر إذا كان له مكان في الصفحة) فظهر النعي في الأهرام هكذا: "مات اليوم (فلان الفلاني) أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان"!

إعلانات مغلوطة

والإعلانات مدفوعة الأجر طالتها أيضا الأخطاء القاتلة التي أضرت بمادة الإعلان أكثر مما أفادته، ويكون الخطأ في الغالب بسبب تداخل مادة الإعلان مع مادة صحفية أخرى، فعلى سبيل المثال نشرت إحدى الصحف الأجنبية إعلانا تقول فيه: "سوف تحب هذا النوع من البوربون عندما تشربه ثم اتصل برقم 21700 حانوتي هينس".

ونشرت أخرى إعلانا عن الفطائر جاء فيه: "اطلب محلاتنا لتحصل على فطيرة بالفاكهة من خشب الماهوجن المتين! " لكنها كانت أفضل كثيرا من الصحيفة التي أعلنت عن نفسها فقالت بأنها "أوسخ الصحف انتشارا" فتسبب حرف العين في تلويث سمعتها، وهو ما حدث مع شركة أرادت الإعلان عن مناقصة فوجدت نفسها "تلعن" المناقصة.

ومن أطرف أخطاء الإعلانات إعلان مبوب نصه: "رزق السيد جون سميث وزوجته السيدة ماري سميث بمولود ذكر سمياه بيتر .. مبروك يا جورج"! وآخر: "قرر النادي تغيير موعد عشاء الأحد الأسبوعي من الثلاثاء إلى الخميس"!

السفاح عبد الناصر .. والسادات العاشق!

أما أكبر متهم في الأخطاء الصحفية فهو الجمع المسئول عن صف الأحرف التي يتسبب الخطأ فيها في "الخطأ المطبعي"، والأخطاء المطبعية أنواع، منها ما يمكن للقارئ تفاديها وإدراك المعنى الأصلي من خلال السياق، والبعض الآخر يغير المعنى تماما بل ويشكل حرجا سياسيا ومهْنيا للصحيفة وربما للدولة التي تصدر فيها الصحيفة أيضًا.

وكان للصحفي الأكثر شهرة مصطفى أمين قدرة كبيرة على التقاط الخطأ المطبعي من بين مئات السطور، وفي إحدى المرات أشار لأحمد رجب على خطأ قاتل في بروفة مجلة "الجيل" نتج من تداخل خبرين، فظهر كالتالي: "ورئيس الوزراء يفضل رياضة المشي، ويكره تقشير البطاطس"! فذهب رجب لتصويب الخطأ، وصدرت البروفة ففوجئ بمصطفى أمين يشير إلى خطأ آخر في البروفة يقول: "وأكد داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة أن المحادثات بين الجانبين كانت ودية، وأعلن أنه يكره تقشير البطاطس"! فاتصل رجب على الفور بالمصحح قائلا: كيف يوجد خطأ في البروفة يعلن فيه همرشولد أنه يكره تقشير البطاطس؟ فوعد المصحح بتصويب الخطأ، وأتى له بالبروفة بعد التعديل وبها أن همرشولد "لا يكره" تقشير البطاطس!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير