تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن البطاطس للبيض يا قلبي لا تحزن .. فقد نشرت صحيفة عربية حديثا مع الرئيس المصري أنور السادات على صفحتين جاء في عنوانه خطأ مطبعي كلف رئيس التحرير غاليا؛ حيث ظهر العنوان كالتالي: "الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلي"، وأصله: الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلي.

وتكرر الخطأ الأفدح مع السادات أيضا حين تداخل خبر من صفحة الأدب في الجريدة مع أخبار الرئيس فظهر الخبر يقول: أصدر الرئيس العاشق الولهان قرارا بـ ... "، وتمت مصادرة جميع طبعات العدد وإحراقها، ولولا أن السادات كان قد عمل بالصحافة لفترة وتفهم الخطأ لأحرق المتسببين في هذا الخطأ أيضا!

أما جمال عبد الناصر فكان مسافرًا إلى الهند حين نشرت "الأخبار" المصرية خبر القبض على السفاح الذي دوخ الشرطة في عنوانها الرئيسي، وتحته عنوان عن سفر ناصر إلى الهند، ولما نسي المخرج الصحفي وضع خط فاصل بين العنوانين ظهرت عناوين الأخبار على سطرين هكذا:

القبض على السفاح

عبد الناصر في الهند

وطبعًا تمت مجازاة المسئول عن الخطأ بعد تحقيقات موسعة في المخابرات العامة!

وتداخل خبر زواج مع خبر عن جموح حصان فنشرت صحيفة المقطم خبر الزواج تقول: "احتفلت الجالية اليونانية بزواج ابن كبيرها الخواجة كرياكو، وقد استقبله الأهل مع عروسه .. ثم انطلق فجأة إلى الشارع هائجا مبرطعا فحطم واجهة حانوت وقتل طفلا، وألقت الشرطة القبض عليه .. ثم خرج العروسان في عربة مكشوفة".

أما خبر الحادثة فكان نصه: "بينما كان الحوذي يقود الكارو، جمح الحصان .. متأبطا ذراع عروسه سليلة أرقى العائلات وطاف بها أركان الفيلا، وأحيت الحفل بديعة مصابني .. بحضور مأمور قسم الأزبكية وحكمدار القاهرة"!

وثار القضاة في مصر ثورة عارمة على جريدة "الأهرام"، وتقدموا بشكوى لنقابة الصحفيين بسبب رأي نشرته الأهرام في الصفحة الأولى تطالب فيه بتجديد شباب القضاء، إلا أن الخطأ المطبعي -لا سامحه الله- أبرز العنوان كالتالي: "الأهرام تطالب بتجريد ثياب القضاة! ".

جيش "شمهورش"!

وقد يكون الخطأ المطبعي في حرف واحد إلا أنه يغير المعنى، فبعد أن فك طلاب جامعة الإسكندرية إضرابًا نظموه كتبت "الأخبار": "كلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم"، وتسبب حرف الكاف في غضب الطلاب فعادوا إلى إضرابهم؛ وهو ما أغضب الحكومة من الجريدة. ونشرت تقول بأن الحكومة "تجتث" حقوق العمال بدلا من أن "تبحث" حقوقهم (هل كان الخطأ هو الحقيقة؟).

ونشرت أخرى تقول: "عورة وزير الأوقاف"، وتقصد عودته، أما الفضيحة فكانت في خطأ تعلق بوزيرة الشئون الاجتماعية المصرية، إذ بدلا من أن تتجول في محافظة كفر الشيخ، حول الخطأ المطبعي -لا سامحه الله مرة أخرى- حرف الجيم في تتجول إلى باء، وكانت الكارثة!

وتحدثت صحيفة عربية عن تعداد أحد الجيوش العربية بأنه يبلغ 40 ألف جني (بدون دال) فتحول إلى جيش "شمهورش".

وقد يكون الخطأ المطبعي في نقطة واحدة، فقد نشرت مجلة المصور خبرًا عن "استعراض الجيش المصري"، إلا أن الضاد التي تحولت إلى صاد كانت سببًا في إحراق العدد بالكامل، ونفس الخطأ يتكرر مع "عرض سوفيتي في باريس".

ومسك الختام من مجلة أجنبية تدعى "بيفر" لجأت إلى حيلة ذكية لتبرير ما بها من أخطاء مطبعية فكتبت: "قد يلاحظ القارئ بعض الأخطاء المطبعية، فليعلم أنها متعمدة حتى نرضي جميع الأطراف، فهناك قراء مغرمون باكتشاف الأخطاء المطبعية، وتحقيقًا لرغبة هؤلاء تحديدًا نشرنا هذه الأخطاء". ونحن كذلك.

مصادر الموضوع:

- طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية، منذر الأسعد

- أي كلام، أحمد رجب

- مقالب وحكايات صحفية، علي المغربي

- الصحافة قصص ومغامرات، محسن محمد


** صحفي مصري

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[08 - 07 - 2003, 10:20 ص]ـ
مقال طريف جداً يا أستاذ بليغ، فلك الشكر

ولكن هل من هذا ما يسمى في البلاغة بالمواربة؟ وهي أن يجعل المتكلّم كلامه، بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نواس أنّه كتب على باب قصر هارون البيت التالي:

لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصة

فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلالَ العين، فصار البيت كالتالي:

لقد ضاء شعري على بابكم ... كما ضاء عِقد على خالصة

ـ[صوفان]ــــــــ[12 - 07 - 2003, 09:38 ص]ـ
الأخ خالد الشبل

تبقى الأخطاء ما بقيت الكتابة، وجل من لا يسهو، لكن الأخطاء في النقط مثلا:

قرأت هذا الخبر في إحدى الصحف وهو كالتالي: حبر هام!! يقصد كاتبه (خبر هام!!!) فضحكت حتى أنني لم أستطع تكملة الخبر.

أما عندما يكون الخطأ فادحا وتنتقل النقطة إلى مكان غير لائق بها فتتغير صيغة الخبر، فأظنه سيكون مبكيا، لمن كتبه أو قرأه.

خذ هذا الخبر مثلا: ساكرا حسن تعاونكم، ويقصد كاتبه شاكرا حسن تعاونكم، وتأتي هذه الأخطاء الفادحة من استخدام الكمبيوتر في الطباعة وتقارب حرفي (السين والشين) وغيرها كثير.

أسعدني قراءة خبرك، غفر الله لي ولك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير