عاشراً: شخصيات أعطاها التغريب والماركسية قدراً أكبر من مكانها وحقها، وذلك تحليل آثارها التي لم يكن في طريق المفهوم الإسلامي أمثال رفاعة الطهطاوي والكواكبي.
حادي عشر: شخصيات أخذت طابع البطولة الوطنية بينما لم يكونوا إلا أعداء للإسلام ومحاربين له أمثال سوكارنو، عبد الناصر، ميشيل عفلق.
ثاني عشر: شخصيات كان لها دور عظيم في مجال العالم الإسلامي والحضارة الإسلامية سواء في مجال الطب أو الكيمياء ولكنهم كانوا في مجال الفلسفة معارضين للمفهوم الإسلامي أو خاضعين لمفهوم الفكر الباطني والإغريقي وتوابع له، أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد والكندي.
ثالث عشر: أسماء لمعت في مجال الصحافة وكانت في خدمة النفوذ الأجنبي أمثال شبلي شميل وفرح أنطون وجبرائيل نقلا وأنطون الجميل
وجرجي زيدان ويعقوب صروف.
ونحن نأسف كثيراً لما كتبناه عن السلطان عبد الحميد قبل أن نتبين دوره الحقيقي وقد وضعناه مرة في صف الطغاة ومرة في صف المستبدين ولم يكن
من ذلك من شيء.
كما نأسف لما التمسناه من إعجاب بشخصيات غربية ضالة لها أسماء
لامعة، ولكنها لم تكن إلا شطائر الصهيونية التلمودية والماسونية أمثال فرويد وداروين، وكرومويل، ونهرو، ومنزيني، ومارتن لوثر، وسافونارولا (وقد جاء ذلك في كتابنا "الأعلام الألف").
ويرجع هذا كله أساساً إلى المرحلة المضطربة التي جرفتنا قبل أن نتنبه
إلى تطبيق مفهوم الإسلام الصحيح في مجال التاريخ والتراجم) (كتاب شهادة العصر والتاريخ)
الحقيقة الثانية: تراجع بعض الكتاب عن آرائهم
عدد من الكتاب تراجع عن بعض آرائه بعدما سار في دروب التغريب والفلسفات والمناهج الغربية حينا من الدهر ومنهم الدكتور محمد حسين هيكل والدكتور منصور فهمي ومحمد عبد الله عنان فهؤلاء وغيرهم كانوا قد التمسوا العلم في أوروبا وظنوا في بادئ الأمر أن الغرب لديه الحلول السحرية للأزمة التي كان يعاني منها العالم العربي في تلك الفترة ونادوا بحلول تبتعد تماما عن المنهج الإسلامي لكن سرعان ما تكشفت لهم الحقيقة فعادوا مسرعين إلى المنهج الإسلامي وابتعدوا عما كانوا ينادون به من أفكار أو نظريات لا تتوافق والفكر الإسلامي لذا كان من الطبيعي أن تجد رأيين مختلفين للأستاذ أنور الجندي في شخص واحد وقد امتدح أنور الجندي هذا المسلك من هؤلاء الكتاب والمفكرين الذين تراجعوا عن أفكارهم وغيروا من آرائهم وذكر ذلك في أكثر من موضع منها "موسوعة مقدمات العلوم والمناهج"
وتناول مراجعات محمد حسين هيكل ومنصور فهمي وزكي مبارك وغيرهم فيما سماه (مرحلة الانتقاض على حركة التغريب).ص402
وهنا نأتي إلى قضية جديدة كل الجدة وهي الصهيونية وموقف المفكرين المصريين منها:
فالصهيونية لم تكن تعد في نظر البعض خطر في ذلك الوقت ا-كما هو حادث الآن- لذا كانت هناك أصوات عربية تقف مع الدعوة لتعايش اليهود مع الفلسطينيين في وطن وواحد وهذه وجهة نظر تبناها أحد اليهود ودعا إليها في أوساط المفكرين العرب الذين تحمسوا لهذه النظرية.
فقد كان هناك من المفكرين اليهود الداعين إلى إقامة وطن لليهود مع الشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي عدوان على حقوق الفلسطينيين وقد تبنى اليهودي ماجنس الذي كان يؤمن بضرورة قيام كياني سياسي لليهود في فلسطين باتفاق مع العرب يأخذ شكل دولة ثنائية الهوية، يهودية عربية ... وهو ما جعله
يختلف مع أتباع الصهيونية السياسية في فلسطين من أمثال دافيد بن جوريون. وفي خضم هذا الاختلاف عمل ماجنس على تأسيس الجامعة العبرية كصرح ومنبر للمطالبين بحل يأخذ مصالح الفلسطينيين واليهود بعين الاعتبار ... وقد أخذ الاختلاف داخل الحركة الصهيونية في فلسطين مأخذ الجد عند بعض رجال الفكر والسياسة في مصر ... فكان أحمد لطفي السيد وعد من أتباعه من أمثال طه حسين والأستاذ محمد عبد الله عنان وغيرهم على وعي ومعرفة بالخلافات الصهيونية وكان من رأيهم دعم أفكار ماجنس الداعية لحل توافقي يهودي عربي ... وبالفعل ذهب وفد من مصري وشارك في افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 شارك فيه الأستاذ أحمد لطفي السيد و طه حسين ... وبعد عودتهما تابع طه حسين عن طريق تلميذه إسرائيل ولفنسون الذي كان قد درس في دار العلوم وقدم رسالة الدكتوراه تحت إشراف طه حسين ... ثم انتقل للعمل في الجامعة العبرية وكان كثير
¥