ما يتواصل مع طه حسين وغيره من زملاء دراسته في القاهرة ... وتوالت زيارات بعض المفكرين المصريين الى فلسطين كنوع من دعم الجناح الصهيوني الثقافي والحل القائم على دوله لشعبين فزار الأستاذ المؤرخ والصحفي محمد عبد الله عنان فلسطين وكتب عدة مقالات بعد عودته في جريدة السياسة الأسبوعية عن انطباعاته عن تل أبيب وانبهاره بحركة التعمير والحداثة التي جلبها يهود أوربا إلى فلسطين .... وكانت السياسة من أوسع الجرائد المصرية انتشارا وكان يترأس تحريرها محمد حسين هيكل ... وفي ذات الوقت زار أيضا توفيق الحكيم المدن اليهودية الحديثة في فلسطين ... محمد
حسين هيكل سمح لرئيس تحرير جريده هاارتس الصهيونية بنشر بعض المقالات لتوضيح وجهة
نظر الصهيونية السياسية.
هكذا تبدو ملامح الصورة تتضح فالذي كتبه محمد عبدالله عنان وانتقده بشده أنور الجندي بشدة كانت هي تلك الكتابات التي تبنى فيها محمد عبد الله عنان تلك النظرية التي ظهر من بعد فسادها وأن الصهيونية ما هي إلا حركة استعمارية جديدة زرعت لتكون يدا للغرب في قلب العالم العربي والإسلامي وقد تنبه الكثيرون ممن كانوا يتبنون التسامح مع الصهيونية في بدايتها ورجعوا إلى الدفاع عن العروبة والإسلام في مواجهة الصهيونية.
الحقيقة الثالثة:
أن كتاب أنور الجندي مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " هذا الكتاب قد صدر في عام1967م وهذا التاريخ يعد نهاية مرحلة الكتابات الأدبية والتوجه الكامل إلى الكتابة في الإسلاميات وتجريد القلم لتصحيح المفاهيم وكشف الشبهات وتصحيح الأخطاء وبيان حقيقة القمم والشوامخ وهي المرحلة التي سيعرف فيها أنور الجندي بكتاباته الغزيرة في مجال الفكر الإسلامي ومن خلال النظرة الإسلامية الجامعة بعد أن ظل عقدين من الزمن يشتغل بالتأريخ الأدبي والاجتماعي والصحافي لمصر والعالم العربي خلال مائة سنة بدءا من 1845حتى1945 وظهرت له في خلال هذه المرحلة موسوعته الأدبية الضخمة معالم الأدب العربي المعاصر وكثير من الكتابات وهو يشير إلى ذلك في بداية هذا الكتاب- مفكرون وأدباء من خلال آثارهم- فقد كان هذا الكتاب أول عمل بعد الموسوعة وقبل التوجه إلى الكتابات الإسلامية كما قلت سابقا. فهناك في الكتاب بعض الأمور احتاجت إلى المراجعة من أنور الجندي وقد قام بذلك فيما بعد كما أشرت في الحقيقة الأولى في بدء حديثي.
وعلى الرغم مما يحويه هذا الكتاب من متعة أدبية وحقائق جديد عن عدد من الكتاب والمفكرين إلا أن عيبا كبيرا يشوبه فالكتاب يقوم منهجه على تناول عمل واحد للكاتب أو المفكر وفي هذا قصور في الرؤية الشاملة لفكر الكاتب أو الأديب المتحدث عنه ففي هذاالكتاب نجد أنور الجندي تناول مجموعة من الكتاب والأدباء من خلال عمل واحد يرى أنه الأبرز واختصه بالحديث دون أن يربط أو يتتبع المراحل الفكرية لهؤلاء الكتاب والأدباء وشاهد على ذلك فصول الكتاب فنجده اختار كتاب تاريخ الأندلس لمحمد عبد الله عنان دون أن يتحدث عن باقي مؤلفاته وهكذا كل علم من الأعلام تجد أنور الجندي قد تناوله من خلال كتاب أو عمل أدبي واحد وإليك بعضا من عناوين تلك الفصول لتتبين لكم الصورة عن طبيعة هذا الكتاب والمنهج الذي سار عليه أنور الجندي في فصوله:
عمر الدسوقى - تطور الأدب العربي ......... 125
كامل السوافيرى - شعر فلسطين ......... 177
كامل كيلانى - أدب الطفل العربي ......... 185
محب الدين الخطيب - مجلة الفتح ......... 193
الدكتور محمد صبري - دراسات الشعر العربي المجهول ......... 207
محمد صبيح - دراسة القومية والتاريخ العربي ......... 225
محمد عبد الغنى حسن - أدب التراجم والترجمة ......... 233
محمد على دبوز - كتابة تاريخ المغرب الكبير ......... 247
محمد عبد الله عنان - الإسلام والأندلس ......... 253
الدكتور محمد محمد حسين - تطور الأدب ......... 261
الدكتور مصطفى الحفناوى - تاريخ قناة السويس ......... 267
هلال ناجى - الزهاوى وديوانه المفقود ......... 273
وديع فلسطين - قضايا الفكر العربي ......... 281
الدكتور يوسف عز الدين - الأديب العربي والثورة ......... 289
ـ[بندر التركي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
¥