ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 07 - 09, 11:22 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا - "زوجة وأم" - على هذه الفائدة القيمة. لو أحلتينا على مصدر القصة، بورك فيكِ.
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (6/ 230)
شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - (1/ 170)
ثم في ثاني عشرى رجب قرأ المزي فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضب وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه
العقود الدرية لابن عبد الهادي (1/ 220)
وكان الحافظ جمال الدين المزي يقرأ صحيح البخاري لأجل الاستسقاء فقرأ يوم الإثنين الثاني والعشرين من رجب في أثناء ذلك فصلا في الرد على الجهمية وأن الله فوق العرش من كتاب أفعال العباد تأليف البخاري تحت النسر
فغضب لذلك بعض الفقهاء الحاضرين وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوا الأمر إلى قاضي القضاة الشافعي فطلبه ورسم بحبسه
أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (3/ 78)
فلما كان بعد ذلك في يوم الإثنين ثاني عشري شهر رجب الفرد قرأ الشيخ جمال الدين المزي فصلاً في الردّ على الجهمية من كتاب أفعال العباد تصنيف البخاري، وكانت قراءته لذلك تحت قبة النسر في المجلس المعقود لقراءة الصحيح، فغضب لذلك بعض الفقهاء الحاضرين، وقالوا: نحن المقصودون بهذا، ورفعوا الأمر الى قاضي القضاة الشافعي، فطلبه، وحبسه
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:21 م]ـ
الاخ ابو اسحاق.قولك عن مذهب الاشاعرة - نفي كون الله يُحَبُّ من قِبَل عِبَاده حقيقة -
الذي كنت اعلمه في المسالة. ان المعتزلة نفوا محبة العبد لله ونفوا محبة الله للعبد.
اما الاشاعرة فنفوا المحبة التي هي صفة لله مشيا مع مذهبهم المعلوم. اما ان العبد يحب الله ما علمت عنهم انهم ينفون هذا. فان عضدت كلامك بكلام اهل العلم والتحقيق كان ذلك اتماما للفائدة والنصح بارك الله فيكم.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:51 ص]ـ
اما ان العبد يحب الله ما علمت عنهم انهم ينفون هذا. فان عضدت كلامك بكلام اهل العلم والتحقيق كان ذلك اتماما للفائدة والنصح بارك الله فيكم.
وفيك بارك ربي! دونك أقوال مفسري الأشاعرة عند تفسيرهم لآيات المحبة:
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
قال الرازي:
... فقال جمهور المتكلمين: إن المحبة نوع من أنواع الإرادة، والإرادة لا تعلق لها إلا بالجائزات، فيستحيل تعلق المحبة بذات الله تعالى وصفاته، فإذا قلنا: نحب الله، فمعناه نحب طاعة الله وخدمته، أو نحب ثوابه وإحسانه. وأما العارفون فقد قالوا: العبد قد يحب الله تعالى لذاته ... اهـ
قال البيضاوي:
{كَحُبّ الله} كتعظيمه والميل إلى طاعته، أي يسوون بينه وبينهم في المحبة والطاعة، والمحبة: ميل القلب من الحب، استعير لحبة القلب، ثم اشتق منه الحب لأنه أصابها ورسخ فيها، ومحبة العبد لله تعالى إرادة طاعته والإِعتناء بتحصيل مراضيه، ومحبة الله للعبد إرادة إكرامه واستعماله في الطاعة. اهـ
قال الخطيب الشربيني:
... فمحبة العبد لله طاعته والإعتناء بتحصيل مراضيه. اهـ
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قال الواحدي في الوجيز:
ومعنى محبَّة العبد لله سبحانه إرادته طاعته وإيثاره أمره، ومعنى محبَّة الله العبد إرادته لثوابه وعفوه عنه وإنعامه عليه. اهـ
قال أبو حيان:
فمحبة العبد لله عبارة عن ميل قلبه إلى ما حدّه له تعالى وأمره به، والعمل به واختصاصه إياه بالعبادة. اهـ
قال النسفي الماتريدي:
محبة العبد لله إيثار طاعته على غير ذلك، ومحبة الله العبد أن يرضى عنه ويحمد فعله. اهـ
قال الخازن:
وقال العلماء: إن محبة العبد لله عبارة عن إعظامه وإجلاله وإيثار طاعته واتباع أمره ومجانبة نهيه، ومحبة الله للعبد ثناؤه عليه ورضاه عنه وثوابه له وعفوه عنه. اهـ
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
قال البيضاوي:
ومحبة العباد له إرادة طاعته والتحرز عن معاصيه. اهـ
قال أبو حيان:
محبة الله لهم هي توفيقهم للإيمان كما قال تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان} وإثابته على ذلك وعلى سائر الطاعات، وتعظيمه إياهم، وثناؤه عليهم، ومحبتهم له طاعته، واجتناب نواهيه، وامتثال مأموراته. اهـ
قال الخطيب الشربيني:
ومحبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته وأن لا يفعلوا ما يوجب سخطه وعقابه. اهـ
لكن مِن الأشاعرة مَن أثبت محبة العبد لربه محبّة حقيقية. من هؤلاء: الرازي في تفسيره عند تفسير آية البقرة، وأحمد بن المنير الاسكندري في حاشيته على الكشاف عند تفسير آية المائدة.
والله أعلم.
¥