تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ألف الإمام البيهقي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000234&spid=215) رحمه الله مؤلفاً في هذا سماه شعب الإيمان، تتبع ما ورد في النصوص بتسميته إيمان ووضعه في كتابه، وأوصلها إلى تسع وسبعين شعبة. فالمؤلف رحمه الله يقول: إن أهل العلم والعبادة بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين: جمهور أهل السنة، ومرجئة الفقهاء، كلهم من أهل العلم والدين؛ لأن مرجئة الفقهاء طائفة من أهل السنة، لكنهم خالفوا النصوص في اللفظ وإن كانوا من أهل العلم والدين، إلا أن الفرقة الأولى أسعد منهم بالدليل، وهم الذين وافقوا النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى، وتأدبوا مع النصوص وسموا الأعمال إيماناً، وأما مرجئة الفقهاء فإنهم أخرجوا الأعمال ولم يدخلوها في الإيمان. وهناك فرقة ثالثة، لكنهم ليسوا من أهل العلم والدين، وهم المرجئة المحضة كالجهمية وغيرهم فإنهم قالوا: إن الإيمان مجرد معرفة القلب، ويتزعمهم الجهم بن صفوان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) ويقول: الإيمان معرفة الرب بالقلب، والكفر هو جحد الرب بالقلب، فمن عرف ربه بإيمانه فهو مؤمن عند الجهمية، ومن جهل ربه بقلبه فهو كافر، وعلى هذا ألزم العلماء الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) بأن إبليس مؤمن؛ لأنه عرف ربه بقلبه، (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَالحجر:36]، وكذلك فرعون الذي ادعى الربوبية وقال للناس (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) النازعات:24] مؤمن على مذهب الجهم؟ لأنه يعرف ربه بقلبه، قال الله تعالى عنه وعن ملائه:] وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا النمل:14]، واليهود على مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) مؤمنون؛ لأنهم يعرفون ربهم بقلوبهم ويعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة:146]، و أبو طالب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000507&spid=215) ثبت في صحيح البخاري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000052&spid=215) أنه مات على الشرك، فيكون على مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) مؤمناً؛ لأنه يعلم صدق النبي صلى الله عليه وسلم، قال في قصيدة مشهورة: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا والجهمية ليسوا من أهل العلم والدين، ولهذا ما ذكرهم رحمه الله، ويسمون المرجئة المحضة، فهم يرون أن الأعمال ليست واجبة، وأن الإنسان لو ارتكب جميع الكبائر والمنكرات، وهدم المساجد وقتل الأنبياء والصالحين، وهو يعرف ربه بقلبه يكون مؤمناً! هذا مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) كما بين ذلك العلامة ابن القيم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000007&spid=215) رحمه الله في الكافية الشافية، و الجهم بن صفوان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) ملحد كفره أهل العلم، والجهمية هناك من العلماء من كفرهم بإطلاق، ومنهم من بدعهم، ومنهم من كفر غلاتهم، وقد ذكر العلامة ابن القيم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000007&spid=215) رحمه الله أنه كفرهم خمسمائة عالم، قال: ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان أي خمسمائة والإمام اللالكائي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004128&spid=215) قد حكاه عنهم بل قد حكاه قبله الطبراني ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000511&spid=215) . فالمقصود أن أهل العلم والدين -كما قال المؤلف رحمه الله- افترقوا في مسمى الإيمان إلى فرقتين: فرقة أدخلت أعمال القلوب وأعمال الجوارح في مسمى الإيمان مع تصديق القلب، والإقرار باللسان، وهذا هو مذهب الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة: مالك ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000028&spid=215) و الشافعي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000032&spid=215) و أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000008&spid=215) ، وغيرهم من أهل العلم. والطائفة الثانية: مرجئة الفقهاء وهم أبو حنيفة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000084&spid=215) وأصحابه وأهل الكوفة ومن تبعهم يرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان، وأن الإيمان إنما هو الإقرار باللسان وتصديق القلب، وأما أعمال الجوارح وأعمال القلوب فهي مطلوبة، ويجب على الإنسان أن يؤدي الواجبات ويترك المحرمات إلا أنهم لا يسمونها إيماناً بل يسمونها تقوى وبراً، وأما جمهور أهل السنة فإنهم يسمونها إيماناً ويسمونها تقوى ويسمونها براً، فهي تقوى وإيمان وبر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير