"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223 - 224)، وينظر: "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (7/ 193).
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:04 م]ـ
الفهرس» العقيدة الإسلامية» أركان الإيمان» الإيمان بالله» توحيد الأسماء والصفات» منهج السلف في الأسماء والصفات (78)
رقم الفتوى: 118156
عنوان الفتوى: مذهب السلف في الحد
تاريخ الفتوى: 19 صفر 1430/ 15 - 02 - 2009
السؤال
ابن تيمية يقول بأزلية العالم، ما رأيكم؟ وكيف له أن يقول بأن الله محدود، وقد قال علي رضي الله عنه: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. وأئمة السلف ينفون الحد، قال الطحاوي: وتعالى عن الحدود والغايات والآلات والأدوات، وهو مذهب كل السلف. ما رأيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قولك إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول بأزلية العالم فغير صحيح، ولعل الأمر التبس عليك، وإنما وقع الخلاف في المسألة المسماة بحوادث لا أول لها، وهي مسألة من المسائل الدقيقة التي لا ينبغي أن يشتغل بها عوام المسلمين، والتي لا يتسع المقام للبحث فيها، ويمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 63117 بخصوص هذه المسألة.
وأما قولك بأن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول بأن الله محدود إلى آخر كلامك، فجوابه أن لفظ الحد من الألفاظ المجملة التي لم ترد في الكتاب والسنة، فالصواب فيها عدم إثباتها ولا نفيها بالإجمال، وفي بيان ذلك يقول ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدة الطحاوية عند شرحه لكلام الطحاوي الذي ذكرته: الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال: فطائفة تنفيها، وطائفة تثبتها، وطائفة تفصل وهم المتبعون للسلف، فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين ما أثبت بها فهو ثابت وما نفي بها فهو منفي، لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إجمال وإبهام كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي، ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا، ويذكرون عن مثبتها ما لا يقولون به، وبعض المثبتين لها يدخل لها معنى باطلا مخالفا لقول السلف ولما دل عليه الكتاب والميزان، ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها، وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله نفيا ولا إثباتا وإنما نحن متبعون لا مبتدعون.
فالواجب أن ينظر في هذا الباب أعني باب الصفات، فما أثبته الله ورسوله أثبتناه وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات والنفي فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني وننفي ما نفته نصوصهما من الألفاظ والمعاني، وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحا قيل لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجملة إلا عند الحاجة مع قرائن تبين المراد، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها ونحو ذلك. اهـ.
ثم قال ما خلاصته: فالمعنى الذي أراده الشيخ – يعني الطحاوي - رحمه الله من النفي الذي ذكره هنا حق لكن حدث بعده من أدخل في عموم نفيه حقا وباطلا فيحتاج إلى بيان ذلك وهو أن السلف متفقون على أن البشر لا يعلمون لله حدا وإنهم لا يحدون شيئا من صفاته .. وسيأتي في كلام الشيخ: وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به، فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده؛ لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم، سئل عبد الله بن المبارك: بم نعرف ربنا قال: بأنه على العرش بائن من خلقه، قيل: بحد قال: بحد. انتهى.
ومن المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء، ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حال في خلقه ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه المقيم لما سواه، فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا، فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته، وأما الحد بمعنى العلم والقول وهو أن يحده العباد فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة. اهـ.
¥