قول أحمد بن حنبل قال حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فقال أبو عبد الله: ((نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت اسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق)) حتى قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا قال قلت نزوله بعلمه بماذا فقال: ((لي اسكت عن هذا مالك ولهذا امض الحديث على ما روي بلا كيف ولاحد وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب)) [اعتقاد أهل السنة ص 502/ 3]
قول أبي عبد الله الحاكم قال البيهقي: ((سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه ولم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله من طريق الحركة والإنتقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله بلا تشبيه جل عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهه بها علوا كبيرا)) [ص 133 – 134]
وقال ابن عبد البر: ((فهو حديث ثابت عند أهل العلم بالحديث وطرقه كثيرة صحاح بألفاظ متقاربة ومعنى واحد)) [الاستذكار ص 526/ 2]
وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: ((سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في نزول الرب تبارك وتعالى)) [ص 481/ 3]، ثم ساق الأحاديث.
وقال الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد: ((باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) ثم ساق الحديث [ص 80]
وقال القاضي أبو يعلى الفراء بعدما ذكر أحاديث النزول: ((اعلم أن هذا حديث صحيح يحب الأخذ بظاهره من غير تأويل، ولا يحب أن يستوحش من إطلاق مثل ذلك)) [إبطال التأويلات ص 259/ 1]
وأكتفي بهذه النقول وإلا هي أكثر من ذلك بكثير وعلى هذا الوهابية لم ينفردوا بشيء جديد إنما هم تبع لسلف الأمة قالوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوا به كما صدق علماء السلف رحمهم الله تعالى.
أما الذي نيكر نزول الرب عز وجل حكم عليه العلماء بأنه جهمي قال ابن معين: ((إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد))
قال الفضيل بن عياض: ((إذا قال لك الجهمي أنا كرت كبرب ينزل يزول فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء))
وأما المجيء فقد جاء ذكره في القرآن قال تعالى: ((وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)) [الفجر: 22]، وقوله تعالى: ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ)) [البقرة: 210]
وقوله: ((ويضحك ويغضب))
والضحك والغضب جاء ذكرهما الشريعة صريحة فالضحك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد))
[البخاري ح 2671، ومسلم ح 1890]
وفي حديث أبي هريرة الطويل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه))
[البخاري ح 7000، ومسلم ح 182]
عن أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب غيره)) قال: قلت: يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل قال: ((نعم)) قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا.
[أحمد ص 11/ 4، وابن ماجه 181]
وأثبت هذه الصفة لله عز وجل القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه إبطال التأويلات وقال بعد ذكر الأحاديث التي تثبت صفة الضحك قال: ((اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل، وقد نص أحمد على ذلك في رواية الجماعة)) [ص 217/ 1]، وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الأقتصاد في الاعتقاد ص 120، وأثبتها أيضا ابن قدامة في كتاب لمعة الاعتقاد ص 85، وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل، بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المنخلوقين وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم
¥