تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: إثبات صفة الرجل لله عز وجل جاء ذكرها في الخبر الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا))

[رواه البخاري ح 4569]

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها تقول هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط))

[رواه ابن أبي عاصم في السنة ح 532، و الدارقطني في الصفات ص 11 – 12]

أما أقوال العلماء في إثبات صفة الرجل لله عز وجل فكثيرة منها قول ابن خزيمة قال في كاتبه التوحيد: ((باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل: وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم)) [ص 69]

وقال القاضي أبو يعلى الفراء: ((فقد نص على الأخذ بظاهر ذلك لأنه ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذلك قدما صفة كما أثبتنا يدين ووجها وسمعا وبصرا وذاتا وجميع صفات، وكذلك القدم والرجل، ولأنا لا نصفه بالانتقال والمماسة لجهنم بل نطلق ذلك كما أطلقنا الاستواء على العرش والنظر إليه في الآخرة)) [إبطال التأويلات ص 196/ 1]

وأما قوله: ((وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))

أما هذا فقد جاء فيها رواه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا ... إلى أن قال: ((والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله)) [ح 3298]

قال الترمذي بعدها: ((هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه)) [ص 404/ 5]

وقال ابن الجوزي: ((والحسن لم يسمع من ابي هريرة)) [العلل الممتناهية ص 28/ 1]

وهذا الحديث ضعفه الألباني قال: ((وعلته أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه على اختلاف العلماء في أصل سماعه من أبي هريرة ومن هذا الوجه أخرجه أحد أيضا (2/ 370) ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرسالة العرشية " (ص22) بعد أن أعله بعدم سماع الحسن من أبي هريرة: " ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع " قلت: ولم أعرفه عن أبي ذر ولا هو عزاه لأي مصدر حتى انظر اسناده)) [ص 218]

وقال ابن تيمية: ((حديث الإدلاء الذي روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما قد رواه الترمذي وغيره، من حديث الحسن البصري عن أبي هريرة وهو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع، فإن كان ثابتا فمعناه موافق لهذا، فإن قوله: " لو أدلي أحدكم بحبل لهبط على الله " إنما هو تقدير مفروض، أي لو وقع الإدلاء لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله شيئا؛ لأنه عال بالذات وإذا أهبط شيء إلى جهة الأرض وقف في المركز ولم يصعد إلى الجهة الأخرى، لكن بتقدير فرض الإدلاء، يكون ما ذكر من الجزاء)) [ص 27]

وقال أيضا: ((والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله: " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة)) [ص 29]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير