تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الحديث ضعفه الألباني قال: ((وعلته أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه على اختلاف العلماء في أصل سماعه من أبي هريرة ومن هذا الوجه أخرجه أحد أيضا (2/ 370) ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرسالة العرشية " (ص22) بعد أن أعله بعدم سماع الحسن من أبي هريرة: " ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع " قلت: ولم أعرفه عن أبي ذر ولا هو عزاه لأي مصدر حتى انظر اسناده)) [ص 218]

وقال ابن تيمية: ((حديث الإدلاء الذي روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما قد رواه الترمذي وغيره، من حديث الحسن البصري عن أبي هريرة وهو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع، فإن كان ثابتا فمعناه موافق لهذا، فإن قوله: " لو أدلي أحدكم بحبل لهبط على الله " إنما هو تقدير مفروض، أي لو وقع الإدلاء لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله شيئا؛ لأنه عال بالذات وإذا أهبط شيء إلى جهة الأرض وقف في المركز ولم يصعد إلى الجهة الأخرى، لكن بتقدير فرض الإدلاء، يكون ما ذكر من الجزاء)) [ص 27]

وقال أيضا: ((والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله: " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة)) [ص 29]

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث: «لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله»؟ وما معناه؟

فأجاب بقوله: ((هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا: إنه صحيح يقولون: إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول: الله تعالى في القرآن الكريم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا، وعقلا، وفطرة؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}. وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل)) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141/ 1]

وعلى يتبين أن صالحب المقال أراد التشنيع وإثارة الشائعات عن السلفية بأنه يعتقدون بأن الله تعالى أسفل الأرض ولكن ما يقول صاحب المقال بقول ابن عجيبة الشاذلي والذي نصه: ((وفي حديث آخر: " عدد الأرضين سبع، بين كل واحدة والآخرى خمسمائة سنة، والذي نفس محمد بيده؛ لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله "، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3]. هـ.

فتحصل من حديث سيد العارفين، وقدوة الواصلين، أن الحق ـ جل جلاله ـ محيط بكل شيء، فأسرار ذاته العلية أحاطت بالوجود بأسره. فما فوق العرش هو عين ما تحت الثرى، فلو صعد أحد إلى ما فوق العرش لوجد الله، ولو هبط إلى ما تحت الأرض السفلى لوجد الله؛ إذ عظمته أحاطته بكل شيء، ومحت وجود كل شيء. واعلم أن الحق جل جلاله منفرد بالوجود، لا شيء معه ... الخ [البحر المديد ص 123/ 8]

يتبع ..


ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:46 ص]ـ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير