تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر: أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قائل منهم: عند المنبر , وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤم الناس , فقال أبو بكر: بل يدفن حيث توفى الله نفسه , فأخر الفراش ثم حفر له تحته.

ثم قال

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وضع على سرير في بيته وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ادفنوه في مسجده , وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه بالبقيع , قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض. فرفع فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه ثم حفر له تحته.

فهذه الروايات لاتثبت، فالرواية الأولى مرسلة على مافي رواية محمد بن عمرو بن علقمة من كلام.

والرواية الثانية في سندها الواقدي وهو متروك، ورواية داود بن الحصين عن عكرمة مضطربة.

وقد وردت متابعة

رواها ابن إسحاق كما عند ابن ماجه في سننه (1628) وغيره

قال: حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا للنبي صلى الله عليه وسلم - الحديث وفيه: - وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده. وقال قائل: ندفنه مع أصحابه. فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض)) ... إلى آخره.

وسنده ضعيف، وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي

قال الذهبي في ميزان الاعتدال - (1/ 537)

الحسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس الهاشمي المدنى.

عن ربيعة بن عباد، وكريب، وعكرمة.

وعنه ابن جريج، وابن المبارك، وسليمان ابن بلال وجماعة.

قال ابن معين: ضعيف.

وقال أحمد: له أشياء منكرة.

وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه.

وقال أبو زرعة وغيره: ليس بقوى.

وقال النسائي: متروك.

وقال ابن معين - مرة: ليس به بأس، يكتب حديثه.

وقال الجوزجانى: لا يشتغل به.

وقال العقيلى: حدثنا آدم، سمعت البخاري يقول: يقال حسين بن عبدالله ابن عبيدالله بن عباس، وعبد الله بن يزيد بن فنطس يتهمان بالزندقة. انتهى.

وجاء في المجروحين لابن حبان - (1/ 242)

حسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي من المدينة

يروى عن كريب وعكرمة، روى عنه ابن عجلان، يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، مات سنة إحدى وأربعين ومائة وكنيته أبو عبد الله وصلى عليه محمد بن خالد القسرى والى المدينة زمن أبى جعفر، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدرامى يقول: سألت يحيى بن معين عن حسين بن عبدالله الذى روى عنه ابن إسحاق فقال: ضعيف. انتهى.

فهذا الرواي شديد الضعف.

وذكر الإمام مالك رحمه الله في الموطأ ـ كتاب الجنائز ـ ما جاء في دفن الميت

حديث: (546) أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد فقال ناس: يدفن عند المنبر , وقال آخرون يدفن في البقيع.

وهذا بلاغ بلا سند لم يتصل من وجه صحيح.

وروى البيهقي في الدلائل (7ـ261) وغيره من طريق محمد بن عمر الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: في البقيع فإنه كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل منهم عند منبره، وقال قائل منهم في مصلاه .... .

فهذه الرواية مرسلة وهي من من طريق الواقدي وهو متروك،وفيها غير ذلك.

وقد وردت روايات صحيحة متصلة بذكر قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيها ذكر للمسجد أو القبر، وهذه الروايات أصح وأثبت.

فتبين بهذا أن روايات ذكر المسجد أو المنبر شديدة الضعف لاتثبت، والله أعلم.

ومما يبين نكارة هذه الروايات مخالفتها للأحاديث الصحيحة.

وهذا بحث آخر رأيته لأحد الإخوة في الملتقى

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:46 ص]ـ

2. (الكلام على رواية ابن ماجه)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير