تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يشفع لحال الواقدي إسناده الآخر الذي ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «قال الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد قال: لما توفي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - اختلفوا في موضع قبره، قال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند قبره، وقال قائل، في مُصلاَّه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرًا وعلمًا، سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» (21).

وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي لم يدرك أبا بكر، وفيه الواقدي كما ترى.

وأمَّا طريق ابن هشام بن عروة فليس فيه ذكر لمحلِّ الشاهد.

هذا، والناظر في مجموع طرق الحديث يدرك أنَّ الطريق الأول وإن كان ضعيفًا من جهة الإرسال وليس فيه تهمة في صدق الراوي وديانته إلاَّ أنَّ الطرق الأخرى لا تخلو من ذلك , فإنَّ طريق عكرمة عن ابن عباس فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه أحمد وله أشياء منكرة، وقال النسائي: متروك، وتركه البخاري، وقال: يقال إنه متهم بالزندقة (22).

أمَّا الطريق الثالث ففيه إبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف له مناكير، وفيه الواقدي متروك الحديث، وكذا الطرق الأخرى.

وعليه، فلا يتقوى الحديث بكثرة طرقه مهما تعدَّدت؛ لأنها ناشئة من تهمة في صدق الرواة ودينهم، وإنما يرتقي ويتقوَّى بكثرة الطرق إذا كان ضعف رواته في مختلف الطرق ناشئًا من جهة سوء حفظهم كما نبَّه إليه أهلُ الحديث.

هذا، وعلى فرض صحة الأثر فإنَّ قول القائل: «ندفنه في مسجده» أو «عند المنبر» معارض بحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما نزل برسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» (23).

والمرادُ أنه لولا تحذير النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - ما صنعوا ولعن مَن يفعل ذلك لدفن خارج بيته، غير أنه خَشِي [أي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -] أن يُتخذ قبرُه مسجدًا على رواية الفتح، أمَّا «خُشِيَ» على رواية الضم فهي خشية واقعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا تعارضها روايةُ عائشة - رضي الله عنها -: «غير أني أخشى»؛ لأنَّ إخبار وقوع الخشية من فرد لا ينافي وقوعها في مجموع الأفراد.

- رواه مالك في «الموطأ»: (1/ 231).

2 - «موطأ مالك بشرح تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 229 - 231).

3 - «التمهيد» لابن عبد البر: (24/ 398 - 399).

4 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).

5 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 117).

6 - المصدر السابق نفسه: (11/ 250).

7 - المصدر السابق: (9/ 375)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 196).

8 - «سنن ابن ماجه» (1/ 520) (رقم: 1628).

9 - «مسند البزار» (1/ 70) (رقم: 18).

10 - «مسند أبي يعلى» (1/ 45، 46) (رقم: 22، 23).

11 - «دلائل النبوة» للبيهقي (7/ 260).

12 - «مسند أبي بكر» (66) (رقم: 26، 27).

13 - «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 663).

14 - «البداية والنهاية» لابن كثير (5/ 266).

15 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 537)، و «تهذيب التهذيب»: (2/ 341)، و «تقريب التهذيب» كلاهما لابن حجر: (1/ 176).

16 - «ضعيف سنن بن ماجه» للألباني (127 - 128).

17 - «تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 230).

18 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).

19 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 19)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 31).

20 - «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 231).

21 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (5/ 267).

22 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر (2/ 341 - 342).

23 - أخرجه البخاري (3/ 628) كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، ومسلم (1/ 239)، كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» رقم: (529).

الرد مأخوذ من رد د. محمد علي فركوس على أحد القبورية

ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:54 ص]ـ

انا اعجب من تكرار الاخ محمد رفيع لكلمة _ حسبي الله ونعم الوكيل _ ويمر عليها الاخوة الذين اساءوا الظن به دون ان يلقوا لها بالا او يكتبوا كلمة اعتذار

وانا وان كنت لم اشاهد الحلقات الا اننى الاحظ في كثير من المناظرات التي تعقد علي قنوات سنيه الاحظ عدم المحايده احيانا

ومن ذلك ما وقع فى مناظرة الشيخ العرور على قناة صفا لما قال الشيخ ان الكليني اورد احاديث تطعن في عرض النبي _صلى الله عليه وسلم_ ثم قال الضيف ردا عليه: ان البخاري اورد احاديث تطعن في النبي _صلى الله عليه وسلم _ وكلما اراد الضيف ان يذكر الاحاديث رفض الشيخ العرور حتى انه قال: اقطع الصوت ياولد

ثم سمحوا له في النهايه بايراد شبهاته فاذا هي شبه الريح لاشئ

فالانصاف يااخوان في صالحنا فانصفوا

واعتذر للاخ محمد بالنيابه عن جميع الاخوه وانا المح فيه الصدق ان شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير