تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا لا يقوم على حقائق، ومن المعلوم أن انحطاط الإنسان إلى الرعي والعري والجهل لا بد أن يكون مسبوقا بعصر الرقي والحضارة والعلم، فعصر الشرك قبله عصر توحيد ولا بد، وهكذا بقية مراحل الانحطاط، فهذه المجتمعات التي انحطت إلى الجهل كانت مسبوقة بمجتمعات حضارة، وهذا مشاهد حتى في الحياة اليوم.

3ـ كلام محمد غلاب غريب وعجيب لم يقل به إلا المتعصبون في بداية النظرية الدارونية حيث جعل تطور الآلات التي استعملها الإنسان هو الذي أدى إلى تطور البينة الخَلْقِية لدى الإنسان، فمثلا:

معرفة الإنسان للنار أدى إلى تطور الفك السفلي، ومعرفته لبعض الأدوات أدت إلى تطور الجمجمة، وهكذا!!

4ـ ينبغي أن نعلم:

أن هناك مشاكل وظروف بيئية خاصة أدت إلى وجود معركة بين الدارونية والقائلين بالخلق، ومن ذلك:

أن الدين النصراني قبل التحريف: يقر بآدم وما حدث له عليه السلام.

وبعد التحريف الذي قام به بولس: صار يعتقد بخطئية آدم، وأن المسيح صلب حتى يتحمل الخطايا عن بني آدم، ولهذا يرون أي شيء يمس بداية الخلق انتهاك لهذه العقيدة التي لا يكون النصراني نصرانيا حتى يعتقدها.

ولهذا كثير من العلماء الذين تحرروا من الكنيسة بقي عندهم التعصب للنظرية ولو كانت ضعيفة لأنه لا بديل عنها، فاتضح أنه شيء نفسي لا قناعة، وهذا هو الهوى والتعصب الذي حذرنا الله منه، فلم يستطيعوا أن يغيروا شيئا ألفوه.

5ـ في الحقيقة أن هناك في نظرية دارون حلقة مفقودة وهي:

مرحلة الانتقال من القرد إلى الإنسان، هذه الفجوة كانت مطعن لخصوم الدارونية.

فذهب عالمان في بلدة (بلتاداون) وهي من قرى بريطانيا، وعثرا على جمجة تعتبر بداية التحول من القرد إلى الإنسان، وسجلا هذا الاكتشاف وفرحوا به، وكان البعض تساوره الشكوك حتى مع هذا الاكتشاف، فلما تقدم العلم قليلا واكتشفت التحاليل أجري فحص على الجمجمة التي اكتشفت فوجدوا أنها جمجمة مزورة، فعرف ذلك (بكذبة بلتاداون)!! وهذا قبل مائة سنة.

6ـ قاعدة من القواعد الهامة:

الزمن يزيد الحق بيانا، ويزيد الباطل زهوقا، ولهذا كلما تقدم الزمن اكتشف العالم بطلان نظرية دارون.

7ـ أمران كان لهما دور في إبطال النظرية الداروينة:

الأول: من حيث الشكل

فقد اكتشفت قبور عمالقة في التاريخ، إما عن طريق المقابر أو عن طريق الثلوج، وهؤلاء العمالقة أشكال ضخمة جدا، فكيف يكون البشر بهذه الهيئة إذا قلنا بالنظرية الدارونية!!.

الثاني: من حيث المضمون وقد مضى بيان ذلك.

8ـ الحضارة واللغة أيضا لهما دور في إبطال النظريات الباطلة في نشأة الخلق والحضارة، فالإنسان يتميز:

باللغة والكتابة، وهاتان الميزتان لا يشارك الإنسان غيره فيهما، وهي تدل على أن الإنسان صاحب حضارة ورقي لأن اللغة تقوم على:

أ ـ المخالطة

ب ـ قابلية النطق والفكر والفهم، وهذا لا يمكن أن يكون الإنسان إنسانا إلا به.

وممن تبنى هذه المدرسة (نعوم تشومسكي).

والمخالفون يردون عليه بأنه يهودي يقر بالتوراة، وهو كذلك.

وكذلك هناك أشياء من مميزات البشر فمثلا:

- الأسرة: فالإنسان يكون أسرة بخلاف بقية الحيوانات.

- الدولة: فالإنسان يكون له دولة بخلاف غيره.

- الفن وممارسته: يعتبر من خصائص الإنسان.

- الشعور بالمعبود والحاجة له: من خصائص الإنسان.

- التطلع والتطور للأمام وتطوير الذات: فالقرود مهما تقدم الزمن نجد أنها لم تغير طريقة تسلقها الأشجار وطريقة أكلها ومأكولاتها، وكذلك الحيات وغيرها، بخلاف الإنسان في تطويره لذاته.

فإذا كان الإنسان ناطق ويعتبر بذلك مختلف عن الحيوانات فإذا كان كاتبا فهو أعقد من أي حيوان آخر من حيث المشاعر والأحاسيس والفطرة.

وهنا يقول أهل الإيمان أن الله رحيم ودود لطيف بعباده خلق خلقه وعلمهم ما لا يعلمون ومكنهم ويسر لهم الأمور لأجل أن يعبدوه ويتألهوا له ويحبوه.

9ـ منهج الدين المحرف في نشأة الحضارة:

يقوم على تعمد تجهيل الله للإنسان، وهذا هو الذي أدى إلى الصراع بين العلم والدين

(وقد قرأ الشيخ من الإنجيل) ثم قال:

نلاحظ أن الله تعمد تجهيل الإنسان ولا يريد تعليمه، بل لا يريد أن يعرف الخير والشر، بل أشد من ذلك أن الشيطان المتمثل في الحية عندهم هو الذي علم آدم الشجرة التي عرف من خلالها أنه كان عاريا، فصار الفضل للشيطان، وصار تحرر الإنسان على يد الشيطان.

فعرف الإنسان الخير عن طريق التمرد على الله، وهذا له ارتباط بالنظرية اليونانية المعروفة (برومي ثوس) الذي سرق النار حيث زعموا أن الإله لم يرد أن يعطي النار للإنسان لأنه يعلم أنه إذا عرف النار فقد تطور فكره وتطورت حياته، فقام برومي ثوس بسرقة النار فغضبت على الإلهة!!!.

ولهذا يعتبرون كل اكتشاف في الطبيعة قهر للطبيعة وليس منّة من الله ومنحة ربانية وفضل من الله هدى الله الإنسان إليه بفضله سبحانه وتعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير