4ـ حادثة قدوم ملكة سبأ على سليمان مما يدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن وحي وبيان ذلك من خلال:
أن أتباع سليمان عليه السلام ينسبون له ما لا يليق، فلو قال إنسان ما يقوله أعداؤه في صاحبهم لم يكن ظالما، فجاء القرآن ورفع نبيهم وبين نبوته وعظمة جنوه ودعوته إلى التوحيد مما يدل على أن القرآن وحي من الله.
5ـ حتى ملك سليمان عليه السلام كان أوسع مما ذكروا، فقد ذكروا أنه من الفرات إلى سيناء، والظاهر في القرآن أنه أوسع من ذلك حيث شمل الجزيرة العرب.
وهنا ننبه إلى خطأ القوميين العرب:
الذين نفوا أن يصل ملكه للجزيرة خوفا من أن يقال إن اليهود وصولها، ونحن نقول ما كان إبراهيم وسليمان وأنبياء الله يهودا ولا نصارى، والأرض أرض الله والملك ملك الله، والله يورث أنبياءه ما يشاء من أرضه.
6ـ نسب لسليمان نشيد الإنشاد: وهو من أفحش الكلام فيه الغزل المكشوف كما في كتاب (الحب في التوراة) بينما في القرآن فيه من الألفاظ الراقية والسمو في ذكر قصة يوسف عليه السلام وذكر الحيض وغير ذلك.
ونجد شراح الكتب بعضهم يبرر ذلك كما يلي:
أ ـ يقولون: إن هذا العشق الشهواني هو رمز للعلاقة بين الله والكنيسة، كما في الأشعار التي يرددها الصوفية وغير ذلك.
ب ـ وبعضهم قال: إن هذا من عظمة الكتاب المقدس الذي يذكر سلبيان الأنبياء كما يذكر صلاحهم وزهدهم.
7ـ من أعظم الإشكاليات التي وردت في قصة سليمان عندهم هو ما جاء في قصة موته انطلاقا من نظرته للنساء وعشقه لهن، حيث يصرحون أنه في الفترة الأخيرة بدأ تعدد الزوجات ثم أحب الأجنبيات ومن جملتهن بنات الملوك كملك عمون وصيدا وغيرها، فكان يملك 700 امرأة و300 أمة، فأملن قلبه إلى الآلهة حتى بنى في بيته أصناما لهن فغضب الرب عليه وهدده بتمزيق ملكه.
وهنا يجب أن نقرر قاعدة:
القضايا إن كانت من القطعيات فإننا لا ننظر على الروايات الكتابية ولا غير الكتابية، مثل القضايا التي تتعلق بعصمة الأنبياء عليهم السلام.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:15 ص]ـ
واصل أبا عمر بارك الله فيك
وأتمنى أن تسمع للتسجيل حتى لا يفوتك شيء
وقد قام بعض الإخوة في منتدى (فرسان السنة) بتسجيل الحلقات لكل يوم وإليكم الرابط:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=128096
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:11 ص]ـ
الدرس الثامن عشر 18/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن أبرز النبوءات التي تحدث عنها الأنبياء عليهم لسلام
1ـ الخبر العظيم والحدث الذي هز الأرض هو نزول القرآن وبعثة محمد عليه السلام بشيرا ونذيرا إلى جميع العالمين حتى أهل الكتاب منهم، والأنس والجن.
2ـ المذاهب الثلاثة في النظرة إلى وجود مخلص سوف يأتي للبشرية:
المذهب المادي العلماني:
في الجملة هو يرفض مثل هذه الأمور والأخبار ويعتبرها تعويض نفسي للشعوب المضطهدة ليخرجوا من ضيق الواقع إلى رحابة الأمل.
مذهب الوحي المحرف:
كانت الفكرة واضحة عند بني إسرائيل حتى دائرة المعارف تعترف بوجود شخص مخلص سوف يأتي منقذا للبشرية، لكن حرف ما بعد ذلك بأن قالوا:
مخلص لبني إسرائيل فضيقوا ما وسع الله فكأن الدين قومي وقبلي.
العجيب حتى عند شعوب الصين والهند والشعوب الإيرانية المجوسية تؤمن بهذه الفكرة حتى عند الشعوب التي لم تضطهد ولعل هذا من بقايا علم موروث.
3ـ هذا المخلص تؤمن الأديان أنه رجل حقيقي ويقيم مملكة الله في أرضه، ويقيم مملكة حقيقية على الأرض، ويقيم العدل في كل شيء، وهذا يدل على أن له شريعة.
4ـ من أشهر أنبياء بني إسرائيل (أشياع):
فكان في مرحلة اضطهد فيها وأتباعه فكان يعزي أصحابه بأن نبياً سوف يخلص أصحابه، وسوف يكون مسيح (بالسين) ومشيح (بالشين) وبينهما فرق.
فالمشيح أو المسيه هو الملك الذي سوف يحكم، والمشيح (بالشين) هو الذي يكون بين يديه، ولهذا في الإنجيل قالوا للمسيح: أأنت المسيه.
ولهذا كانت التهمة التي اتهموها به عند الرومان - وكانوا يتقربون لهم – أنه الملك الذي سوف يحكم ويزيل مملكتهم، وذلك تحريضا لهم على قتله عليه السلام.
فالتبس عليهم المسيح بالمشيح أو المسيه، وكذلك هناك شخصية ثالثة وهو ابن الإنسان.
فأنكر النصارى كل ذلك، وأنكروا نبوة محمد عليه السلام، وعلى هذا يأتي إشكال إذن لماذا لم يخلص عيسى البشرية ولماذا لم يحكم ويقم مملكة الله في أرضه؟
فكان النصارى يجيبون على ذلك بأن أولوا وحرفوا الأخبار فقالوا:
المراد تخليص روحي للبشرية من الخطيئة الأصلية، والمراد يقيم مملكة الله في قلوب عباده فهي مملكة روحية لا حقيقية، فعلى هذا:
الاضطهاد روحي، والخلاص روحي، والمملكة روحية.
5ـ في الأخبار أن النبي الذي يملك سوف يقيم مدينة الله، فأين هي؟ وما المقصود بها؟
المنهج المادي: يرفض ذلك في الجملة.
المنهج المحرف:
أما اليهود:
حرفوا كل ما يتعلق بمدينة الله إلى أنها أروشليم أو القدس، أو جبل بيت صهيون.
والنصارى:
طائفة منهم أقروا بما أقر به اليهود.
وطائفة رفضوا ذلك وقالوا هي رمزية، وهي مدينة في السماء تكون حين ينزل عيسى ’خر الزمن، وتكون في الأرض الجديدة وفي السماء الجديدة.
والغريب أنهم يذكرون من صفتها أنها كذا وكذا وهيئتها ويذكرون تعظيمها والذبح عندها، ومع ذلك يقولون إنها رمزية.
مع أن الصفات التي ذكروها تنطبق على مكة هذه البلدة العظيمة التي حرمها الله وهي حقيقية فلم التأويل؟ فهم يقولون لما لم تكن هي بيت المقدس إذن هي في السماء، فيقال لهم: لم لا تكون هي مكة، وتبقى الأخبار التي وردت فيها على حقيقتها دون تأويل أو تحريف؟!.
6ـ صاحب كتاب (دم إبراهيم) كاتر يقول: نحن جميعا – أي نحن وهم - من دم إبراهيم، ونحن نقول: نحن جميعا يجب أن نكون على عقيدة إبراهيم عليه السلام.
¥