إذ لو اخطأوا في طريقة الاستدلال لعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على صرف اللفظ عن ما سميته أنت (بظاهر الآية) بغير وجه حق، إلى ما ليس بظاهر لها.
فكم مرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه:
أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم.
فلو صرفوا معنى الكلام عن غير (ظاهره!) الذي زعمته لكان لهم نصيب من النصح النبوي بسبب هذا الفعل.
لكن طريقتهم هاهنا أن العرب إذا كانت النكرة عندهم في سياق النفي فإنها تعم.
وهي قاعدة مشهورة.
و (الظلم) هاهنا نكرة في سياق النفي، فأخذوا بعموم لفظ الظلم بسبب ما عهدوه من لسانهم.
إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم أن القاعدة في هذا الموطن لا تطرد، فجعل الظلم هاهنا بمعنى الشرك فقط، مع أنه جاء نكرة في سياق النفي.
فحتى السياق الذي زعمته لا يسعف في فهم أن الظلم فيها هو الشرك وحده دون المعاصي التي ليست بكفر.
فتأمل هذا الكلام بارك الله فيك.
وأرجو أن تتأمل بقية الأمثلة التي ذكرتها في المشاركات السابقة، واحذف من قاموسك ثنائية الحقيقة و المجاز، فإنها توهم أن ليس في القرآن حقيقة فلذلك يرفض العقل هذا بشدة خوفا من الكفر، وليس هذا مثل قولك: إجراء معنى الكلام على غيره ظاهر أحيانا.
وانظر إلى أفعال الصحابة وأمهات المومنين.
فهل أتوا ببدع من القول حينما أجروا معنى بعض الكلام على غير ظاهر.
هل أتوا ببدع لم يكن في لسانهم؟
هل قول التابعين في أحد قولي التفسير:
حمالة الحطب
إنها تمشي بين الناس بالنميمة.
بغض النظر عن الخطأ و الصواب في التفسير،هل تجرأوا و افتروا على لسان العرب و أتوا بشيء لم تعرفه العرب العرباء و لا عرفه الشعراء في أشعارهم؟! فصرفوا معنى الكلام عن غير ظاهره بغير وجه حق؟!
اللهم لا.
ولي عودة إن شاء الله للإجابة عن تلك الأسئلة التي يوردها النفاة لجريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ.
بارك الله فيكم.
وأسعدتني مشاركتك أخي أبا البراء القصيمي
بارك الله فيك.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:44 ص]ـ
الحمد لله
وبعد
لما قال المثبتون بالاستعمال الأول للألفاظ و أصل الوضع، أي أن لها أصلا، ثم
صار الناس ينقلونها إلى غير هذا الأصل وجعلوا القرينة دلالة على المعنى المراد
، أنكر النفاة هذا وزعموه تخرصا ورجما بالغيب، إذ كيف يقطع إنسان بأن
أصل هذا اللفظ في بداية نشأته هو كذا أوكذا؟!
فأدى هذا الأمر بالنفاة إلى إنكار أن تدل الكلمة بنفسها على نفسها دونما
حاجة لقرينة أو سياق معين على فهم المراد.
ولا شك ولا ريب أن إنكارهم أن يكون في لغة العرب لفظ يدل بنفسه على
نفسه دون أن يدل عليه السياق أو القرينة! لا شك في كون هذا القول مخالفا
للحق المبين.
فإن هذا زعم يرفضه العقل بديهة و يأباه.
وإبطال هذا القول من وجوه:
منها: ما تقدم من قوله تعالى:
((وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))
يذكر المفسرون من السلف أن الله تعالى علم آدم أسماء الأشياء كلها.
ففي مختصر تفسير ابن كثير، الذي التزم فيه الإمام المحدث أحمد شاكر رحمه الله
أصح الأحاديث و الآثار و أقواها إسنادا وأوضحها لفظا كما قال في
مقدمته .... قال ابن عباس:هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان
ودابة وسماء و أرض وسهل و بحر وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم، وقال
مجاهد نحو ذلك، وكذلك روي عن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم من
السلف: أنه علمه أسماء كل شيء.
وذكر حديثا عند البخاري في اجتماع المومنين يوم القيامة وقولهم لآدم
(أنت أبو الناس و .... و .... وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا ... )
قال رحمه الله: (فدلَّ هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات، ولهذا قال:
((ثم عرضهم على الملائكة)): يعني: المسميات)
إلى أن قال رحمه الله:
(وقوله تعالى: ((قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم)) قال
مجاهد: اسم الحمامة و الغراب واسم كل شيء، وروي عن سعيد بن جبير
¥