تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثبوتي؛ لا يوجد. فهذه الصفات المطلقات عن جميع القيود ينبغي معرفتها لمن ينظر في هذه العلوم. فإنه بسبب ظن وجودها ضل طوائف في العقليات والسمعيات.

جزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا كثيرا.

ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:41 م]ـ

الحمد لله.

أخي الكريم

لا أريد أن أباحثك في كل ما تقوله لأن الحوار يصير

حينئذ كحوار الصم.

فلنأخذ جزئية واحدة ثم أجبني عليها

قولك:

فقوله تعالى: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه}

يدل لفظ (الغراب) بهذا الإيراد وهذا التركيب وهذا السياق على "غراب واحد معين موجود حي".

وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق، لا هو معلوم كونه موجودا أو معدوما، ولا كونه واحدا أو كثيرا، ولا كونه معينا أو غير معين، ولا كونه حيا أو ميتا، ولا صغيرا أو كبيرا، ولا ولا إلخ.

ما معنى قولك:

وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق

ما معنى غراب مطلق؟

هل تقصد أن لفظة (غراب) خارج التركيب،

ومجردا من السياق تدل على الحيوان المعروف؟

أنا أقول بهذا، وظهر لي أنك تقول به الآن.

فهذا ما أفهمه من ظاهر كلامك، فأرجو أن تصحح لي.

أم أنه لا يدل عندك على الحيوان المعروف.

وبين لي في هذه الآية ما هو المعنى الزائد في

ماهية حنس الغراب الذي زاده التركيب في الآية

بحيث لا يدل عليه لفظ غراب خارج التركيب و

القرينة و السياق.

ولست أتحدث عن الكثرة والحياة و الموت و الصغر

و الكبر، وهذه الأمور التي تكثرت بها، فلا علاقة

لها بماهية الغراب، إذ لا تزيد و لا تنقص.

فالغراب غراب حيا كان أو ميتا أو صغيرا أو كبيرا

الخ ...

أنا أتحدث عن (ماهية جنس الغراب) الذي زادته

الآية عن معنى (غراب) مجردا.

ودعنا في هذه الجزئية حتى لا تتشتت الافكار

وأشغلك و تشغلني بطول الرد.

بارك الله فيك.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:42 م]ـ

أخي أبا إلياس. . . أحسن الله إليك؛

التفريق بين (الماهية) و (الزائد على الماهية). . هذا أمر فيه من اللبس والاشتباه ما هو معروف لمن باشر نقد منطق اليونان وفلسفاتها. فلا أجيبك لهذا الآن، فإنك أصلا لم توف بما كان يجب عليك بيانه أولا من التعريف بما أسميته (الظاهر) و (غير الظاهر) أو (المتبادر) و (غير المتبادر)، مع أن الحوار لا يدور إلا على هذا التقسيم بهذه المصطلحات.

فتفضل أنت بتحديد مرادك من هذه المصطلحات قبل دعوى التقسيم، فليس النقاش إلا فيها.

ولك بعد ذلك أن تناقشني في أي قضية من قضايا هذا الموضوع مما يتعلق بكلامي ومذهبي. وأنا أجيبك بإذن الله وعونه.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:04 م]ـ

ثم هناك أمر هام يجب التنبه إليه؛

وهو أن مبحث (الدلالات) غير مبحث (الظهور والتبادر)؛

فقد يدل لفظ اللافظ على معنى لا يظهر للمخاطب، وقد يظهر للمخاطب ويتبادر إلى ذهنه خلاف ما دل عليه اللفظ وقصد به الكلام.

ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:58 ص]ـ

الحمد لله

وبعد،

أخي الكريم، لب المسألة هو ما سألتك عنه حينما قلت في كلامك ما يلي:

فقوله تعالى: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه}

يدل لفظ (الغراب) بهذا الإيراد وهذا التركيب وهذا السياق على "غراب واحد معين موجود حي".

وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق،

لا هو معلوم كونه موجودا أو معدوما، ولا كونه واحدا أو كثيرا،

ولا كونه معينا أو غير معين، ولا كونه حيا أو ميتا، ولا صغيرا أو كبيرا، ولا ولا إلخ.

.

فسألتك عن معنى قولك غراب مطلق؟

ولقد استرسلتَ في الكلام حتى بلغت هذه النقطة فلم تجد ما تقوله.

لأنك بين أمرين إما أن تقول (الغراب المطلق) هو الطائر المعروف، فتكون قد خرجت عن

مذهبك.

أو تقول: مالدليل على أن الغراب في الآية هو الغراب الحيوان، فيتهمك الناس في عقلك؟

فأخبرني:

ما هذا الشيء الذي أسميته بغراب مطلق؟

وقلت لك: إن كل هذه الأوصاف التي تكثرت بها لا تزيد شيئا ألأبتة إلا إذا كنت تكابر.

فلا تزيد الكثرة في ماهية الغراب شيئا.

ولا تزيد الحياة ولا الموت في ماهية الغراب شيئا.

ولا كون الغراب صغيرا.

ولا كونه كبيرا.

فإنه يبقى دائما وأبدا غرابا.

كما أن الانسان انسان

صغيرا كان أم كبيرا

ذكرا كان أم أنثى

وحيدا كان أم مجتمعا.

أما منطق الفلاسفة واليونان والوثنيين فلا أدري مالذي يقحمه هاهنا فإنك يبدو على اطلاع عليه فلربما تكون أنت من أصيب من ذلك بشيء، فدعنا من الاتهامات الساذجة فأقل الناس يحسن هذا ولا يخفى عليه جوابه، والشيطان يعين في مثل هذا.

أخي الكريم:

عندي لك أمر يكون رشدا لي ولك.

لو ظهر لك أننا على طرفي نقيض، فبارك الله فيك اترك لي هذه الصفحة التي بدأت فيها، لأن الحوار بيننا لن تكون فيه فائدة.

ويمكنك أن تكتب موضوعك في مكان آخر دون أن تقطع علي أفكاري بارك الله فيك، فإن هذا

أدنى لدوام المودة، فالمراء قبيح، وفيه اضاعة للأوقات و الحسنات.

هذا رأيي فأرجو الله أن يشرح صدرك له.

ودعني أستمر في موضوعي فإنه لن يضرك في شيء أن تكتب موضوعا مستقلا ينتفع بك من الاخوة.

والسلام عليكم ورحمة الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير