تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أُمِرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبْلِيغِهَا لَبَلَّغَهَا، وَلَوْ بَلَّغَهَا لَحُفِظَتْ، وَلَوْ حُفِظَتْ ما ضَرَّهَا مَوْتُهُ كما لم يَضُرَّ مَوْتُهُ عليه السلام كُلَّ ما بَلَّغَ فَقَطْ من الْقُرْآنِ، وَإِنْ كان عليه السلام لم يُبَلِّغْ، أو بَلَّغَهُ فَأُنْسِيه هو وَالنَّاسُ، أو لم يَنْسَوْهُ لَكِنْ لم يَأْمُرْ عليه السلام أَنْ يُكْتَبَ في الْقُرْآنِ؛ فَهُوَ مَنْسُوخٌ بِيَقِينٍ من عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى لاَ يَحِلُّ أَنْ يُضَافَ إلَى الْقُرْآنِ " (المحلى 11/ 236). وقال ابن حزم أيضا:

" وقد غلط قوم غلطا شديدا وأتوا بأخبار ولدها الكاذبون والملحدون منها أن الداجن أكل صحيفة فيها آية متلوة فذهب البتة ومنها أن قرآنا أخذه عثمان بشهادة رجلين وشهادة واحدة، ومنها أن قراءات كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقطها عثمان وجمع الناس على قراءة واحدة.

قال أبو محمد: وهذا كله ضلال نعوذ بالله منه ومن اعتقاده. وأما الذي لا يحل اعتقاد سواه فهو قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، فمن شك في هذا كفر، ولقد أساء الثناء على أمهات المؤمنين، ووصفهن بتضييع ما يتلى في بيوتهن، حتى تأكله الشاة فيتلف مع أن هذا كذب ظاهر، ومحال ممتنع لأن الذي أكل الداجن لا يخلو من أحد وجهين: إما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظا له، أو كان قد أنسيه، فإن كان في حفظه فسواء أكل الداجن الصحيفة أو تركها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنسيه فسواء أكله الداجن أو تركه، قد رفع من القرآن فلا يحل إثباته فيه كما قال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى}، فنص تعالى على أنه لا ينسى أصلا شيئا من القرآن إلا ما أراد تعالى رفعه بإنسائه، فصح أن حديث الداجن إفك وكذب وفرية، ولعن الله من جوز هذا أو صدق به، بل كل ما رفعه الله تعالى من القرآن فإنما رفعه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قاصدا إلى رفعه ناهيا عن تلاوته إن كان غير منسي أو ممحوا من الصدور كلها، ولا سبيل إلى كون شيء من ذلك بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجيز هذا مسلم؛ لأنه تكذيب لقوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولكان ذلك أيضا تكذيبا لقوله تعالى {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} ولكان ما يرفع منه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرما في الدين ونقصا منه وإبطالا للكمال المضمون، ولكان ذلك مبطلا لهذه الفضيلة التي خصصنا بها، والفضائل لا تنسخ، والحمد لله رب العالمين " (الإحكام لابن حزم 4/ 480).

وقال الإمام ابن تيمية: " وكان نزول الآية على عدة من هذه الحروف أمرا معتادا، ثم إن الله نسخ بعض تلك الحروف لما كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل رمضان، وكانت العرضة الأخيرة في حرف زيد بن ثابت الذي يقرأ الناس به اليوم، وهو الذي جمع عثمان والصحابة رضي الله عنهم أجمعين عليه الناس" (الصارم المسلول 2/ 244).

حكم اللحيدي على كلمات في القرآن بأنها محرفة ويجب تصحيحها

وادعاؤه بأنه سيطهر القرآن من التحريف

لم يكتف اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بالتصريح بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى، وإنما باشر بنفسه تصحيح مازعم أنه محرف في كتاب الله عزوجل، ولم يقتصر فعله على ما يتعلق بأدلة مهديته وتحديثه، وإنما جاوز ذلك إلى آيات لاعلاقة لها بموضوعه. وفيما يلي أمثلة لذلك.

المثال الأول على تحريف اللحيدي لألفاظ القرآن

قال اللحيدي الدجال عدو الله ورسوله في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: فلا أقسم بمواقع التخوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) (ص 14 من المستندات):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير