تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" نعم هكذا اقرأوها ولا تبالوا يا أتباع المهدي، فالمهدي عليه الصلاة والسلام في هذا كفيلكم. دعكم من تنقيطات من لم يكن يعلم. دعونا من بعض إجماعاتهم الزائفة. وأيضا من تحريفاتهم الشيطانية البغيضة "

ثم قال اللحيدي عدو الله وكتابه ورسوله:

" ما شأن تورية النار والشجر بالنجوم في السماء، هذا مما فكره أعرابي سرح ذهنه مع السياق بعد أن أوقد النار بأعواد شجرة، ثم تفكر بالنجوم ورأى في ذلك السياق المناسب ".

فهو يستهزئ بكلام الله عز وجل، ويدعي أنه كلام بدوي سارح الذهن. ولو لم يصدر عن اللحيدي سوى هذه الكلمة لكفت في إثبات كفره وزندقته، وردته إن كان في الأصل مسلما؛ فقد قال الله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} (التوبة:65،66).

ثم ذكر اللحيدي الدجال أخزاه الله أن ما في المصحف {بمواقع النجوم} هذيان، ونسبته لكلام الله تخرص وكذب. وقد علل اللحيدي تخطئته للفظ الآية بأن ابن مسعود رضي الله عنه قرأها (بموقع النجوم) قال اللحيدي: " ولا نحسب على مفهومكم إلا أنه تحقق تناقض هنا، فكلمة موقع بالإفراد هنا لاتوافق جمع كلمة النجوم، لكن موافقته محققة لمعنى التخوم، لأنه يصح أن يكون الحد أو العلامات ولو على الجمع بموقع واحد، أما موقع على سبيل الفرد يعم النجوم وهي بالجمع فهذا أعتقد أنه هذيان ونسبته لكلام الله تعالى تخرص وكذب".

وقد فضح اللحيدي بهذا الكلام نفسه، وأبان عن جهله، وأعلن عن غبائه وحمقه، فهو يرى أن إضافة (موقع) المفرد إلى (النجوم) الجمع خطأ، لأن النجوم لها مواقع لا موقع. ويظهر أن اللحيدي على هذه القاعدة اللحيدية سيغير كثيرا من آيات القرآن.

ففي قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: نِعَمَ الله، لأن (نعمة) مفرد، وإنما يُعَدُّ الجمع.

وفي قوله تعالى: {ثم نخرجكم طفلا} (الحج:5) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: ثم نخرجكم أطفالا، فهم جمع وليسوا واحدا.

وفي قوله تعالى {واجعلنا للمتقين إماما} (الفرقان:74) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: واجعلنا للمتقين أئمة، فهم جمع وليسوا واحدا.

وفي قوله تعالى: {إن هؤلاء ضيفي} (الحجر:68) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: إن هؤلاء ضيوفي أو أضيافي، فهم جمع وليسوا واحدا.

وفي قوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} (النور:31) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: أو الأطفال، فهم جمع وليسوا واحدا.

وإنما قال اللحيدي ما قال؛ لأنه جاهل بقواعد العربية وأساليبها كما لايخفى على من يقرأ كتاباته، ولو كان عنده أدنى اطلاع على قواعد اللغة العربية وأساليبها التي نزل بها القرآن لعلم أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في قوله تعالى: {ثم يخرجكم طفلا}، ومع تعريفه بالألف واللام كما في قوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}، ومع تعريفه بالإضافة كما في قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} (النور:61) أي أصدقائكم، وقوله {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (النور:63) أي أوامره، وقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} أَي نعم الله، وقوله {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي} أي: أضيافي، وقراءة ابن مسعود (بموقع النجوم) أي مواقع النجوم.

ولم يبق إلا أن أذكر أبياتا تليق بحال اللحيدي:

وبعض الداء ملتمسٌ شفاه ... وداءُ الحمقِ ليس له شفاءُ

لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها

المثال الثاني على تحريف اللحيدي لألفاظ القرآن

قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: وإن كان أصحاب الأيلة لظالمين. فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين) (ص 16 من المستندات):

"نعم وهذه اقرأوها على هذا الوجه، فقد تصحفت عليه اللام إلى كاف، ولا معنى لهذا، ولا أصل له في لغة العرب موثوق، بل توهموا في تفسيره توهما، وقالوا به قسرا على غير المراد بكتاب الله تعالى، فأبعدوا النجعة ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير