وأنا أدعو اللحيدي وأتباعه إلى أن يتوبوا إلى الله من هذا الكفر البواح، والإلحاد الصراح، والجريمة العظمى بتحريف القرآن، ومسخ الدين، وتبديل الشريعة، وهيهات هيهات لما يمكرون، فالله تعالى حافظٌ كتابه، وناصرٌ دينه، ولن يضر اللحيدي وأتباعه إلا أنفسهم بسخط الله عليهم في الدنيا والآخرة، فمنهم من مرت عليه السنون الطويلة الكثيرة، وهو في سجن انفرادي تصاحبه شياطينه التي استحوذت عليه، تزين له باطله وتصور له أنه على الحق، فلا يزداد إلا عتوا ونفورا كما قال تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف:30). وكما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} (الزخرف:36 - 39).
وكما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} (الغاشية: 2 - 4) قال ابن كثير: أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية (تفسير ابن كثير 4/ 610).
وروى عبد الرزاق (في تفسيره 3/ 368) عن جعفر بن سليمان قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب براهب فوقف، فنودي الراهب، فقيل له: هذا أمير المؤمنين، قال: فاطلع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكن رحمته ذكرت قول الله: {عاملة ناصبة تصلى نارا حامية} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار.
وهكذا حال أولئك اللحيدية، لو مات أحدهم أو قتل على تلك العقيدة اللحيدية لانتقل من عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة ليخلد فيه، فهل هناك أكبر من هذا الخسران؟! وهل هناك أشد من هذا الخذلان؟! ووالله الذي لا إله إلا هو إن المسلم الذي يموت، وقد أسرف على نفسه في الزنا وشرب الخمر وغيرها من الكبائر لهو خيرٌ حالا ومآلا من اللحيدي وأتباعه، فذلك المسلم الفاسق قد يعفو الله عنه، وقد يعذبه، ثم يكون سبيله إلى الجنة، وأما اللحيدية فالذي يموت منهم على هذه العقيدة الكفرية فلا أمل له في النجاة، حرم نفسه من متع الدنيا، وسيحرم متع الآخرة، ولا سبيل له إلى الجنة.فليتوبوا إلى ربهم، وليراجعوا أنفسهم ليتبين لهم الحق الذي عميت أبصارهم عن رؤيته مع وضوحه.
أرجو أن أكون قد أخلصت نصيحتي، وأديت واجبي، وأبرأت ذمتي. و {لله الأمر من قبل ومن بعد}، {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيرا من الناس لفاسقون}، {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم}، {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}، {فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى}، {فإن آمنوا بمثل ماآمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
والله المستعان
وهو حسبنا ونعم الوكيل
ولاحول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم
وكتبه حامدا ومصليا ومسلما
د/ بسام بن عبدالله بن صالح الغانم العطاوي
أستاذ السنة وعلومها
ورئيس قسم الدراسات الإسلامية
في جامعة الدمام
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:39 م]ـ
لماذا لا يحال إلى النيابة؟!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 09 - 09, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك شيخنا الفاضل
والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 09 - 09, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وفضح الله هذا الخبيث
ـ[العويشز]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:40 م]ـ
أسأل الله أن يجزي فضيلة الشيخ د. بسام الغانم خير الجزاء على هذه الجهود العلمية المميزة
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:43 م]ـ
بارك الله بك شيخنا المفضال على هذا البحث المستفيض عن هذا الكلب الدجال, الذي في هذا الزمان خاصة يجد له زبائن والعياذ بالله .................
ولكن السؤال الكبير هو لماذا يترك له الحبل هكذا من قبل الدولة؟؟؟؟؟
ألحقيقة أن كثيرا من الحكومات تروق لهم مثل هذه الخزعبلات ويرو ن أن فيهم سببا لإضعاف أهل الإسلام خصوصا من حيث القدح في علماء العصر رحمة الله عليهم وحفظ الله الأحياء منهم .....
والله متم نوره تبارك وتعالى .................
¥