لم أكن أحبُّ لك أن تقترفَ عُجْمةً علميَّةً في هذا الموطن، وأنتَ عندي ذو عقلٍ وافرٍ، وفطنةٍ بائنة.
فتطالب بمثلِ النصوصِ التي تلي كلامي هذا ..
أخي خليل - هداك الله السبيل -:
وإن أردت التفصيل فأنت مطالب بـ:
1 - نقل حروف الطلمنكي في أن السلف: " أجمعوا على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة " (!!)
2 - نقل حروف السجزي في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا ... " (!!)
3 - نقل حروف ابن تيمية في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
4 - نقل حروف ابن القيم في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
فإن السلف إذا اتفقوا على إثباتٍ لفظٍ = اتفقوا قطعاً على عدمِ استنكاره، وهذا لا يحتاجُ لحُجَّةٍ أصلاً .. فكيف يتفقون على إثباتِ لفظٍ، ثم نقول: لا نعلم؛ هل أجمعوا على عدم استنكاره أو لا .. ؟!!
ثم إن قولي:
الأول: أنّ الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة، كما نقله: السجزي، والطلمنكي، وشيخ الإسلام، وابن القيّم في آخرين.
أقصدُ أنهم نقلوا الاتفاقَ على أنه (بذاتِهِ)، ولم أردْ أنهم قالوا بالحرفِ: (لم يستنكر أحدٌ من السلف هذه اللفظة ... ) وعدمُ استنكارهم إجماعٌ ضمنيٌّ لإجماعهم على إثبات اللفظ.
وللتذكير - فقط - فإن البحث هنا في إلإجماع على إثبات هذه اللفظة: " استوى على العرش (بذاته) " التي سأل عنها السائل، لا في إجماع السلف على إثبات معناها ..
فهما مقامان مختلفان ..
وبحثان مستقلان ..
ولا أظنك غافلاً عن هذا.
والله المستعان (!!)
قد عُلِمَ - رعاك الله - أن المقصودَ اللفظةُ عينُها، وما ذكرناه من نقولٍ هو للفظةِ لا للمعنى.
الشيخ المفيد أبا فهر السلفي - زادك الله علماً -:
ما نقلته زادني وثوقاً بما ظننته من مدخل أو سبب (غلط) الأخ خليل!
لكنني لن (أحسم) و (أجزم) إلا بعد أن يتفضل بتتميم ما بدأناه
.
بيِّن الغلطَ أبا الحسنات = أكنْ لك شاكراً.
ولو فهمتَ كلامي جيِّداً؛ لعلمتَ المراد.
* فاتفاقهم لإثبات اللفظ الذي نقله السجزي هو قوله في (الردِّ ص 125):
(وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش).
* ونقل عنه شيخ الإسلام (المراكشية ص 75)؛ فقال: (ذَكَرَ أَبُو نَصْرٍ السجزي الْحَافِظُ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " لَهُ. قَالَ: وَأَئِمَّتُنَا كَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَابْنِ عُيَيْنَة وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ؛ وَأَنَّ عِلْمَهُ بِكُلِّ مَكَانٍ).
* وقال أبو عمر الطلمنكي في (الوصول [مفقود]): (إنَّ أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه). المراكشية (75)
* وأما شيخ الإسلام؛ فكلامه أشهر من أن يُنقلَ في ذلك؛ تأصيلاً، وتقريراً، ونقلاً، وردّاً على المخالفين، ومنها قوله عن علماء المالكية المتقدمين في المراكشية (ص 64): ( ... حتى إن علماءَهم حكوا إجماعَ أهل السنَّة والجماعةِ على أنَّ الله بذاته فوقَ عرشهِ)
* وقال ابن القيّم - كما في مختصر الصواعق (2/ 134) -: (الوجه الرابع عشر: أن الجهمية لما قالوا عن الاستواء مجازٌ = صرَّحَ أهل السنَّةِ بأنه مستوٍ بذاته على عرشهِ .... ).
هذا ما طلبتَ أخي الفاضل أبا الحسنات ..
أتراهم بعد ذلك ينقلونَ الاتفاقَ؛ ثم يستنكرون ما اتفقوا عليه؟!
محالٌ .. !
وأشكركَ آخراً على أدبكَ، وحسن حوارك.
محبُّك / خليل.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 09:33 م]ـ
يا اخوتاه. السائل لا ينكر الاتفاق على جواز تقييد الاستواء بلفظة "الذات" متى دعت الى ذلك حاجة،ولكنه يسأل عن أول من صرح بهده اللفظة،فالذي ينبغي ان يكون جوابا هو ان يقال:
إن السلف كانوا يطلقون القول في اثبات العلو لله عزوجل ولا يقيدونه،فلما حدثت بدعة التجهم بما فيها من نفي العلو والفوقية اضطر "بعض" السلف الى توكيد" المعنى" الصحيح الذي كانوا يعتقدونه فذكروا هذه اللفظة مناقضة لنفاة العلو ليس الا.وشيخ الاسلام نفسه يذكر أن "بعض السلف " قد عاب اطلاق هذه اللفظة وانكرها خوفا من أن تقع العامة في التجسيم الذي هو شر من التعطيل.والذي ينبغي أن يجزم به هو أن الائمة الاربعة والسفيانين والاوزاعي و الحمادين وابن المبارك وكذا من هو فوقهم لم تجر هذه اللفظة في وصف الاستواء على السنتهم، ومن نسب اليهم شيئا من ذلك فإنما أراد المعنى لا المبنى.
والقول العدل في هذه المسألة ــ وهو الذي عليه المحققون ـ هو ان يطلق القول باثبات الاستواء على الوجه الذي فهمه السلف من ان الله مستو على عرشه عال عليه مباين لخلقه ـ والعرش بعض خلقه ـ نؤمن بذلك ولا نكيفه كما اننا لا نعطله.فإذا جادل في ذلك مجادل وعاند معاند كان لنا ان نؤكد هذا المعنى بذكر لفظ الذات مع حرصنا على نفي كل توهم لمعنى الجسمية من الاذهان والله المستعان.
¥