- تقوية النصارى وتمكينهم من السيطرة على المسلمين, وتمكين النصرانية من الظهور, حيث أنهم إذا قطعوا العرب عن صلة الأخوة الإسلامية, وروجوا لهم فكرة القومية العربية؛ فإن النصارى من العرب, والمسلمين من العرب, يتساوون في العروبة, وإذا اتفقوا على القومية على أساسها فإنه لا يبقى فارق بينهم في الحقوق والامتيازات, بل إن النصارى يمتازون بقوة دولهم المنتصرة الأوربية على دولة الخلافة العثمانية, وهذا هو الذي استقرّ في نفوسهم كامناً وقصدوا إليه.
- ومن الأهداف التي تذكر قديماً: نفوذ دول الصليب الاستعماريّة في البلاد العربيّة.
- كما أن أعظم هدف لهم قديماً وحديثاً: مناقضة الإسلام نفسه بفكرة العروبة, حتى يغتر العرب بعبادة قوميتهم عن عبادة الله بالإسلام له وحده, فإذا فعلوا ذلك ينعدم الفرق بين عبادة مخلوق ومخلوق, بل الأقوى أحقّ! (5).
وما أشبه الليلة بالبارحة!
إنه ينبغى لنا أن ندرك جيداً أن أغلب التجاوزات التي نذكرها لاحقاً هي جريرة القومية العربية, ونتيجة تطبيقها, والتظاهر بها.
ثانياً: المجاهرة الجريئة بأفكار الحداثة, بل بصفاقة ووقاحة, مع تصفيق لها من قِبَل الأغرار السُّذّج, من تعدٍ ظاهر في النصوص, وعبث بالمقدسات الإسلامية, والأشدّ من ذلك أنهم ينتسبون للإسلام, حيث يأتي أحد الشعراء يذكرُ قصيدته على الملأ, يذكر فيها صديقاً له قائلاً:
إِنِّي لأجْزِمُ أَنَّنَا:: نصفان كلهُمَا أَنَا
لا خَلْقَ نَقْرِنُنا بِهِ:: لِنَقولَ نُشْبِهُ غَيْرَنا
إنْ لَمْ نَكُنْ أحْلى الخَلا:: ئِقِ كُلّها .. فَكَأَنّنا
واللّهُ كُنْتُ أَظُنُّهُ:: لا شَيْءَ يَخْلِقُ بَعْدَنا
فَلنا الشّمالُ مَعَ اليَميـ:: ـنِ وَما تَباعَدَ أوْ دَنا
وَلَقَدْ بَلَغْنَا مَبْلَغَاً:: لاَ فَوْقَ إِلاَّ تَحْتَنَا
نعوذ بالله مما قال! ..
حيث أنه بلغ درجة العصمة مع صديقه المزعوم, وصار فريداً من جنسه ونوعه, فلم يوجد أحد على الإطلاق من الخلائق يقارن بهما!
كما أنه تمنى على الله الأماني, فظنّ أن الله لن يخلقَ أحداً بعدهما!
ولهم كل ما حوى الكون من شمال ويمين وقريب وبعيد!
كما أنه بلغ مبلغاً عالياً لا شيء إلا تحته!
اللهم سترك ..
هذا كلّه, وتجد المصفق والمبتهج والضاحك والفَرِحْ!
ويأتي شاعرٌ آخر, ليقرر مذهب (وحدة الوجود) , وينال إعجاب النقاد بالإجماع, فيقول:
البرق من ريبتي .. والرعد من حنقي
والنّسْم من هدْأتي .. والريح من قلقي!
وكلّ من قتلوا في الأرض من غضبي
وكلّ من ولدوا في الدهر من شبقي
والبحر أطْلَقْتُهُ في كل ناحيةٍ
وقلت للريح أنّى شئت فانطلقِي
وإذ تبدّى مخوف الموج من كثبٍ
رغّبتُ بالدُّر من أرهبت بالفَرَقِ
والليل مذ غمر الدنيا تملّقني
خوفاً على سرّي المكنون من أَلَقِي
والطيف في غفوتي والنجم في سهري
والبدر مكتملاً بعض من الملَقِ
ولا يطلّ الضحى ما دمت في سِنَةٍ
ولا يطول الدجى ما لم يطل أرقي
والشمس لو أبطأت في أفقها كسلاً
لجرّها نحوه من شعرها أفقي!
إن ادعاء التصرف في بعض هذه الأمور تعدٍ واضح, وكذب على الله!.
وكما كان ابن عربي يرى أن جميع مظاهر الوجود تدلّ على ذلك التجلي من الألوهية! ..
ومن المبالغات الممقوتة, قول إحدى الشاعرات عن أبيها:
أنت الهدى .. تُوِّجت يا ملك الهدى!
سحر البيان على ضفافك سلّما
ولا يخفى على ذي عينين, فضلاً عن صاحب قلبٍ يَقِظٍ أن مثل هذه المبالغات, التي وجد شيءٌ منها في الشطر الأول في البيت السابق, لا يحقّ أن يوصف بها إلا معصوم! وإن أطلقت على غيره فالإطلاق ظلمٌ, وكذب مقيت! ..
ثالثاً: الدعوة إلى ترك ألفاظ القرآن الكريم, ونبذها, والخروج عليها إلى عالم بعيد في اللغة!
حيث أن بعض الشعراء, بل كثيراً منهم استخدم المضامين الدينية, والقوالب التي تستقى من معين القرآن الكريم, وكتاب الله المعجر ببلاغته وفصاحته, بل وأبدع في ذلك الاستخدام؛ ومع هذا التوجه المحمود يأتي أحد النقاد (العلمانيين) ليقول ما معناه: ينبغي أن تخترقوا هذه الألفاظ التقليدية, وتخرجوا إلى أفق بعيد, وتحطموا كلّ هذه الأمور!.
ولعمري؛ إن كفّار الجاهلية لم يقولوا هذا في بلاغة القرآن الكريم المعجزة, ولم يتجرؤوا لهذا الحدّ المخزي, ولم يصلوا لهذه الدرجة السافلة ..
رابعاً: الدعوة إلى نظرة النصوص الحُبلى بالتأويلات! ..
¥