وهي صورة من تلك النظرية البنائية النقدية, التي تعرضنا لها سابقاً في هذا البحث, عندما تكلمنا عن الحداثة!
كما ينبغي لنا أن نعلم أن صاحب كتاب: النظرة البنائية في النقد, وهو د. صلاح فضل, أحد النقاد الخمسة المشاركين في برنامج "أمير الشعراء".
خامساً: نشر ثقافة التقريب بين الأديان والفرق السلفية السنية بغيرها!
فجاء كثيراً في كلام النقاد ما مضمونه: أن هذه المسابقة تجمع بين الفصائل المتناحرة في فلسطين, والعراق .... والتقريب بين الفرق المتباعدة في دول العرب تحت راية واحدة, وهذه الدعوة وإن تغلفت بزخرف من القول؛ إلا أنها في حقيقتها دعوة إلى محاربة دين الله! ..
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عنها: ((هي أكبر مكيدة عُرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين, اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة: بغض الإسلام والمسلمين, وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة, وهي كاذبة خادعة, ذات مصير مروع مخوف!)).
ثم يقول الشيخ رحمه الله: ((فهي في حكم الإسلام: دعوة بدعيّة, ضالّة كفريّة, خطة مأثم لهم, ودعوة لهم إلى ردّة شاملة عن الإسلام؛ لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد, وتنتهك حرمة الرسل والرسالات, وتبطل صدق القرآن, ونسخه لجميع ما قبله من الكتب .... إلخ)).
إلى أن قال: ((وليعلم كلّ مسلمٍ عن حقيقة هذه الدعوة: أنها فلسفية النزعة, سياسية النشأة, إلحادية الغاية, تبرز في لباس جديد لأخذ ثأرهم من المسلمين, عقيدة وأرضاً وملكاً)).
ثم يأتي رحمه الله لتوضيح أهدافها في نقاط, هاكها مجملة:
• التشويش والبلبلة على الإسلام والمسلمين, وشحنهم بسيل الشبهات والشهوات.
• قصر المدّ الإسلاميّ واحتوائه.
• الإتيان على الإسلام من قواعده لنزع الإيمان من قلوب المسلمين ووَأْدِه.
• حلّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي وإبداله بأخوة الفرق الضالة, من اليهود والنصارى والمشركين.
• كفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود, ومن كفرهم الله, وكفرهم رسوله.
• إبطال أحكام الإسلام المفروضة أمام الكافرين.
• كفّ المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله, ومنه الجهاد بالقلم واللسان.
• هدم قاعدة الإسلام وأصله: ((الولاء والبراء)) , و ((الحبّ في الله والبغض فيه)) , وترتقي هذه النظرية إلى موالاة الكفار والفسقة.
• صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان, وتفسيخ العالم الإسلام من ديانته.
• بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم, على العالم بأسره, والإسلامي منه خاصّة (6).
سادساً: نشر ثقافة الاحتواء للعدوّ المحتلّ ..
فحين قال أحد الشعراء عن العراق وأهله:
جاء المغول يجرّون الحديد لنا
والقوم ما لوَّحُوا حتّى بسكّين!
قال له "الأستاذ الناقد":
((دعني أقف معك وقفة مضمونية أكثر منها شكلية:
والقوم ما لوحّوا حتى بسكّين!
نعم .. التلويح بالسلام , خير من التلويح بالسلاح! ..
ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله, فالعصريّ له لغة جديدة, شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء!))
وليته لم يقلها! فقد أتى بما تأت الأوائل, وتكلف ما ليس له فيه ناقة ولا جملْ, وطرح عباراته المظلمة بلا خطام ولا زمام!
وسأبين خطأ هذه الأسطر القليلة, وعورتها المهتوكة ..
- ((ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله)) .. هذه كلمة باطلةٌ من أساسها, فالشرع المطهّر, وديننا الحنيف, يأمرنا, بل ويفرض القتال ويعينه في حالة هجوم العدوّ على أرض أحدنا, ويكون الجهاد جهاد دفعٍ لا يحتاج راية, ومن تولّى فقد ارتكب كبيرة من السبع الموبقات وهي: التولّي يوم الزحف!.
- ((شجاعته شجاعة احتواء)) .. عفواً! كيف تحتوي عدوّك؟ .. بل وترخي له العنان, ما دام أنه قد احتل أرضك؟! ..
- ((فالعصريّ له لغة جديدة))! .. حتى لو خالفت الدين؟! .. عندهم: نعم.
- ((شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء))! .. وهذه من أكبر الطوام التي لا يرضا عاقل! .. يوصم المضطهدين, والمنكوبين, والذين قوتلوا, حينما دافعوا عن أنفسهم أنهم هم المعتدون! ..
فبالله عليكم, بعد هذه الأغلوطات الغبيّة, والسخف الواضح, نؤمن بلغة العصر الجديدة التي يدعو إليها هذا "الناقد الكبير"! .. اللهم. لا.
¥