تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولتعلموا أن هذه الثقافة بهذه العبارات وتلك الدعاوى هي مظهر من مظاهر الدعوى الغربية السافرة, يقول الدكتور, باسم خفاجي, عن تقرير راند: ((يوصي التقرير بالتزام سياسة الاحتواء في التعامل مع التيار الإسلاميّ, مع إقامة مؤسسات بديلة, واستخدام القطاع الخاص, ومؤسسات المجتمع المدني في كلّ من الغرب والعالم الإسلاميّ لدعم المشروع الأمريكي الاستراتيجي لإنشاء شبكات مسلمة معتدلة بديلة عن التيار الإسلامي! .. )) (7).

سابعاً: الدعوة للسفور, وهتك الحجاب, والاختلاط!

حين يظهرون بكل وقاحة وقلة أدب, وبتبجحٍ على الشاشات مناظر المساء الكاسيات العاريات الفاسقات. في قاعتهم الكبيرة, بصورهم التي لا تحلّ رؤيتها, ويجلسن بجانب الرجال المخنثين, نشراً للرذيلة, وفتنة للشباب المسلم, ناهيك عن العري الواضح, وتعمد (مخرج البرنامج) الآثم إظهار صورهن في جنبات القاعة وأروقتها بين الفينة والأخرى! .. والله لا يقرّ هذا قلبٌ يخشى الله!. بل لا يقرّ هذا حياءٌ ولا أدب يتجمهرون له.

ومن البديهيات أن تشارك النساء عندهم في هذه المسابقة بإلقاء أشعارهم أمام الملأ, ويصفق الدهماء لهنّ وترتجّ القاعة, وهنّ يأتين في كامل زينتهنّ سافراتٍ عن وجوههن, وخادشاتٍ لحيائهن! , بل إن بعضهن من أرض الجزيرة الطاهرة, ممن تنسب لآل البيت! ..

وقد كان البرنامج في سنتيه الماضيتين أخف من العام هذا, ولم تظهر الصور إلا قليلاً, أما الآن فصار ضغثاً على إبّالة, وزيد الطين بلّة, والمرض علّة.

ثامناً: إحياء الليالي بالغناء والمجون, واستقطاب المغنين العرب من شتى الأماكن, ليبرزوا قيمة (الطرب الأصيل) –على حد زعمهم! -

وحشو الفواصل في البرنامج للمشاهدين عن طريق التلفاز بالمقاطع الموسيقية والغنائية!.

تاسعاً: الاستهانة بمصطلح (اللعن)! وإطلاقه بكلّ جرأة, والهزل والعبث به ..

وقد ظهر هذا في أكثر من موطن, منها يوم ألقى أحد الشعراء قصيدة أعجب بها الدكتور الناقد, فقال له وهو يضحك ((لعنة الله عليك! .. )) ..

ثم في لقاء آخر يقول أحدهم ساخراً: ((يبدوا أن لعنة الدكتور ..... قد أصابتك)) ويضحك الجميع, ويصفق الجمهور! ..

ثم يأتي ثالثهم ليقول في لقاء ثالث لأحد الشعراء: ((أما أنا فلا أقول لك: لعنة الله عليك؛ لأنها تكون للعصاة والفاسقين, ولا أقول لك: رحمة الله عليك؛ لأنها تكون للموتى والمفقودين, ولكني أقول: رضي الله عنك؛ لأنك من الشعراء المفلقين! .. )) ..

أرأيتم أيها القراء؟؟ .. أرأيتم الجرأة الغريبة؟! .. بل والمغالطات التي تصدر من كبار نقاد العالم العربي؟! .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ..

عاشراً: التعامل الصريح الظاهر "بالقمار" من بعض الشعراء المشاركين!.

وذلك أن البرنامج يعتمد على تصويت الجمهور, والرسالة في التصويت قيمتها (5 دراهم إماراتية) فيأتي هذا الشاعر ويصوّت لنفسه, وقد بلغني من خبر الثقات أن بعض الشعراء صوّت لنفسه بعشرين ألف ريال! .. وما خفي كان أعظم,,

وهذا الفعل فيه دناءة وسفه, وأكل لأموال الناس بالباطل, وارتكاب للميسر الذي حرمه الله ..

.

.

هذه الملاحظات التي وقفت عليها مجملة, ولا أدعي أن ذكرتها كلّها, بل هي صورة لما هو موجود في البرنامج وحاصل فيه ..

وإني لأذكر إخوتي خطر هذا البرنامج, الذي حصل على نسبة كبيرة متابعة من العالم العربي, حتى إن الغرب فرحوا به, وابتهجوا لأجله, حيث جاء في خبر من أخبار موقعهم: ((نشرت صحيفة (الواشنطن بوست) في عددها الصادر اليوم الأربعاء خبراً عن الحلقة النهائية من برنامج أمير الشعراء, والتي تقام يوم غدٍ الخميس على مسرح شاطىء الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي, وذكرت الصحيفة في خبرها أن برنامج أمير الشعراء يحظى بمتابعة كبيرة في العالم العربي في نسخته الثانية التي يتنافس على نيل لقبها ستة شعراء من خمس دول عربية هي السعودية ومصر والأردن والجزائر وموريتانيا, مشيرة في الوقت نفسه إلى آلية البرنامج التي تعتمد على تقييم لجنة التحكيم وتصويت المشاهدين من خلال هواتفهم ,, ويأتي نشر هذا الخبر في الصحيفة الأمريكية الشهيرة كدلالة واضحة على أهمية هذا البرنامج عربياً ووصوله إلى أعلى المستويات الإعلامية العالمية))! ..

أخيراً:

أوجّه النداء لإخواني من الشعراء المبدعين الملتزمين, احذروا من المخططات الغربية, ولا تكونوا تبعاً لها, وعامل تحريك فيها وأنتم لا تشعرون!.

ثم إني أدعو العلماء والإسلاميين لاحتواء الشباب, وبذل المال والجهد في إقامة نوادٍ أدبية إسلامية, تكون بديلة عن وقوعهم في مثل هذه الترهات ومتابعتها ..

ثم لتعلموا أن هذه الجهود الغربية التي تظهر بوجوه عربية وغير عربية, هي سبب كبير في انحراف شباب الأمة وصدّهم عن دين الله, ومنعهم من الاستقامة على طريقه! ..

وعليه؛ فلا تجوز المشاركة في مثل هذه البرامج, ولا التصويت فيها, ولا السعي لها مطلقاً, سدّاً للذريعة, وإنكاراً للمنكر, وإقامة لشرع الله ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أبو الليث الشيراني

مكة المكرمة

حرر في: 5/ 10/1430هـ

الحواشي:

(1) يقول ابن تيمية رحمه الله: ((لا يجوز إعلان البدع والمنكرات, فإذا أُعلنت: وجب إنكارها علانيّة, وعقوبة معلنها علانية)) [مجموع الفتاوى, 28/ 217, 215, 205].

(2) انظر: موقع أمير الشعراء, على الشبكة.

(3) انظر: شاعر المليون .. أخطاء شرعيّة, ومغالطة شعريّة, للشيخ: ذياب بن سعد الغامدي.

(4) فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام, للشيخ: صالح العبود, ص8.

وأصل هذا الكتاب رسالة قدمت للماجستير, ناقشها عمالقة الفكر الإسلامي في العصر الحديث, وهم: الأستاذ: محمد قطب, والأستاذ: محمد محمد حسين, والشيخ: محمد الغزالي, بتاريخ 5/ 5/1389هـ.

(5) المصدر السابق, ص179 - 187.

(6) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان, ش. بكر أبو زيد, ص35 - 46.

(7) استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام – قراءة في تقرير راند 2007, د. باسم خفاجي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير