قال الطبري في تفسيره: 24962 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {والسماء بنيناها بأيد} يقول: بقوة. 24963 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {بأيد} قال: بقوة. 24964 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {والسماء بنيناها بأيد}: أي بقوة. 24965 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور أنه قال في هذه الآية: {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة. 24966 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة. 24967 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة اهـ
فتفسير كلمة أيد هي قوة و القوة مفردة فلو كانت ايد جمع لكان تفيسرها قوى و ليس قوة فدل التفسير على أن كلمة أيد مفردة و هذا يوافق مصدرها الأَيْدُ والآدُ.
قال في مختار الصحاح
(اليَدُ أَصْلُها يَدْىَ على فَعْل ساكنة العَين لأنّ جَمْعَها أَيْدٍ ويُدِيّ وهُمَا جَمْعُ فَعْل كَفَلْس وأَفْلُس وفُلُوس. ولا يُجْمَع فَعَل على أَفْعُل إلا في حُرُوفٍ يَسيرة مَعْدُودة كَزَمَن وأَزْمُن وجَبَل وأَجْبُل. وقد جُمِعَت الأَيدِي في الشِّعْر على أيادٍ وهو جَمْعُ الجَمْع مثْل أَكْرُع وأَكَارع. وبَعْضُ العَرَب يقول في الجمع الأَيْدِ بحذف الياء. وبَعْضُهم يَقول لِليَد يَدًى مِثْل رَحًى. وتَنثْنيتُها على هذه اللُغَة يَدَيَانِ كَرَحَيَانِ. واليَدُ القُوَة. وأَيَّدَه قَوَّاهُ. وَمَالِي بفُلانٍ يدان أي طَاقَةٌ. وقال اللهُ تعالى (والسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بَأَيْد). قلتُ: قوله تعالى: (بأَيْد) أي بقُوَّةٍ وهو مَصْدَر آدَ يئِيدُ أَيْداً إذا قَوِيَ وليس جَمْعاً لِيدٍ ليُذْكَر هُنَا بل مَوْضعُه بابُ الدَّالِ. وقد نَصَّ الأزَهَري على هذه الآية في الأيدِ بمعنى المَصْدَر. ولا أَعْرِفُ أَحدَاً من أَئِمَة اللُّغَة أو التَّفْسِير ذَهَبَ إلى ما ذَهَب إليه الجَوْهَرِي من أَنَّها جَمْعُ يَدٍ.) اهـ
قال الألوسي
((بأيد) أي بقوة قاله ابن عباس. ومجاهد. وقتادة، ومثله الآد وليس جمع {(يَدُ) وجوزه الإمام وإن صحت التورية به) اهـ
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير هذه الآية: بأيد: بقوة و الأيد و الآد: القوة، و قد آد يئيد و هو أيد اهـ
أقوال أصحاب اللغة:
قال بهجت عبد الواحد صالح في الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل: بنيناها بأيد: فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بنا و "نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و "ها" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بأيد: جار و مجرور متعلق ببنى و علامة جره الكسرة المنونة. و الكلمة مصدر "آد" يئيد أيدا: اذا قوى و "بأيد" أي بقوة اهـ
قال الخليل الفراهيدي في كتاب العين:
أيد، إدي: الايد: القوة، وبلغة تميم الآد، ومنه قيل: أد فلان فلانا إذا أعانه وقواه. والتأييد: مصدر أيدته أي قويته. وقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) أي بقوة. اهـ
و في المعجم الوسيط:
(آد)
أيدا و آدا قوي و اشتد فهو أيد و ذو أيد و في التنزيل العزيز (والسماء بنيناها بأيد) و في المثل الكيد أبلغ من الأيد. اهـ
أقوال أهل فن كتابة المصحف:
و من الملاحظ أن كلمة أيد كتبت في المصحف بأييد: قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه المحكم فى نقط المصاحف صفحة 178 (و هو من علماء هذا الشأن و أدرى العلماء بخبايا المصحف): أولأن العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في (عمرو) فرقا بينه وبين (عمر) وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك) وفي (أولى) فرقا بينه وبين (إلى) وإلحاقهم الياء في قوله (والسماء بنيناها بأييد) فرقا بين (الايد الذي معناه القوة) وبين الايدي (التي هي جمع يد) وإلحاقهم الالف في (مائة) فرقا بينه وبين
(منه و منة) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة. أهـ
http://www.albwader.com/modules.php?...ook=238&id=178
¥