تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والميد: الاضطراب يمينا وشمالا ; ماد الشيء يميد ميدا إذا تحرك ; ومادت الأغصان تمايلت، وماد الرجل تبختر. قال وهب بن منبه: خلق الله الأرض فجعلت تميد وتمور، فقالت الملائكة. إن هذه غير مقرة أحدا على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال، ولم تدر الملائكة مم خلقت الجبال. وقال علي بن أبي طالب - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -: لما خلق الله الأرض قمصت ومالت وقالت: أي رب! أتجعل علي من يعمل بالمعاصي والخطايا، ويلقي علي الجيف والنتن! فأرسى الله - تعالى - فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون. وروى الترمذي في آخر " كتاب التفسير " حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال: (لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال قالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار فقالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الماء قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء قال نعم الريح قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم تصدق بصدقة بيمينه يخفيها من شماله. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.

قلتُ: وفي هذه الآية أدل دليل على استعمال الأسباب، وقد كان قادرا على سكونها دون الجبال ". أهـ

تفسير القرطبي 10/ 28 - 83

وقال ابن كثير: " ذكر تعالى الأرض، وما جعل فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات، لتقر الأرض ولا تميد أي: تضطرب بما عليها من الحيوان فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك ; ولهذا قال: {والجبال أرساها}.

وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن قتادة، سمعت الحسن يقول: لما خلقت الأرض كانت تميد، فقالوا ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فأصبحوا وقد خلقت الجبال، لم تدر الملائكة مم خلقت الجبال.

وقال سعيد عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عبادة: أن الله تعالى لما خلق الأرض، جعلت تمور، فقالت الملائكة: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا، فأصبحت صبحا وفيها رواسيها.

وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حبيب، عن علي بن أبي طالب - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - - قال: لما خلق الله الأرض قمصت وقالت: أي رب، تجعل علي بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث؟ قال: فأرسى الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون، فكان إقرارها كاللحم يترجرج. . ". أهـ

تفسير ابن كثير 4/ 563

وقال الإمام الشنقيطي: " ذكر - جل وعلا - في هاتين الآيتين أربع نعم من نعمه على خلقه، مبينا لهم عظيم منته عليهم بها:

الأولى: إلقاؤه الجبال في الأرض لتثبت ولا تتحرك، وكرر الامتنان بهذه النعمة في القرآن كقوله: {ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا}، وقوله: {وجعلنا في الأرض رواسي الآية}، وقوله: {وجعلنا فيها رواسي شامخات}، وقوله - جل وعلا -: {خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} الآية، وقوله: {والجبال أرساها}، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا.

ومعنى تميد: تميل وتضطرب.

وفي معنى قوله أن وجهان معروفان للعلماء: أحدهما: كراهة أن تميد بكم. والثاني: أن المعنى: لئلا تميد بكم ; وهما متقاربان.

أضواء البيان 2/ 361

3 - قوله تعالى: {والجبال أوتاداَ}.

قال الطبري: " يقول: والجبال للأرض أوتادا أن تميد بكم ". أهـ

تفسير الطبري 24/ 152

وقال القرطبي: " أي لتسكن ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها ". أهـ

تفسير القرطبي 19/ 150

وقال ابن كثير: " أي: جعلها لها أوتادا أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها ". أهـ

تفسير ابن كثير 8/ 303

4 - قوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم}.

قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: أو لم ير هؤلاء الكفار أيضا من حججنا عليهم وعلى جميع خلقنا أنا جعلنا في الأرض جبالا راسية؟ والرواسي جمع راسية، وهي الثابتة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير