تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النوع الثاني: مبادلة مثمن بمثمن، والمثمونات تنقسم إلى قسمين: منقولات وعقارات.

فيكون له ثلاث صور:

(1) إما عقار بعقار.

(2) وإما منقول بمنقول.

(3) وإما عقار بمنقول.

وهذه الصور من البيع يسميها الفقهاء (بيع المقايضة).

النوع الثالث: وهو مبادلة الثمن بالمثمن، وهو البيع السائد بين الناس.

ويكون بثمن (الذهب والفضة) مقابل مثمن (عقار أو منقول).

وهذا البيع يسميه الفقهاء (البيع المطلق)، لأن البيع إذا أطلق انصرف إليه، وهو الأكثر والغالب والأشهر في بيوعات الناس.

إذاً عندنا ثلاثة أنواع من البيوع:

(1) بيع الصرف وهو: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والذهب بالفضة.

(2) بيع المقايضة وهو: العقار بالعقار، والمنقول بالمنقول، والعقار بالمنقول.

(3) البيع المطلق وهو: إما عقار بذهب، وإما عقار بفضة، وإما منقول بذهب، وإما منقول بفضة.

استفدت هذه التقسيمات المهمة لطالب العلم وخاصة طالب العلم المبتدئ، من الشيخ الفقيه محمد المختار الشنقيطي من شرحه على الزاد، اختصرتها من شرحه على الزاد.

ولما رأيت أنها مهمة لطالب العلم نقلتها هنا لتتم الفائدة.

وإليكم أصل كلام الشيخ – حفظه الله تعالى – من شرحه:

قال – حفظه الله تعالى -:

[يقول المصنف رحمه الله: (وهو مبادلة مال ولو في الذمة أو منفعة مباحة).

(وهو): الضمير عائد إلى البيع، وهذا -كما ذكرنا الجزئية الأولى في البيع- هو تعريف البيع، كأنه يقول: البيع عندنا معشر الفقهاء: مبادلة المال.

فما معنى مبادلة؟ المبادلة: مفاعلة من البدل، ووزن مفاعلة في لغة العرب يطلق على الشيء الذي يستلزم شخصين فأكثر، مثلاً تقول: مقاتلة، مخاصمة، مشاتمة، فكم يوجد؟ رجلان يتشاتمان، أو يتضاربان، أو يشتركان في شركة مضاربة، فهذا كله يسمى بالمفاعلة؛ لأن الشخص لا يقاتل نفسه ولا يخاصم نفسه.

وحينما قال رحمه الله: (المبادلة) معنى ذلك أن عندنا بائع ومشترٍ (مبادلة) مفاعلة من البدل، والبدل أصله العوض، تقول: هذا بدل عن هذا، أي: عوض عنه وقائم مقامه، فهذه هي المبادلة.

وبعض العلماء يقول: البيع معاوضة، والمعاوضة والمبادلة معناهما واحد.

والمبادلة تكون على صور: قد أبادلك سيارة بسيارة، فهذا له معنى.

وقد أبادلك شيئاً على سبيل الهدية، فأعطيك ساعة فتعطيني بدلاً منها قلماً، فأكون أهديتك ساعة وأهديتني قلماً، فصار مبادلة.

كذلك أيضاً: لو أن رجلاً جاء لرجل وقال له: زوجني بنتك، قال: قبلت، والمهر عشرة آلاف ريال، إذاً: تزوج لقاء عشرة آلاف {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [النساء:24] فالنكاح فيه معاوضة.

كذلك: لو جئت وقلت: يا فلان! أجّرني بيتك سنة بعشرة آلاف، فدفعت عشرة آلاف لأجل السكنى سنة، فهذا فيه مبادلة.

فقال المصنف: (البيع مبادلة) والمبادلة هنا أهي عامة، أو خاصة؟ إذا تأملتها وجدتها عامة.

فقال المصنف: [وهو مبادلة مال]، بعض العلماء يقول: (مال بمال)، فنريد أن نعرف ما معنى مال؟ وكيف تتم مبادلة المال بالمال في البيع؟ المال أصله من الميل، وسمي المال مالاً لأن النفوس تميل إليه وتهواه، قال الشاعر: رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال.

لأنه زين للناس حب الشهوات، فهم يميلون إلى المال، ولذلك قال تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ} [النساء:128] ولذلك شحت بالمال، بل وسفكت الدماء من أجل المال، فالمال له مكانة في النفوس.

وفي اصطلاح الشريعة إذا قيل: (مال) فهو كل شيء له قيمة، لكن في عُرف الناس وما يسمى بالاصطلاح الوضعي إذا قيل: مال، فهو يختص بالذهب والفضة وبالنقود، فتقول: هذا مال، وتعني النقود، لكن في اصطلاح الشريعة المال يشمل كل شيء له قيمة، سواء كان نقوداً أو غيرها، والدليل على أن الشريعة تسمي كل شيء له قيمة مالاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الإبل والغنم والبقر مالاً، فهل الإبل والغنم ذهب وفضة؟ ليست من الذهب ولا من الفضة، فقال كما في الصحيح من حديث أبي هريرة: (ما من صاحب مال لا يؤدي زكاته) ثم ذكر الإبل والبقر والغنم.

فقوله: (ما من صاحب مال) وأطلقه على الإبل، ثم ذكر البقر، ثم ذكر الغنم، ثم ذكر الذهب، ثم ذكر الفضة، فدل على أن المال هنا عام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير