[هل يبدأ الإمساك من الشروق؟!!!]
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 04:02 ص]ـ
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب: 70] يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70 - 71]
أما بعد:
فقد أقبل علينا ضيف كريم, وشهر فضيل, فيه تفتح أبواب الجنة, وتغلق أبواب النار , وتصفد الشياطين, ألا وهو شهر رمضان, وسيحل علينا أياما معدودات ثم يرتحل , فالفائز هو الذي غنمه فيغفر له ما تقدم من ذنبه , والشقي هو من حرم هذا الفضل العظيم –نسأل الله العافية-
قال رسول ?: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
وقال ?: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ, وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ, وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)
وقال ?: (جاءني جبريل صلى الله عليه و سلم, فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له, فقلت: (آمين) ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة, فقلت: (آمين) ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك, فقلت: آمين) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
فينبغي للمسلم اغتنام هذا الشهر الكريم بما ينفعه من أنواع الطاعات القولية والفعلية , الظاهرة والباطنة , وينبغي له أن يتعلم أحكام الصوم ومسائله كي يعبد الله على بينة , ولا يقع في الزلل.
وقَدْ سَأَلَنِي مَنْ تَعَيَّنَتْ إجَابَتُهُمْ , عن بداية وقت الإمساك الذي به يحرم الطعام والشراب وغيرهما من المفطرات , وأخبر عن شخص تصدر لإفتاء الناس يفتي بجواز التسحر بعد طلوع الفجر الصادق ما لم تطلع الشمس , فتعجبت أشد العجب , سبحان الله؟!!
ما للأقوال الشاذة تخرج بكثرة في زمننا هذا وخاصة عند المواسم , فبدل أن يستغل أحدنا وقته في التفقه بأحكام العبادات في هذا الموسم , والاستعداد له , يأتي بأقوال غريبة وشاذة ويبثها بين الناس؟!!
قال ابن قيم الجوزية: (وأخس همم طلاب العلم قصر همته علي تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة الى معرفة الصحيح من تلك الأقوال وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه.)
فعزمت –بعون الله- بحث هذه المسألة بحيادية , وقبل طرحها لا بد من معرفة الصيام ومشروعيته وحكمه ثم معرفة السحور ومشروعية تأخيره وحكمه, لذلك جعلتهما في مبحثين متقدمين ليكونا بمثابة التمهيد للمسألة المراد بحثها , وأسميت البحث:
الثمر الداني
في إثبات
أن الإمساك من الفجر الثاني
والله أسأل التوفيق والسداد ,,,
خطة البحث:
-المبحث الأول: الصيام وتعريفه ومشروعيته وحكمه , وفيه ثلاث مطالب:-
المطلب الأول: تعريف الصيام , وفيه مسألتان:
الأولى: تعريف الصيام لغةً.
الثانية: تعريف الصيام اصطلاحاً.
المطلب الثاني: مشروعية الصيام , وفيه ثلاث مسائل:
الأولى: أدلة مشروعية الصيام من القرآن.
الثانية: أدلة مشروعية الصيام من السنة.
الثالثة: أدلة مشروعية الصيام من الإجماع.
المطلب الثالث: حكم الصيام.
-المبحث الثاني: تأخير السحور , وفيه ثلاث مطالب:-
المطلب الأول: تعريف السحور , وفيه مسألتان:
الأولى: تعريف السحور لغة.
الثانية: تعريف السحور اصطلاحا.
المطلب الثاني: مشروعية تأخير السحور , وفيه مسألتان:
الأولى: أدلة مشروعية تأخير السحور من السنة.
الثانية: أدلة مشروعية تأخير السحور من الإجماع.
¥