تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي حديث آخر: (كان صلى الله عليه وسلم يصلي؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا منعوهما؛ أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: (من أحبني فليحب هذين) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني.

قلت: فمن هذا الحديث يتبين أن الحسن والحسين وقد كانا صغيرين كانا يلعبان في المسجد لدرجة أنهما كانا يثيبان على ظهر النبي وهو ساجد وهو الإمام ولم ينههما عن ذلك، ربما لو حدث ذلك مع أحد الأئمة في هذا الزمان لفعل وفعل.

رابعا: عن أبا قتادة قال: بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.

قلت: يفهم من هذا الحديث جواز اصطحاب الأطفال للمسجد وجواز حملهما في الصلاة للإمام والمأموم وأن ذلك لا ينافي الخشوع.

وذكر الألباني في الثمر المستطاب من فقه السنة والكتاب تعليقا على هذا الحديث:

وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارا يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله.

ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم؛ فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه ـ من الذكر وقراءة القرآن و التكبير والتحميد والتسبيح ـ أثرا قويا في نفوسهم ـ من حيث لا يشعرون ـ لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها،

ومن هذا القبيل الأذان في أذن المولود؛.

سُأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

هل نمنع الأطفال من المجيء للمسجد في التراويح مع الأمهات لكثرة الإفساد والإزعاج؟

فأجاب: يُتركون كما جاء في الأحاديث، (ويسع الآخرين ما وسع الأولين). والله أعلم.

قلت: قول الشيخ رحمه الله (يُتركون) أي لا يمنعون من المساجد.

وقوله: (ويسع الآخرين ما وسع الأولين) أي أن الصحابة كانوا يحضرونهم المساجد فلنفعل مثلهم.

قال المحقق ابن القيم في (تحفة المولود): وسر التأذين ـ و الله أعلم ـ أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المنتظمة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام. أ هـ

وأخيرا أذكر لكم كلمات لصاحب كتاب تحفة العروس وذلك بتصرف: قال الشيخ: لو أن الأمر بيدي لأقمت بالمساجد ألعاب للأطفال حتى تكون المساجد محببة لقلوبهم فينشئوا على حبها وحب الصلاة وحب الإسلام. أ هـ

قلت: ولكم أن تعلموا أن النصارى في كنائسهم يفعلوا كل ما يجذب الأطفال إليها، ونحن للأسف نفعل كل ما ينفر الأطفال من المساجد بدعوى الخشوع، فإن الخشوع مطلوب ولكن يطلب من مظانه بالطرق الشرعية كالابتعاد عن زخرفة المساجد وغيرها مما هو معلوم عند الفقهاء.

همسة في أذن كل إمام ينهي الأطفال من دخولهم المساجد ـ بحجة بكائهم ولم يفعل ذلك الإمام الأول محمد صلي الله عليه وسلم ـ أليس كان الأولى أن ينهي حاملي الجوالات ذات النغمات الموسيقية من دخول المسجد إنك لو فعلت ذلك لكان لك وجه.

وأخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله و التحاكم إليه عند الاختلاف والرجوع للحق إذا تبين لنا، والله الموفق إلى سواء السبيل.

جمعها الفقير إلي الله / علاء بن جوده النادي

ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[14 - 10 - 08, 05:47 م]ـ

جزاكم الله خير الجزاء,

نقطة بسيطة , ولا أعلم إذا كان لها وجه هنا أم لا,

الأخوة الذين قاسوا أثار وجود الصبيان -غير المميزين- في المسجد,

وقالوا هذا ما كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

والنقطة هي:

أنه في زمن رسول الله لم تُفصل النساء, وكانوا يصلون خلف الرجال,

فبعد تحول الحال والأحوال, وكما أشار الأخوة الأفاضل (تغيرت القلوب)

فلماذا غيرنا في قضية , ولم نغير في أخرى؟؟

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:11 م]ـ

وأخيرا أذكر لكم كلمات لصاحب كتاب تحفة العروس وذلك بتصرف: قال الشيخ: لو أن الأمر بيدي لأقمت بالمساجد ألعاب للأطفال حتى تكون المساجد محببة لقلوبهم فينشئوا على حبها وحب الصلاة وحب الإسلام. أ هـ

نعم! ألم يمر على أذهانكم عند قراءة سير الصحابة الذين وقفوا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآزروه ونصروه وتفقّهوا منه ونقلوا أحاديث عن فقه الصلاة والمساجد أسماء مثل:

- ابن عمر.

- ابن عبّاس.

- ابن الزبير.

- ابن عمرو.

وغيرهم من صغار الصحابة الذين ربّاهم النبي صلّى الله عليه وسلّم حوله ولم يلتفت لصغر سنهم.

[ quote] قلت: ولكم أن تعلموا أن النصارى في كنائسهم يفعلوا كل ما يجذب الأطفال إليها، ونحن للأسف نفعل كل ما ينفر الأطفال من المساجد بدعوى الخشوع، فإن الخشوع مطلوب ولكن يطلب من مظانه بالطرق الشرعية كالابتعاد عن زخرفة المساجد وغيرها مما هو معلوم عند الفقهاء.

شيء يُدمي قلب كل مؤمن ومؤمنة، والله المستعان!

همسة في أذن كل إمام ينهي الأطفال من دخولهم المساجد ـ بحجة بكائهم ولم يفعل ذلك الإمام الأول محمد صلي الله عليه وسلم ـ أليس كان الأولى أن ينهي حاملي الجوالات ذات النغمات الموسيقية من دخول المسجد إنك لو فعلت ذلك لكان لك وجه.

جزاك الله خيراً أخي جهاد على نقلك للمقالة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير