بدأت فكرة إنشاء المطبعة عند محمد علي عندما أوفد أول بعثة إلي ميلانو لتعلم فن الطباعة وتكونت من نيقولا مسابكي أفندي وثلاثة من زملائه تعلموا سبك الحروف وعمل قوالبها وذلك في عام 1815، أما تركيب آلات المطبعة ووضعها في أماكنها فقد بديء فيه في سبتمبر 1821 وتم الانتهاء في يناير 1822 واستغرقت فترة تجربة الآلات والحروف وتوزيع العمال عليها وتدريبهم علي أعمالهم في الفترة من يناير 1822 إلي أغسطس من نفس العام، وتم إصدار أول مطبوعات بولاق عام 1822 وهو 'قاموس اللغتين العربية والإيطالية' من وضع الراهب روفائيل.
موقع المطبعة
يكشف المعرض عن أن مطبعة بولاق تم تغيير مكانها أكثر من مرة إذ شيدت في أول الامر في جزء من مساحة الترسانة البحرية في المكان الممتد علي ضفة النيل اليمني من الشمال إلي الجنوب الي الشمال قليلا وقدظل هذا التخطيط باقيا الي عام 1954 حيث بقيت الترسانة في مكانها وبعد ثورة يوليو واصدار قرار رئيس الجمهوريةبانشاء هيئة عامة للمطابع تلحق بوزارة الصناعة، تم تخصيص المكان الحالي للمطابع الاميرية بامبابة.
آلات وحروف الطباعة
ويطلعنا هذا المعرض علي تطور آليات الطباعة التي مرت بها مصر من: الطباعة بواسطة ألواح النحاس، الي الحجر، ثم الطباعة بالحروف، كما تطورت آلات الطبع فقد استوردت في اول الامر من ميلانو بايطاليا اذ اشتري المسابكي ثلاث آلات من آلات المطبعة الملكية بايطاليا وظلت تعمل حتي عام 1828 عندما زاد الضغط علي المطبعة أمر محمد علي باشا وزيرالتجارة ويدعي بوغوص بشراء خمس آلات أخري من أوروبا ثمن الواحدة منها خمسون جنيها واستمر التغيير في آلات المطبعة مسايرة لكل عصر.
أهم المطبوعات
يتعرض المعرض كذلك لرصد نخبة من أمهات الكتب التي طبعت في اوائل افتتاح مطبعة بولاق وكان لها الفضل الكبير في النهضة العلمية والادبية: مثل كتاب المثل السائر لابي الفتح الموصلي، الاغاني لأبي فرج الاصفهاني، تاريخ ابن خلدون ومقدمته، العقد الفريد لابن عبدربه، فقه اللغة للثعالبي، وفيات الاعيان لابن خلكان، فوات الوفيات، احياء العلوم للغزالي، تفسير الفخ للرازي، سفينة الراغب، حياة الحيوان، نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، قانون ابن سينا في الطب، وتذكرة داود وغير ذلك من المؤلفات والترجمات الهامة.
طبع القرآن الكريم
في السنوات الاولي من تشغيل مطبعة بولاق ظل طبع القرآن الكريم محرما بمقتضي فتاوي العلماء وظل هذا الوضع، الي تاريخ متأخر من عهد محمد علي، بناء علي حجج من قبيل منافاة مواد الطبع للطهارة، عدم جواز ضغط آيات الله بالآلات الحديدية، واحتمال وقوع خطأ في طبع القرآن الكريم وفي البداية وافق محمد علي باشا علي هذه الفتاوي الا انه بعد فترة دفع بمخطوط القرآن الكريم الي مطبعه بولاق ووافق العلماء علي طبعه وتم تخصيص جزء من مطبعة بولاق لطبعة وعرف باسم 'مطبعة المصحف الشريف' وكان لها رئيس مستقل شغل هذه الوظيفة.
أهم مقتنيات المعرض
من أبرز مكونات المعرض اللوحة التذكارية التي تعتبر المرجع الوحيد لتاريخ انشاء مطبعة بولاق عام 1820م وصندوق الحروف العربية وكافة ادواته المستعملة في المطبعة الاميرية، فقد بقيت علي شكلها منذ تأسيسها والخزانة الحديدية من عهد محمد علي باشا وهي صناعة انجليزية، حيث كانت تستخدم في حفظ أختام الاسرة المالكة الخاصة بالمطبعة، وكذلك الاقلام والمتاريس الخاصة بماكينات المسبك، والطابع التذكاري الذي اصدرته الهيئة القومية للبريد بمناسبة مرور 175 عاما علي انشاء المطبعة، أيضا يضم المعرض العدد الاول من جريدة الوقائع المصرية، وهي أول صحيفة مصرية، وبذلك كانت مطبعة بولاق أولي المؤسسات الصحفية في مصر والشرق الاوسط.
ومن ضمن أهم مقتنيات المعرض، دفتر المرتبات والاجور، التي يرجع تاريخه الي عام 1887م، وبيان تطور الايرادات والاستثمارات للهيئة ونماذج من التقاويم الميلادية وهي مجموعة نادرة من نتائج الحائط، التي يرجع تاريخها الي عام 1892م، بالاضافة الي ذلك يحتوي المعرض علي الماكينات المستخدمة في مطبعة بولاق وظلت تعمل حتي وقت قريب ومن ذلك ماكينة طبع الظروف بأنواعها، مكبس التجليد، مكبس التذهيب، ماكينة طبع البروفات، وماكينة سبك الحروف.
تاريخ النهضة
يؤكد المؤلفان في كتابهما عن 'مطبعة بولاق' ان تاريخ النهضة المصرية الحديثة يجب أن يبدأ بتاريخ مطبعة بولاق، فمنها انبعث نور العلوم الطبيعية الذي بدد ظلمات الجهل وحرر العقول من الخرافات، وفي حجراتها خلق عصر جديد بتفكير جديد واراء جديدة وآمال تصلح للخلود، وعلي آلاتها طبعت عقلية مصر الحديثة.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب طويلب علم _كبير_
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:04 م]ـ
وتر العجب من حرص مطبعة بولاق في كثير من منشوراتها على طبع كتاب أو أكثر بهامش الكتاب الأصلي أو بأخره لصلة ذلك بالكتاب أو لمجرد الرغبة في نشر الكتب على أوسع نطاق؛ وهذه الظاهرة لم تعرف قبل مطبعة بولاق إلا أن تكون بعض مطابع الأستانة (إستانبول) وهذه الظاهرة تدل على أن القوم كانوا في سباق لنشر العلم وإذاعته
¥